الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان

أحمد حميد فيغاس

2015 / 8 / 5
الادب والفن


رسالة الى لا أحد

كنت متعوداً أن أكتب مذكراتي وطالما تمنيت أن أكتب قصة. أن أكتب.قصة مفارقة عن أناس واصدقاء حتى لو كانوا مروا في حلم، تمنيت أن أكتب عن أمي وأخوتي.. عن أختي الصغيرة " سرور ". أكتب عن أعمامي سالم وابراهيم وزامل.. عن أصدقاء بلون الذهب. هزني الخام الأبيض من سباتي العميق للذكرى. لم أكن قلقا يومها لأنني لم أستطع الوصول إلى الهدف . كانت الكتابة بالنسبة لي اعترافا خطيرا.. اعتراف حول جدوى الوجود.. اعتراف بالصفاقة التي يتمتع بها البعض . الهواء الذي كنت أتنفسه والذي كنت أسعى اليه ابتعدت عنه قسراً.. بدأت أفكر بأحلامي المكررة التي لم تصل لشيء لكنني عرفت الوصول أخيرا إذا ما فكرت وقلت وداعاً للفشل.. هذا لايعني انني ربحت العالم بقدر خساراتي فكل واحد منا يدفع خساراته بطرق متعددة ومختلفة .. وداعا لأخوتي وأصدقائي ..وداعاً لكل شيء.أنتم في القلب.. أنا مهتم بكم لكنني كنت مهتما بقدر اهتمامي بالرسم والتمثيل.اوووه.أن تفكيري مشوش الآن ولا استطيع الوصول .. أي حل يوصلني الى بر الأمان. كنت أبيح لنفسي أن تراهن على عوالم لم يعرفها أحد .الشخص الذي كان يساعدني للوصول الى الشيء الذي ابحث عنه منذ زمان هو أقرب الأصدقاء. وبدأنا نبحث عن أحلامنا سوية .كنت أساعده ويساعدني للوصول إلى أحلامنا المستحيلة وفجأة تحققت أحلام صديقي.الذي قال وهو يبتسم ابتسامة الانتصار انه _سافر الى أمريكا _و لم استطع الوصول معه لأحلامه.. لأنني منذ زمان ابحث عن حلمي لكن لست بمفردي بل أنا معه .فكرت في نفسي: لم أنا حائر سأدع حياتي طبيعية فذهبت إلى البيت وجلست الى طاولة الطعام وشربت القهوة وبدأت اكتب مذكرات عن حياتي اليومية وأحسست لحظتها أن كتابة المذكرات تملئ على يومي واستمرت حياتي بكتابة المذكرات حتى تركت كل أحلامي.. لكن لم استطيع أن اعبر عنها عرفت ان القصة ان تكتب نفسك وليس غيرك أن تتكلم مع روحك بأي وقت أسألها فتجيب و أؤمرها فتنفذ وأحسست أن الكتابة جزءً من حياتي وهي حلمي الذي لم أفكر به يوماً ما لكن لم يوجد أي شخص لكي اروي له قصتي الفريدة حتى يشجعني بل ارويها لنفسي وأتحدث معها بتفاصيل القصة التي هي عبارة عن مسيرة حياتي وصراع مع ذاتي وتعلقت بالكتابة ورأيت أناملي حزينة لأنها لم تذكر في يوم ما كتبت بخط السعادة.أصبح الحزن صديقي وكم كنت أتمنى أن أتعرف على الابتسامة وبدأت ابحث عنها بكل مكان اسأل عنها فيقولون لم نرها أبداً.فقلت ان السعادة تنبعث من الداخل البعض يتركها راكنة والبعض يحركها .ولاخيار لك...فأما أن تكون أو فلا..
حياة خيالية
تمنيت يوما ان اكون دمية بيد طفلة صغيرة كي تعتني بي وتعطيني كل ما كنت اتمناه من هذه الدنيا. كنت لا افكر في شيء غير تلك الطفلة.وذات يوم تحقق حلمي حين استيقظت من نومي في وقت متأخر ورأيت نفسي دمية صغيرة كما تمنيت.كنت في السرير الناصع البياض فتحت عيني لكنني لم استطع ان احرك رأسي أو يدي ولم استطع التكلم. فقط كنت انظر نظرات واهنة لكل ماحولي من العاب والوان تهب للعالم وللحياة قلب بريء وطفولي.في تلك اللحظة دخلت الى الغرفة طفلة جميلة كأنها تحمل سر الوجود. كانت تشبه الملاك، حملتني وضمتني الى صدرها وعانقتني بشدة وهي تقبلني وتقول: (كم احبك يادميتي العزيزة، ماذا تريدين ان نفعل اليوم؟ ) كانت تجيب نفسها كأنها تعرف مافي قلب الدمية وتقول لها: (هل تريدين الطعام وبعدها سنلعب معاً هيا بنا ياعزيزتي )اطعمتني طعاماً ليس حقيقياً لكنه الذ مذاقاً من العسل كما لو كنت أتذوقه انا فقط.احاسيسي وجسدي بدءا يكونا دمى و يتقبلا كل شيء بخيال الاطفال من طعام او برد وحر فكلما كنت اشعر بالبرد من دون ان احرك شفتي كانت الطفلة تغطيني وتقول لي.الجو بارد اليس كذلك يا دميتي العزيزة وهي تعانقني وتقبلني بحنان.حتى أنها ذهبت بي الى صديقاتها لتلعب معهم فوجدت الكثير من الدمى بيد صديقاتها فوضعتني في سرير قرب دمية جميلة جداً فتكلمت الدمية معي فرحت جداً فنطقت انا ايضا وقلت لها: هل انتِ التي تتكلمين فقط؟فقالت: لا.. كل الدمى تتكلم مع بعضها لكننا لا نكلم البشر الحقيقيين.فقلت لها: ولكن كيف جئتي الى هذا الجسد وتلبستي الدمية.فقالت هذه لعنة حلت علينا في هذه الدنيا لأنها ابتلت بأشخاص جهلة ونفوس ضعيفة فكل من كان قلبه صادقا وعقله واعيا في الحياة دخل متلبسا في هذه الدمية فقالت:وانت كيف دخلت؟انا تمنيت ان اكون دمية وان أحقق حلمي سريعا..أن أبتعد عن تلك النفوس المريضة.. أن أحافظ على آدميتي من التلوث.. قلت ذلك وانا في سريري بينما كنت انظر الى الالعاب المعلقة فوق رأسي كانت هنالك طيور ملونة وملائكة تطير بأجنحة وردية ولكن سرعان ماكانت الطيور تتحول الى غربان بشعة وراحت الملائكة تختفي والدمية بجانبي تضحك بصوت عالٍ ومزعج فقلت للدمية: لِمَ تضحكي هكذا؟فقالت: اذهب الى حياتك الحقيقية.وهكذا نمت وتركت كل ماحولي وغرقت في سبات عميق وبعد نومي الطويل فتحت عيني فلم أجد إلا ابنتي تلعب على صدري وكنت في بيتي انسانا حقيقيا وليس دمية. ففرحت جداً حين عدت الى حياتي السابقة وعرفت أن حياة الاطفال كم هي بريئة ومليئة بالأحلام التي لاتتحقق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا