الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس وخطاب التحريض والانفصال

أمير ضهير

2015 / 8 / 2
القضية الفلسطينية


حسنا.. أنت مستاء من رد فعل السكان في الضفة الغربية المحتلة، ومستاء أيضا من جريمة حرق الطفل (علي) على يد الإرهابين الصهاينة، وأنت أيضا إسلامي ملتزم ومقاوم أيضا. أنا أفهم ذلك جيدا. لكن أريد أن أفهم التالي: هل الكاركاتير الجنسي الذي نشرته وصورت فيه الضفة الغربية كأمرأة مومس يمارس خاخام يهودي معها الجنس وهي مبتسمة وراضية يتلاءم مع تعاليمك الإسلامية أيها النزق.
لكن أتدري لا بأس، أنا لن ألومك وحدك لأنك مجرد أداة جاهلة لا تعي من القضية الفلسطينية إلا راية خضراء ومجموعة من الرجال يضعون على وجوههم شعيرات طويلة وعلى جباههم شهادة التقوى والصلاح والافضلية في كل شيئ. لكني سألوم النظام في غزة الذي أنتجك. أذكر أني في العام 2011 كنت مسجونا في الكتيبة (سجن غزة المركزي)، وقد استدعاني رائد يدعى أبو الوليد وقدم لي فنجانا من الشاي الساخن وحاول أن يبدوا لطيفا بشوشا. ومن ضمن الحوار الذي دار بيننا سألني/ أتؤمن بالله، قلت نعم أكثر منك، ضحك بسخرية وقد علم أن الله أصطفاه وحده بالدين وقال: حسنا، نحن أصحاب حق ونحارب الاحتلال ونريد تطبيق ما أمر الله به، لماذا تعترض على ذلك، قلت له أتؤمن أن فلسطين لنا جميعا ومن حقنا جميعا ان نعمل على حل قضيتنا بأي اسلوب كان، قال نعم، قلت له هناك الاف من المسيحيين والمسلمين وغير المؤمنين بما تؤمن لماذا تريد أن يسيروا خلفك أنت وحدك وفي ظلك؟ قال لأننا على حق، قلت وهم يقولوا هم على حق، من بيننا على حق؟ لا نريد ان نعيش في كنفك حركتك بل في كنف فلسطين. شلت يده التي هوت على وجهي. هولاء القوم يمكن ان يستخدموا أي اسلوب كان للنيل من الآخر. تحول أبو الوليد بكل نفاق الدنيا إلى رجل بشوش يحبني ثم فجأة عاد لطبيعته التي تعلمها في مدارس الإخوان. وبهاء ياسين صاحب الكاركاتير سيئ السمعة يستخدم الايحاء الجنسي بكل صلف ويحول ملايين الفلسطينين إلى امرأة مومس تمارس البغاء مع المحتل لمجرد أنه يريد أن ينتصر لفكرته ويشوه الطرف المقابل في الضفة.
لا أدري هل أذهب بتفكيري باتجاه أن هذا العمل مقصود للتغطية على جريمة حرق الطفل الارهابية، أم أن الأمور تسير بشكل فوضوي عبثي في غزة!
أحاول أن أتخيل الكاركاتير بشكل اخر، أن يكون الاحتلال مومس يعتليه رجال الضفة الغربية ويمارسون معه الجنس، هل يجرؤ بهاء ياسين على رسم هذا الكاركاتير واستخدام الايحاء الجنسي ضد الاحتلال، بالطبع لا، سيتم مهاجمته من طرف تنظيمه ومؤيديهم فورا بحكم أن استخدام الايحاءات الجنسية حرام. في منطقتنا العربية يمكن أن نفهم - لا نتفهم- عمليات الاعتقال والتعذيب في سجون حماس أسوة بما يحدث في محيطها العربي، لكن الأمر الكارثي أن نصنع قطيعة تاريخية في العقل الجمعوي الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة في حادثة لا تغتفر. والتي ستمثل منعجرحا خطيرا وتاريخيا وربما مقصودا لتمرير حل الكيان المستقل في غزة والتي تحاول حماس تشكيله بعيدا عن الكل الفلسطيني وضمانا لحكمها في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و