الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباق الى المنطقة الخضراء

عبدالجبار نجم

2015 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تستمر دوامة الحرب في العراق وتستمر بغداد في تخبطها باتخاذ القرارات اللازمة للخروج من المازق وتزداد الامور ضبابية لدى الحكومة العراقية التي ولدت ولادة قيصرية وتحتاج رعاية متعددة الانواع حتى تتجاوز مرحلة الخطر ولكي تقوى ان تقف على قدميها فقد حاولت ان تغازل الاخوةالعرب حتى تعيد حبل الوصل الذي تهرء ابان حكم المالكي ولكن ازمة الثقة من طرف وازمتي اليمن وسوريا من طرف اخر جعلت التقارب خجولا ويبدو انه سيعود الى نقطة البداية في ضل تسنم السيد ابراهيم الجعفري لحقيبة الخارجية حيث مازالت تحمل تصريحاته وردود افعاله الكثير من المتناقظات ,وما يزيد تعقيدات عمل الحكومة هو تذبذب الموقف الامريكي ودعمه للعراق في حربه ضد داعش والمساعدات الاقتصادية التي لا تعني شيئ مع حجم ما يعانيه العراق وعلى سبيل المثال لا الحصر( تعهدت الحكومة الامريكية بتخصيص مبلغ ثمانية ملايين دولار كمساعدات للعراق) في حربها ضد داعش هذا لا يعني شيئ فهويمثل ما ينفقه العراق في يوم او بعض يوم واقل بكثير من ما يجب ان تتحمله الولا يات المتحدة الامريكية كونها هي المسبب المباشر لما ال اليه وضع البلاد ونتيجة طبيعية لغزوها للعراق من جهة وخروج قواتها قبل انيكتمل بناء قدراته العسكرية من جهة اخرى كما يلقي التشرذم السياسي الداخلي بضلاله على الحدث حيث تشهد الساحة السياسية العراقية اكبر اختلاف شيعي-شيعي وسني- سني وكردي-كردي منذ الاحتلال الامريكي في سابقة بمنتهى الخطورة تجعل الوضع الداخلي بمنتهى الغليان فالمصالحة مع السنة لم تتم ولن تتم ضمن المنظوروقانون الحرس الوطني لن يرى النورواغلب اهالي المناطق السنية اصبحوا نازحين مما يعقد تمثيلهم او وضع اولوية لهم غير اعادتهم الى مناطق سكناهم وهذا لن يتم الا بعد امد طويل كما ان المشاكل الكبرى الموروثة من الحكومة السابقة ويتصدرها مشكلتي سقوط الموصل ومذبحة سبايكر والتحقيقات الخاصة بهما وضرورة اعلان نتائج التحقيق وما سيترتب على اعلان هذه النتائج من افرازات لا بد ان تكون مغضبة لرئيس الوزراء السابق ويضاف الى ذلك زيادة مراكز القوى بالبلد مع تعدد قيادات الحشد الشعبي ادى الى فقدان الحكومة لهيبتها ولا تتعامل اغلب هذه التشكيلات مع قرارت الدولة الا بالذي يتماشا مع مصالحها المباشرة اضافة الى فرضها لنفوذها على بعض مناطق البلاد امنة كانت ام غير امنة اضافة الى المستجدات الاقليمية المتمثلة بانهاء الملف النووي الايراني يجعل ايران لا تقبل ان تغادر العراق الا اذا كان قبل الجميع بشروطها او بجزء مهم منها كما جعل بروز الدور التركي المباشر بالحرب ضد داعش وحزب العمال الكردي ومهاجمته لاهداف صريحة داخل العراق وسوريا يعلن تحدي جديد خاصة وان اردوكان وحزبه يحاولان البقاء بالرئاسة والعودة للاغلبية النيابية مهما كان الثمن فهم على يقين تام بانهم اذا خرجو لن يعودو ثانيا الى قيادة البلاد وهكذا يريدون ان يتمسكون بالحكم من بوابتي داعش والاكراد ولابد ان لهم اصابع يحركونها كيف ومتى ارادو.
هذه الصورة مجتمعة تغيب اي شكل من اشكال دولة من الممكن ان تدافع ذاتها او حكومة قادرة ان تصمد امام اي تحدي داخلي جدي فها نحن نرى(تحت الرماد وميض نار ) قدينفخ فيتقد باي لحظة ترى هل العبادي يقض ام نائم, و لكن من هم الاشخاص او الجهات التي سوف تسارع وتحث الخطى للتكون السباقة بالسيطرة على المنطقة الخضراء ومن الممكن تكون هي:
1-زادت بالفترة الاخيرة تصريحات لقيادات بعثية تعلن عن قرب سيطرتها على بغداد وهذا امر مستبعد في الوقت الحالي لعدم كسب البعثيين ثقة عرب الخليج رغم محاولاتهم الحثيثة
2-محاولة داعش ارباك الوضع في بغداد عن طريق سلسلة انفجارات تستطيع من خلاله تمزيق خريطة بغداد وتخلق حالة من الارباك والاحباط داخل بغداد تسيطر خلاياه النائمة على بعض المناطق وبالتالي تؤثر على ضغط القواة المسلحة والحشد الشعبي ضدها في المناطق المسيطرة عليها وبالتالي تزداد الرقعة الجغرافية لداعش مع احتمالية واردة لسقوط العبادي واستبدالهوهو امر يدخل البلاد بدوامة جديدة
3-خروج اي قوة متنفذة عن السيطرة نتيجة افتعال ازمة وسيطرتها على زمام المبادرة معلنة نفسها المخلص للعراقيين وتفرض احكاما اشبه بالاحكام العرفية لتمشية امور البلاد خاصة من القوى التي قاتلت داعش بشراسة وتؤمن بالدور الايراني
4- ولكن يبو الاكثر قبولا هو قيام رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالسيطرة على المنطقة الخضراء والاطاحة بحكومة العبادي هو الاسرع حيث انه الطريق الوحيد لاعادة كتابة نتائج تحقيقات سبايكر وقبلها نتائج تحقيقات سقوط الموصلواللتين شاء ام ابى يجب ان يدان عليهما بصفته القائد العام للقواة المسلحة كما انه يعمل على التهيئة لهذا وذلك من خلال عودة بروزه الاعلامي ولقائه بشيوخ ووجهاء العشائر والمحافظات.
ولكن هناك سؤال هل باستطاعة العبادي ان يسحب البساط من تحت الجميع ويقوم هو بالثورة على هذا الواقع متخذا سلسلة من الاجرءات القسرية والحازمة والفعالة خاصة وانه لي يخسر بعد كل رصيده الذي كسبه بالصدفة نتيجة تسنمه مهامه كرئيس للوزراء

فيعيد الثقة للعراق حكومة وشعبا ؟!َ لا اضن وعلى الارجح ان الاحتمال الرابع هو من سيفوز بالسباق










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل