الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنايا الروح ( قصة لم تنضج بعد)

حنان علي

2015 / 8 / 5
الادب والفن


حنايا الروح
جلستْ القرفصاء واضعة رأسها بين رجليها منغلقة على ذاتها , رفعت يديها فوق شعرها و بدءتْ تقول سار القلبُ الذي هوى بهذا الزمن الضنين , وسار معه عقلي , إني افتقده وانتظره مثلما ينتظر النخيل على ضفاف دجلة والفرات أشرعة الأحبة مُنذ الأزل .
فتسألت مع ذاتها هل يا تُرى مازالت عيناي تتكثف كالسحب الماطرة أمام ناظريه أم أنها مُزنة وعدت , مهما يكن من أمر بُعدك سأبقى على الوعد الذي قطعته في الانتظار الموحش طول هذه السنين والسنين القادمة وحنان قلبي وقلب الله من العلياء يحرسك .
يصمتُ الليلُ وأجنحته ترفرف ولا يرى منها إلا حين تداعب النسمات أوراق روحها التي تتأمل طيفه كي تعتلي بها أقاصي الليل وتؤنسه وتظل تراه حلمًا في سكونه وحديثه .
ثم رفعت رأسها ورحلت مع ملامح وجهها المعكوسة على المرآة من أرضها إلى أرضٍ اعتادت على السفر إليها مع صفوها , تبحث في الأرض والبحر والسماء وتفتش الهواء وتحاول مع الأشياء علها تدليها إلى ملامحه التي لم تعثر على مثيلها , فكم عانت وما وجدت .
ومسكت أطراف ردائها ومشت تخاطبه وتبوح له , وتردد اسمه غاليي يا مَنْ رأيتني بعينيك أميرة رغم الضنى الذي أنت فيه بقيت مثابرًا , و يا فرحتي الآتية , و يا مصباح روحي الذي يضيء كل دواخلي , و يا جوهرتي التي ترفض التزييف والتي ليس لها نظير , فلتشهد أنك أغلى ما أملك .
واعترفت لقديسها وكم أثمرت على وجناتها دموع الأسى , ومن حزنها بدءت تكتب كعادتها كي تخرج من فوضى أحلامها المبعثرة فوق رأسها كبعثرة خصل شعرها
عيناك يا حبيبي
زورقان
وأنا شراعهما
عيناك بحيرتان
بماء عذب
وقلبي يخوض بهما
كالموج
بين مدٍ وجزر
ماذا أريد من هذه الأمواج
وما الذي يثيرني
أشعرُ بالوحدة في مراقبتي لكسرهما على جرف
كأن شيئًا جامدًا يزيحها وكيسرها
من زمن وأنا فقط أراقب وأرتقب
أحسُ بالوحشة بالوحدة مثل غيمة في رحلتها الأخيرة لتلاشي
فوق أرضٍ لا تريدها تمطر ولا تنتظر مطرها
كندبة أنت بقلبي يا حبيبي
وجسدي يتهاوى نازفًا
ماذا أخبرك عن عالمي الذي ألفته من زمن وعشته
وسماءه دائما ساكنة وأنا في دوامتها سائرة
بخطوات ضائعة
أسيرُ في وحدتي خاسرة
وصاحبتي بلعبة الحياة رابحة
تعود إلى بيتها تضم أولادها
فتعلن عن ضحكاتها باسمة
ماذا أخبرك عن عالمي الذي ألفته من زمن وعشته
ورفعت عينيها نحو سقف غرفتها التي غرقت بها وضاعت بها لكثرة أنين حنينها له وتتأمل جدران صمتها الذي ما برح ينفك عنها وزمنها الضائع منها في لجة من الشقاء , سكتت في برهة وقالت في سرها ليت كل الذي جرى لم أكن أنا به وليتني لم أعرف طريق العشق الذي منحني كل هذا الإيمان به وعقد نيتي على المضي قدمًا نحو اللانهاية أو ربما نحو موتي المُشتهى الذي أريدهُ يكون بين يديه وآخر شهقة من انفاسي أشقها وأنا بين يديه , وآخر نظرة لي تكون نظرة لعينيه وأول لمسة كانت له وأدعو الله أن تكون آخر لمسة منه حتى أرحل من هذه الدنيا وأنا فرحة تلك الفرحة التي غابت عني مُنذ ابتعادنا في الجسد , فهو هنا معي حيث أكون , وترقرقت دموعها ومسحتها وأغلقت دفترها ونهضت من مكانها وفتحت باب غرفتها وتوجهت صوب السماء داعية له بالخير وابتسمت وقالت هو يتنفس الآن حمى الله أنفاسه .


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??