الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المتظاهرون.. حذار من الأفاعي المتربصة.

احمد محمد الدراجي

2015 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم يترك سياسيو الصدفة ومن يدعمهم من الرموز الدينية ودول الاحتلال وفي مقدمتها إيران المحتل الأكبر والأخطر والأشرس، لم يتركوا أسلوبا من أساليب التسييس والتوظيف والتجيير والانتهازية إلا وسلكوه وتفننوا في ممارسته، ولم يبقَ شيئ أو حادثة إلا وادخلوها ضمن دائرة انتهازيتهم وتسييسهم، حتى المقدسات باتت تجارة يتاجرون بها، وحتى الدماء والأرواح والمعاناة والماسي التي حلَّت بالشعب العراقي بسبب فسادهم وفشلهم وسرقاتهم يوظفونها بما يخدم مصالحهم ومصالح أسيادهم، فلا توجد خطوط حمراء في قاموس أنانيتهم.
يشهد العراق حاليا تظاهرات واسعة خرج فيها الشعب المسحوق بعد أن اكتوى بحرارة الصيف اللاهب وانقطاع الكهرباء وأزمتها الدائمة التي أثقلت كاهل المواطن المنهك والمثقل بحزم من الأزمات المستمرة والمتصاعدة التي أفرزتها حكومات الفشل والفساد والطائفية التي توالت على حكم العراق، الأمر الذي سال له لعاب الجهات الانتهازية لركوب الموج فأظهرت تعاطفها وتأييدها لها (متجاهلة عن علم وعمد أنها أساس الأزمات وصانعتها)، ليس حبا بالشعب ولا لسواد عيونه الشاحبة من الفقر والحرمان والهلاك، وإنما لكي تجعل من معاناة الناس وآلامهم سلما للصعود على جراحاتهم لتحقيق مكاسب شخصية أهمها الضغط على الأطراف المنافسة لها في الحكومة لأسقطاها فتكون هي البديلة عنها، وعندها سيعود المتظاهرون بخفي حنين، بل ستتضاعف معاناتهم وتزاد في ظل بقاء الفساد والمفسدين واحتدام الصراع بينهم أكثر، وسيكونون هم حطب الصراع كما كانوا بالأمس ولا يزالون، بل سيُحرَقون بنار اشد لظىً وسعيرا.
وهذا ما حذر منه المرجع العراقي الصرخي في خطاب وجهه إلى المتظاهرين عبر بيان " الكهرباء ... أو الأطفال والنساء والدماء " الذي أصدره بتاريخ الأحد 2/ 8/ 2015 حيث قال: (( 5ـ نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!!.))
من هنا ينبغي على الشعب المنتفض أن لا يلدغ من جحر مرتين، فضلا عن أكثر، وان لا يكرر أخطاء الماضي التي ساقته من سيء إلى أسوأ، ولا ينخدع بأي وعود وعهود ومواثيق كاذبة هدفها التغرير والتخدير وذر الرماد على العيون، وان لا يستمع إلى الأصوات التي خدعته وخدرته مرارا وتكرارا وسلطت عليه زمر الفساد والسرقات وتسببت في مأساته، وان لا تمرر عليه اسطوانة الشماعات المشروخة، وان لا يكون مطية لتلك الجهات الانتهازية التابعة، وان تكون مطالبه تمثل الحلول الجذرية التي تستأصل كل الفاسدين والسراق ومن يقف ورائهم وهذا لا يكون ولا يتحقق إلى بالمطالبة الجادة بالتغيير الجذري الحقيقي والإصرار على ذلك وعدم الرجوع إلى الوراء، وهذا هو طريق الخلاص والنجاة، وان كانت ثمة خسائر وتضحيات فيه فهي ليست بأكثر مما قدمه وسيقدمه العراق وشعبه من خسائر وتضحيات في ظل بقاء الفساد والمفسدين، بل لا توجد مقارنة بين الحالتين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحذر
Sajad Alzubid ( 2015 / 8 / 5 - 22:14 )
الحذر من تسلط الافعه المالكي مره اخرى


2 - مرجع السلام
عمار البابلي ( 2015 / 8 / 6 - 06:57 )
هذا ما حذر منه المرجع العراقي الصرخي في خطاب وجهه إلى المتظاهرين عبر بيان - الكهرباء ... أو الأطفال والنساء والدماء - الذي أصدره بتاريخ الأحد 2/ 8/ 2015 حيث قال: (( 5ـ نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!!.))

اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟