الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على طاولة القراءة الذهبية ( مدينة الحزن حلبجة والايقاع الحداثوي ) دراسة نقدية تحليلية لايقاع النص الحداثوي لقصيدة الشاعر( شينوار ابراهيم ) ( مدينة الحزن حلبجة )

شينوار ابراهيم

2015 / 8 / 2
الادب والفن


على طاولة القراءة الذهبية
( مدينة الحزن حلبجة والايقاع الحداثوي )
دراسة نقدية تحليلية لايقاع النص الحداثوي لقصيدة الشاعر( شينوار ابراهيم )
( مدينة الحزن حلبجة )
بقلم : هاني عقيل
....................................................................................................................
نص
مدينة الحزن
"حلبجة"
شينوار ابرايهم
سـنون مضت
دمعة حزن لم تجف
على أرواح
اختنقت
في أحشاء ربيعٍ
أصفر ...
مطر قاتل
أنهار من الدماء
صنعتها عواصف الحقد
لرجل عشق القتل...
بناره
أحرق
أجساد الكورد ...
قتل الشمس
في عيون
امرأة
تحمل طفلا
تترقب
قدوم نوروز
في محراب آذار ...
بين أزقة
حلبجة
مدينة الحزن
في سماء كردستان ...
غيوم سوداء
لهيب
حداد طويل
أنهار الوجع
لم تجرف معها
حزني على خدّ
نرجسة
ماتت
في حضن طفل
في بطن
أمه
يحلم بقدوم نوروز ...
----------------------------------------------------------------------------------
شينوار ابراهيم ذاكرة وطن غضة في متاهات غربة يهاجس وطنه كنجم يحترق من بعيدحرف مضمخ بصراخات حلبجة مدينة الحزن والاموات كان لنا احباء هناك فوحدة الشعور رابطة لايعدوا عليها الزمن سنون مضت وهاهي عيون الشاعر تسح كما هي ميازيب الشتاء تعصف به ارواحهم فثمة احشاء ربيع اصفر تتشابك الالوان في هذا النص الباذخ الرؤى فهاهي كردستان ترجل شعرها بنهر من دماء لتعصف بها ريح حقد صفراء لرجل ادمن القتل وعشق رائحة الاجساد المحترقة ابناء الشمس نسغ من شهقات ألم صاعد نحو السماء صرخات وبكاء اثداء وعويل اطفال حلبجة نكبة الرب على الارض تحملها يد الخطيئة لوحات من موت تتشرنقها عيون امرأة في جوفها اجنة تترقب النوروز مخاض ولادة فمازال اذار يستل رؤى الدروب ويهاجس الغيوم السوداء حدادا لنهايات مغلقة وجوه العتمة كوجوه النساء ازهرت نرجسا من بكاء قبيل الولادة اجهض الرب ولادته في بطن ام فما زال يحلم النرجس بقدوم الربيع .
سـنون مضت
دمعة حزن لم تجف
على أرواح
اختنقت
في أحشاء ربيعٍ
أصفر ...
مطر قاتل
أنهار من الدماء
صنعتها عواصف الحقد
لرجل عشق القتل...
بناره
أحرق
أجساد الكورد ...
قتل الشمس
شينوار ابراهيم شاعر يتجلبب رداء الصدق ويزجي الحرف الم الفاجعة برؤى حداثية من طراز فريد لخصوصية الايقاع الذي يشكل حافزا يفرض رؤى النص وابداع الشاعر فهو يصوغ المفردات والتراكيب بعناصر درامية من خلال احتفاء النص بحوار ثيماته المتعددة لتحديد مساراته وكينونياته المتشظية نحو بناء منظومة ايقاعية متطورة صراع الخير والشر ثيمة تكررت في مناخ النص اظهرت فاعلية الاشتغال لدى الشاعر في مزج جملة ايقاعات لتاسيس نقطة انطلاق النص لعمل انسجام نصي تتمظهر فيه رؤى الشاعر مضمخة بانثيالات الم من هول الفاجعة وهذا مانجده في جرسية الالفاظ التي استخدمها الشاعر اظهرت بحق قدرة الشاعر على بناء منظومة استحضار ذهني بتناغم العبارات ومحاكاة الواقع المطروح من خلال النص
وهذا مما يدعو المتلقي ان ينجرف بكل احاسيسه نحو مناخ النص حتى ليصاب بالدهشة بانه احد تلك الاجساد المحترقة
في عيون
امرأة
تحمل طفلا
تترقب
قدوم نوروز
في محراب آذار ...
بين أزقة
حلبجة
مدينة الحزن
في سماء كردستان ...
غيوم سوداء
لابد من استحضار الايقاع المتزامن ووقع الكارثة وهو ايقاع تعكسه الصورة الشعري التي ابدع الشاعر في رسمها بثلاث ابعاد البعد الزمني والبعد اللوني والبعد الحركي فنص حلبجة من النصوص التي تتحرك على سطح زمكاني يحتفي بحركة زئبقية بين الماضي والحاضر ورؤى المستقبل ولايخفى احتفاء النص بعدة اطياف لونية ذات مضامين ودلالات شعرية صورية وايقاعية اضفت على النص مناخا باذخ الرؤى والدلالات يحرك فينا الاحساس بالمعنى لنصل الى كلية الادراك والوعي لتلك الفاجعة اننا نثبت هنا ريادية الشاعر شينوار ابراهيم بايراد ايقاع صوري فريد يمازج فيه جملة من وحدات سمعية هي من مخرجات بناء متوازيات صورية وايقاعية وكذا ايقاع لمسي تولده تأصيلات شعورية بتراكيب النص بحضور مناخ القصيدة العام وايقاع شمي هو من مخرجات الصورة الفجائعية التي رسمها الشاعر باحتراق الاجساد وايقاع ذوقي هو من مخرجات ذائقة المتلقي ومشاركته النص في بناء ملابسات ايقاعية حسب الرؤى المتوافرة لديه لبناء المزاج الشعري
حداد طويل
أنهار الوجع
لم تجرف معها
حزني على خدّ
نرجسة
ماتت
في حضن طفل
في بطن
أمه
يحلم بقدوم نوروز .
يتنامى المشهد الشعري للشاعر من خلال هذا النص بتدرج لوني هو من الاهمية بمكان فهو شاعر يمسك ريشة فنان يرسم لوحة انطبعت بذهنيته المكلومة بشرخ كبير اسمه حلبجة اورد الشاعر الوان الحقد الموت الدمار وهو الاصفر والاحمر وابدع في بناء النص اللوني بحرفية بالغة مع احتفاء الشاعر بهندسة النص الجمالية في خروج النص الحداثوي لديه خارج قاعدة البناء بضربات لونية اصابت المتلقي بالدهشة ووفر انسجاما كليا للمتلقي والصور ة الشعرية .
البعد الحركي من الابعاد التي يجب ان تولى الاهمية في بناء النص فدوران النصوص الحداثية يجب ان تحظى بحركة براونية وفق تشظي كينونات النص فتارة يتحرك ابناء الشمس نحو الموت وتارة تتحرك اجنة الولادة داخل بطون الامهات وتارة يزحف اذار على ازقة حلبجة جملة حركات يحفل بها النص لتنامي الحدث الشعري بدلالات سيميائيه دلالية ذات ضربات ضوئية لونية سمعية وهذا مما يحسب للشاعر وحداثته الشعرية
حداد طويل
أنهار الوجع
لم تجرف معها
حزني على خدّ
نرجسة
ماتت
في حضن طفل
في بطن
أمه
يحلم بقدوم نوروز .
احتفى النص بانواع من التشبيهات الرائعة التي اظهرت تأثر الشاعر برؤى التشبيه الفلكلوري الادبي المتوارث بوصف النرجسة وخدودها وهطول الدموع والحزن الطويل تشبيه جريان الدماء بالنهر لدلالة على بطشة القتل وتفشي الياته المقيته قتل الشمس هذا التشبيه البليغ الذي يطلق على الكورد بانهم ابناء الشمس وهو تركيب يحتفي به الفلكلور الكوردي منذ الازل
...................................................................................................................
شكري وتقديري للنص الباذخ ( مدينة الحزن حلبجة ) وشكري وتقديري للشاعر ( شينوار ابراهيم ) . ..........( الناقد العراقي : هاني عقيل ) .............( السبت .1. آب . 2015 ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا