الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي

احمد مصارع

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


الى جامعة الحوار المتمدن المفتوحة ...
الثورة وفلاسفة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية :
وفقا لرواية العبقري فيكتور هوغو فان المجاهد غافرو ش ( gavroche ) استشهد وهو يغني
أو ينشد الشعر بالفرنسية , أثناء الثورة الفرنسية , وسأحاول قدر الامكان تسخير الترجمة لتحقيق أعلى درجة تفاعل مع المقطوعة الشعرية مع تعمد عدم المطابقة الحرفية
انبسطي شخصيتي ( كاراكتير )
أوقظك فولتير
البؤس ملأ حقيبتي ( تروسو )
ثورك روسو
في هذا النموذج الخالد , كان هوغو يشير للصخور الباقية في عمق الأمة الفرنسية , وينسب التغيير العميق لعباقرة الفكر الخالدين , وقد انتشرت أفكارهم التحررية في عقول وقلوب المناضلين الى الدرجة التي انو سمت فيها كطبيعة شخصية , حيث لايمكن للمناضل أن يتنصل من المبادئ العظيمة , وما خلفته أفكار فولتير في الديمقراطية والحرية وأفكار روسو في العدالة الاجتماعية والتعاقد السياسي الدستوري , أعادت ومن جديد الفكر الصحيح الذي يعيد شرعية الحكم للسيادة الشعبية , والأخوة والعدالة والمساواة , وساهمت في صياغة بيانات حقوق الإنسان العالمية .
السؤال الأول :
مرحبا دستور , دستور ابتدائي تجريبي من عمر أي أمة فلا قيمة له ,وبخاصة عندما لا يكون مبدعا , في اكتشاف الأسس الصحيحة لانطلاق الأمة , وتحررها من عقال الجهل والتخلف ., ومعظم الدساتير في العالم العربي لا تساوي في قيمتها الورق أو الحبر الذي سفح عليها , بطريقة (جشطالتية)من الشكلانية النفسانية غير الممكنة الفهم أو الترجمة بل والمفارقة للواقع الحقيقي للبلدان , بل كانت قد وضعت لاستكمالية شكلا نية , وسيان وجودها من عدمه.
إذا حلبت بقرة الشرق الأوسط العجفاء, دستورا لإقامة دولة دينية , يحكم فيها رجال الدين في البداية , فأين المشكلة ؟ لأن المهم من سيحكم آخرا , وهي حين ستسقط أخيرا , ( الدولة الدينية ) فلن تقوم لها قيامة فيما بعد , وهذا بحد ذاته هو العامل الذي سيلعب لصالح نظريات العلوم السياسية وحيث لايمكن لأية أمة كانت أن تسمترئ الخرافة والهذيان قدرا لها .
المشروع الأمريكي للشرق الوسط الكبير متغير , وغير ثابت , وقد شهدنا حلقتين منفصلتين منه , وبخاصة في التجربة الأفغانية , فقد تغيرت الاستراتيجية وتغيرت التاكتيكات , وذلك في العقدين السابقين من القرن العشرين ,
, وبسبب من تغير الظروف الدولية , والتحالفات السابقة , وقد تغيرت الأهداف ولم تتغير معها الوسائل نتيجة الإرث السابق , وقد تجلى ذلك واضحا , في التجربة الأفغانية , في حين كان للتحالف مع القوى الإسلامية المسلحة , الدور الأكبر في الإطاحة بالنظام ( الشيوعي ) فيها , وهو من برامج سابقة على علاقة بالحرب الباردة , وكان للقوى المسلحة الدينية أو الطائفية , بغض النظر عما تحمله من خصوصية , في سلم العداوات , ومن النوع البراغماتي عدو عدوك يمكن أن يكون حليفك , وهو مفاضلة قد تبدو بائسة بين العدو والأعدى أو الأشد عداوة , وهو اختيار أثبت الزمن خطورته , بل وحمل في طياته وبقوة امكان أن ينقلب السحر على الساحر , , لقد انتعش النظام الاسلاموي وتد ستر بطريقة القرون الوسطى , كبديل عن النظام الشمولي والشيوعي ؟
القوى الديمقراطية والعلمانية كانت الضحية الأولى للجزء الأول من كتاب الصراع في الشرق الأوسط الكبير , لأن القوى الديمقراطية والعلمانية والمدنية , ليست مسلحة وليست قوى صراع , بل ومع انتشار روح الأنسنة الدولية والعولمة وفلسفة حقوق الإنسان وكرامته العليا و صارت القوى غير عنفية , تتهرب من حل عنفي قد يؤدي لانتشار الهمجية بديلا عن منطق العقل , أو اللاعقلانية , التي ستقود حتما لخطيئة التناقض بين الغايات والوسائل , وهو الأمر الذي سيراكم الأخطاء مع الخطايا .
لنتأمل الانتقالات غير المتدرجة , الحرب على الشيوعية والشمولية , وهو من مخلفات الحرب الباردة , وحين وقع الاصطدام مع الوسائل لتحقيق ذلك , ظهر مبدأ مكافحة الإرهاب أو الحرب على الإرهاب , وحين برز نوع من التطابق بين الأ عدى والأشد عداوة , لم يعد للدساتير الاسلاموية أي شكل من أشكال القبول لدى الغرب المتحضر , وبدأت بالفعل المرحلة الثانية , بالهجوم على ( العلمية الدينية الطالبانية ) , وهو موقف لايمكن فهمه ديمقراطيا , في إزاحة الغالبية التاريخية , واستبدالها بالممكنات الحضارية المستقبلية , وتحمل أعباء الاختيار ومهما كان مكلفا , فالتدمير مكلف جدا , والبناء على أسس جديدة سيكلف أكثر , الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى ثورة صندوق النقد الدولي من تلك التكاليف الباهظة ؟
دخلت أفغانستان المرحلة الثانية , في حين مازال العراق في الجزء الأول , في كتاب التغيير الديمقراطي , وإذا تأكدت رغبة المجتمع الدولي , بضرورة سريان قانون الأواني المستطرقة على كامل المجتمع البشري , وفي تراتبية تراعي أفضلية الغرب على الشرق , ومحظوظية الشمال على الجنوب , وبالمعنى الأفلاطوني , فالعالم جسد رأسه في الشمال , وبطنه في الشرق الأوسط , وذراعاه اليمين الغربي واليسار الشرقي , ولا داع لإكمال المشهدية ..
لو كانت الأحداث تاريخية , متغيرة , أو متشاكلة , فان العراق كتجربة , سينتقل الى المرحلة اللاحقة , أي مرحلة استبعاد القوى الإسلامية المسلحة , والتي نمت وكبرت على نفس المنوال الأفغاني ؟
الدستور الموضوع في الشرق الأوسط صغيره وكبيره , ليس أصليا , ولا دائما , فهو مفصل لمقاسات غير نامية ’ ومن المرجح أن يتغير بشكل جذري للغاية , وهذا ما ستثبته العقود القادمة , فكل بناء لا يقوم على أسس صحيحة فلابد له أن ينهار , والدستور حين عندما يوجد , بمعنى يخط , لالكي ينمق , ويوضع كديكور أو للزينة , بل من أجل أن يعمل به , وهو بالشكل البائس الموضوع حاليا سيسقط حتما ,, بل سيموت لأنه فاقد لكل مقومات الحياة , وهو لن يستمر لأنه لا يتغذى إلا على عوامل الصراع , وكل استقرار سيكون فضيحة له .
الدستور سياسة , الدستور هو الحامل الطبيعي لأصول سياسية مكافئ لها واقعيا , بينما الدين لا يكافئ السياسة الواقعية ولو بأساليب خيالية , ولذا فان كل دستور إسلامي سيكون نوعا من التعليق ألقسري على مشجب الواقع , وان عمل به مؤقتا , فلن يعمل به نهائيا في نهاية الأمر أي بعد انكشاف المفارقة ؟
وجميعنا يعرف إشكالية أبو محجن الثقفي , فهو مجاهد إسلامي من نوع خاص , فالخمر ستبقى تروي عظامه , ولذلك سيضطر الحاكم في الدستور الإسلامي على إنتاج مفارقة تليق به :
اجلدوه مخمورا ثمانين جلدة , ومن يشهد عليه فاجلدوه مئة , وهاهو يصرخ : من يشتري ثمانين بمئة ؟
ومن من الناس بافتراض ضمير حي ووجدان حساس , يقبل بتقطيع أوصال الحلاج , لمجرد شفافيته وطرافة صرخاته المحببة , ومن عمق آلامه , وتركيبية ذاته , هل يحتمل مثله جدية الصرخة : محكمة ؟
خذوه فغلوه , وفي سلسلة من عشرين ذراعا اربطوه , قطعوا أوصاله , والتنور صلوه , والله براء من سوء فعلتهم , وقتلهم نفسا بغير حق ؟
كم من طفل صغير للغاية صرخ بسقوط الله , وإعلان أللعنة عليه ؟ ولم نصل بعد لإنشاء محاكم للأطفال ما قبل الروضة ؟
الخلاصة لا قيمة لدستور مبالغ به ولن يعمل به على المدى البعيد ؟
السؤال الثاني :
كل أنواع الإعاقة والمقاومة الرجعية مركزها الأنظمة الحاكمة , في العالم ( العربي ) ولا أقصد من ( العربي ) غير امكان أن تثمر بساتين الثقافة العربية بين الشعوب والأمم الإسلامية , وهو الأمر الذي نجح بربط استراليا بكندا , وبريطانيا بأمريكا , بينما مازلنا لم نستطع التفرقة بعد بين الثقافة الحرة بين الأحرار , وعبودية الثقافة , وإبداعات موهومة للسخافة الممزوجة بالسخافة والتجهيل , بل والغش والخداع ؟

العدالة عرجاء ولكنها تصل في النهاية , ( ميرابو ) وكنا درسناه في طفولتنا المبكرة , وحين تدحرج رأسه , فسنضطر للعودة الى غافرو ش هوغو , أو الى التساؤل هل يتخلى جوبيتر عن ابنه ( الكروكديل ) لصالح أوديسيوس الذي أصابه الغرور الإنساني للحظة عابرة , بينما تمتعت آلهة الأنظمة لعقود من الزمن ؟
بل وتصور البعض منهم الخلود من الأبد والى الأبد ؟ فماهو فوق البشرية صار امتيازا , لايمكن التنازل عنه , وكأن الله كان قد تحول وهما , الى خادم لسلطة السلاطين ؟ وهو عار عظيم , سيلحق بهم أللعنة الى أبد الآبدين .
أنظمة الشرق من الفساد الى الفساد , بل من وهم الخير الى واقع الشر , وقد غاب عنا المطر , ونحن أكثر من يرتجي مطرا بغير سحاب , وتكاد الأنهر أن تجف , ولم ينشأ بعد لدينا الإحساس الحق بضرورة أن لا نستعلي على واقع ليس هو ملك لنا بأي صورة من الصور ؟
الله والأنظمة العربية أو الإسلامية تتضمن كفرا صريحا في التأمل البعيد , مابين اللين المعصور , والصلب الجاف والمكسور , وبغيه وبتعسفه مدحور , وسيبقى منهزما لطالما عوامل انحطاطه تراوح مكانها عبر العصور .
الممانعة الحكامية حقيقة لاغبار عليها , ولكن صافرة الحكم الدولي , ضعيفة في نهاية الأمر , رغم قوتها في البداية , والسيادة المحلية بالإذن أعجز من أن تقول للبيد ق في حركة واحدة ( كش مات ) واللعبة في نهاية الأمر ليست قرارا داخليا له آليات تطبيق مباشرة .
مشكلة عدم الاعتراف بوجود المشكلة , وهذه مشكلة المشاكل :
مابين الوعي العام الضعيف , وبخاصة العفوي منه , والمداهنة والاحتيال عند جزء كبير من ( النخبة المثقفة ) , الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان تحفيز المشاعر الصادقة لدى غالبية المجتمع , للاعتراف بالواقع المضطرب الذي نعيشه , بفساده ولا عدالته , بل وفراغه الروحي من كل أنسنة , وموت الأمل والمتعة سبب مباشر من وحشيته , فالمطلوب الوصول لبناء الشعور الجدي والمسئول , وعدم اعتبار التخلف قدرا , وضرورة وقف نزف الطاقات المحلية المهدورة , وغير المستغلة , والإقرار بأنه لايمكن تجميع تلك الطاقات للاستفادة منها حقيقة , بدون بناء أسس صحيحة للحياة الديمقراطية .
رجال الدين وواجب حملهم لرسالة المحبة والسلام والتسامح والعكس هو الصحيح :
انه إذا كان رجال الدين , والصحيح الموظفين في قطاع الدين ,جزءا من الإعلام التعبوي العسكري , بل الحرب الدون كيشوتية في الشرق , ومن الدافعين للعنف بدون تكليف رباني , وهذا نوع من المروق على الإرادة الربانية , فمن سيتحمل بعد ذلك وزر الدعوة للتسامح والمحبة والسلام ؟ إن لمؤسسات الدين في الشرق والعالم العربي دورا مشاغبا وفوضويا , وستدرك ذلك شعوب المنطقة قريبا ومن المهم أن يشعر هؤلاء بخطر مثل تلك الألعاب النارية , والتي ستؤدي الى الانفصام والبعد عن الدين , لأن أرواح الناس المعذبة ستبحث عن سبل أخرى للأمان الروحي المفقود , وللخروج من رهبة القلق المفروض .
كل ادعاء بالخصوصية , خروج من الأنسنة البشرية :
المساواة أمام الله , مصدرها الله ذاته , وكذلك المساواة أمام عباد الله , ولكن أكثر من يكره مبدأ المساواة بين عباد الله , هم رجال الدين غالبا في الشرق وفي العالم العربي , لأنهم سنة وشيعة يسبحون في أنهار من عسل الزكاة , ولاهم لديهم أو لدى السلطات الفاسدة , سوى البحث عن التمايز عن البشرية بأسرها و وكأن الله لم يخلقهم سواهم , بل وهم المركز الكوني في خلافته وهذا وهم عظيم .
عشرات اللغات المفرقة للقارة الأوربية بينما الشعوب ماضية نحو الاتحاد , وفي حين تصلح اللغة العربية , والتي يقدسها معظم شعوب الشرق وقد تصلح لصنع الوحدة وليس الاتحاد , ولكنها تقف عاجزة تماما عن إحداث مجرد تقارب ثقافي , فيما يسمى بالعالم الإسلامي أو العربي .
عشرات الأشكال من النظم السياسية في الغرب الأوربي , ومنها ماهو ديني كالفاتيكان , ولكنها جميعا ذات أبعاد إنسانية وديمقراطية , وغالبا علمانية , ولذلك فان مروجي أفكار الخصوصية غالبا ما يكونون منظرين للاستبداد والطغيان الذي هو مزية كل مزية في أنظمة العالم العربي والشرق , وهو موقف غير نزيه ومعاد للعلم , ويحارب التقدم الأنسنة , وفي العمق يكره الحياة التي صنعها الله , ويحض على الكراهية واستئصال ليس الآخر فحسب , ويستأصل ذاته في المدى الأبعد ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-