الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رايةٌ سوداء في صباحٍ مظلم ( سردية تعبيرية )

كريم عبدالله

2015 / 8 / 5
الادب والفن


رايةٌ سوداء في صباحٍ مظلم
( سردية تعبيرية )
قناعٌ أسودٌ تسلّقَ وغطّى وجهَ الشمس لمْ يألفِ الحياةَ كما هيَ حينَ تعكّزَ على سيفٍ مثلومٍ رافعاً رايتهُ عالياً , يجرُّ خراباً الى ما لا نهاية , لنْ ترى مِنْ ملامحهِ إلاّ الليل يتمرّغُ فيهِ والقمر الفضيَّ لمْ يتبيّنَ وجههُ يكبّلهُ برعونةٍ , يتحسّسُ ضوءهُ بفتوى تبيحُ الذبحَ , نأى النهارُ الطينيَّ ولمّا يستوحش الطريق , يغضُّ الأملُ وجعاً سامقاً مِنْ كلِّ شعاعٍ يبزغُ في الأزقّةِ مكشّراً نظراته , يئزُّ خلفَ الأبواب المغلقةِ خوفٌ يتمرى في الحيطان , الشوارعُ أصابها الضمورَ لا تسمعُ منها سوى الأنين على أشجارها , كلَّ العصافير هاجرتْ تبحثُ عنْ أعشاشٍ تتلمسُ عنْ نهارٍ ابيض , مقبرةُ الأحلام هتكَ قدسيتها أكثر من غرابٍ متسخٍ راحَ يغزلُ مِنْ جريدِ النخيلِ حصيراً يواري الأنين , فمنْ ينشرُ الأغاني إذا هربَتْ دهشةُ العشّاق يطرّزها سخرية غبار الخيانةِ ! النداءاتُ الجديدة عبّئتْ المآذنَ في أكياسٍ مثقوبةٍ تروّجُ للغةٍ شبقةٍ وحضارة كانتْ تنامُ في دهاليزِ الخيانة , فمَنْ يطلقُ الشمسَ مِنْ معتقلِ الظلام ؟ , ومَنْ يفتحُ ألفَ بابٍ في السماءِ يتدفقُ منها قوس قزحٍ يبعثُ البهجةَ ؟ ومَنْ يحرثُ الأرضَ ويبذرُ في بكارتها بذورَ السلام والمحبة ؟ , ومَنْ يصنعُ مِنْ هذا الخرابَ مسرحاً للحياةِ ؟ ! , آآآآآآهٍ أيّها الوجعُ الرابضَ على سُحنةِ الحرائق في بلادٍ لا تعرفُ الطمأنينة , هذا التحديقُ الطويلَ في مفاصلِ الاضطراب عرّشَ نسائمَ سمّرتْ وجهَ التاريخ , أوّآه ..... ايكونُ كلَّ هذا مزحةً لعوبةً في لوحةٍ جديرةٍ بالنسيان ... !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR