الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية الكرسي ام واقعية الامر

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2015 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


جدلية الكرسي أم واقعية الامر
جوتيار تمر
كوردستان: 5/8/2015
جدلية الكرسي التي اصبحت الان مثار نقاش واسع بين الاطراف السياسية وتعدتها الى العامة بحيث لانجد مجلساً يخلو من التطرق الى هذه المسألة، وكمواطن ومتابع للقضية وجدتني ملزما بأبداء الرأي سواء أكان متماشياً مع طموحات الساسة ام العامة، ام مع الحياديين... المرحلة التي نحن بصدد جني ثمارها تعد من احدى اهم المراحل التي يمر بها التاريخ الكوردي بكل تفاصيله وكل اصعدته، ولن اكرر العشرات من المقالات التي كتبت حول اهمية المرحلة ومقتضياتها.. لكني فقط اود ان اشير الى نفطة هامة بنظري الا وهي لماذا دائما نتظرق الى مسألة " المرحلة " كمدخل لاي حديث عن وضع كوردستان ..لعل الاجابة ليست بغامضة ولعل الرد ايضا ليس بجديد، فالتاريخ يضعنا دائما امام معترك سياسي وجودي سابق لماهية القضية احيانا بنظرنا، حيث الحكم على عدم السماح بوجود كوردستان مستقلة سابقاً وجد، والعمل على التفريق والتجزئة امر لااحد ينكره، اذا ما الجديد في المسألة، اذا قلنا بانها لعبة المصالح الدولية وسياساتها تجاه الشعوب والمناطق التي فيها مصادر الطاقة الاساسية بذلك لن نقول جديداً ايضاً.. ولكن مع ذلك لايضر بالتذكير.. والوقوف على مسألة القيادة.. التي دائما كنا نعاني منها ولربما في التاريخ لو وجد في مراحل كثيرة قائد محنك سياسي واداري لكان وضع الكورد مختلف هذه ليست مقولة اعتباطية او عبثية انما هي واردة من صميم العمل الوجودي الكوردي، والادلة كثيرة لعل ابرزها صلاح الدين ومن بعده القاضي محمد حيث وجدا الكاريزما اللازمة والتف حولهما الكثير من الكورد ولكن رؤيتهما لم تكن مواكبة لرؤية اصحاب المصالح الكبرى وهذا ما ادى الى فشل تجربتهما ظاهرياً.. بالطبع هناك فرق بين تجربة صلاح الدين الايوبي وتجربة القاضي للبعد الزمني والفكري والنضج الايديولوجي القومي عند الاخير، وعدم ظهور واضح للفكرة القومية عند الاول، ولكن في كل الاحول هي ايضا كانت تجربة جعلت احد المؤلفين المماليك وقتها يكتب كتاباً بعنوان دولة الاكراد.. ولو لم يكن الامر واقعاً لااظن بأن كتابة كتاب بهذا العنوان سيأتي من عبث من ولاشيء.
القيادة هي سمة اساسية لكل مرحلة ولاننا قلما نجدنا منحازين الى قيادة نلامس التفرقة في كل شؤوننا.. وهذا بالضبط ما حدث في هذه المرحلة ايضاً.. حيث في بداية معركتنا مع الخليفة العربي النكاحي الداعشي وجدنا تنافراً بين بعض الجهات الحزبية والقيادة المتمثلة برئيس الاقليم، ولعل مسألة ارسال الاسلحة الى كوباني دليل واضح حول ماهية الامر، لكن المعالجة ومن ثم المكاتفة ومن ثم الاصرار على المضي قدماً والتقدم الذي حصل على جميع الاصعدة سواء السياسية بشقيها الداخلي والخارجي كل ذلك غطى على امور كثيرة كانت في جميع الاحول لصالح القضية الكوردية.. وهنا اضع يدي على الجرح حيث التوافق والمكاتفة اثمرت والواجهة القيادية التي وجدت من الشعب والاحزاب العون نجحت في سعيها واستطاعت ايصال الصوت الكوردي الى ما لم يكن ليحلم به احد.. والبيشمركة اصبح رمز للبقاء والصمود ومجابهة الارهاب.. وذكر اسم البيشمركة على لسان قادة اكبر الدول العالم اكبرها اقصاديا وسياسيا وعسكرياً.. ولااعتقد بان الامر حصل بمجرد طفرة زمنية ووجودية.. لكنه حصل بجهد متكاتف وراء قيادة حكيمة استطاعت ان تعزف على الوتر الحساس استغلت الوضغ بحنكة سياسية وتاييد جماهيري شعبي.
وهذا ما نطلبه الان.. وجود السيد مسعود البارزاني على هرم السلطة الريائسية الاقليمية امر انظر اليه من منظورين مختلفين، توافقي وتعارضي في آن واحد، التوافقي هو كون الرجل استطاع ان يعطي للكورد مكاسب اقليمية ودولية لاينكرها الا جاحد، وسعيه لكسب التأييد والموافقة لضرب داعش واتباعهم في كوباني امر يستحق التقدير اعلم بانه لم يفعل ذلك لوحده وانما بالتوافق الذي كان يحمله في سعيه للحصول على ذلك.. ولكن هذا لايمنع ان الرجل صاحب باع طويل في النضال وكان لاسمه تأثيراً واضحاً على مجمل المعطيات.. من هذا المنطلق اطلب من الساسة العودة الى التوافقية التكاتفية التي اثمرت الكثير من التطور والتقدم للقضية.
اما المسلك التعارضي هو ان الرافضين يسعون الى خلق دستوري قانوي يمكن ان يكون دربا للاجيال القادمة التي تسعى الى احلال نظام ديمقراطي متين راسخ يكون تشريعا بنائياً للقادم..لربما للدولة القادمة... وهذا امر لاانكر صحته.. و لاانكر جوهريته.. ولاانكر عظمته... بل ارى بانه ضرورة ملحة والزامية.. لكن ابقى اعود الى النقطة الاساس في القضية.. وهي التوافقية التكاتفية التي ولدت الخيارات الناضجة والتي اتاحت لقضيتنا البروز الى المعالم الاهم في المعطيات والتعاطيات الدولية.. والمرحلية التي يجب ان نعيشها وفق هذه المعطيات والتعاطيات.. والتي بلاشك السيد مسعود البارزاني يشكل طرفاً اساس فيها لشخصيته ولنضاله.. والامر الاكثر تاثيراً لكونه متواجد ولو كان بنظر الكثيرين في الخطوط الخلفية مع البيشمركة حماة هذه القضية وحماة الارض.
على هذا الاساس اجد بأن الابقاء على السيد مسعود البارزاني رئيساً للاقليم امر ضروري ومتاح ويمكن للاحزاب السياسية التغلب على النعرة الحزبية والتكاتف مع القيادة الراهنة.. ولنجرب معاً توافقية تكاتفية لمرحلة جديدة ربما تثمر ثماراً اكثر نضجاً وتاريخاً اوسع ومكانة اكثر تأثيراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة