الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تكمن مشاكل العراقيين في طبيعة النظام السياسي الذي يسوسهم

احمد عبدول

2015 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


شهد العراقيون مؤخرا طرحا سياسيا يتعلق بطبيعة نظام الحكم الذي يسوسهم ,وقد جاءت تلك الطروحات على السنة البعض ممن يرى ان طوق النجاة من ذلك الخانق السياسي الذي يعاني منه العراقيون انما يكمن في اعتماد النظام الرئاسي بدلا عن النظام البرلماني الذي لم يجن منه العراقيون سوى الاحتراب والخراب والمحاصصة والتشظي ,وانفراط عقد الاخوة الوطنية المبتغاة .الحقيقة ان من يظن ان مشاكل العراقيين انما تتعلق بطبيعة ذلك النظام السياسي الذي يحكمهم ,يعد بعيدا عن الواقع العراقي بعد السماء عن الارض ,فقد جرب العراقيون منذ مطلع القرن الفائت انجح وانجع الصيغ السياسية , والتي تمثلت بنموذج الحكم الملكي الذي ارست دعائمه بريطانيا العظمى آنذاك ,على غرار انموذجها المعتمد في انكلترا ,الا ان جهود اكثر من ثلاثة عقود من البناء والاعمار انتهت عبر دبابة عسكرية دخلت على الخط السياسي لتغير معادلة رصينة وصلبة ,وبذلك تم افشال مشروع سياسي مدني نيابي برلماني كان يبشر بمستقبل واعد للعراقيين جميعا ,ليدخل العراقيون بعد ذلك صيغة العهد الجمهوري والتي كانت هي الاخرى صيغة سياسية رائدة وان كان من يقف ورائها عدد من القادة والضباط الذين لا عهد لهم بالسياسة ,الا انهم وفقوا الى حد كبير بالتقدم بالعراق اشواطا على مختلف الاصعدة ,لكن تصلب هؤلاء القادة وتزمتهم واتخاذ جملة من القرارات الارتجالية والعشوائية من قبلهم ,بالإضافة الى تدخل دول الجوار وعدم رضا وقبول القوى العالمية الكبرى عن توجهات قادة الجمهورية عجلت بسقوط النظام الجمهوري ,ليدخل العراقيون بعد ذلك نفق الانظمة الشمولية والاستبدادية (القوميون والبعثيون ) حتى اذا ما اطيح بهؤلاء استقبل العراقيون عراقا تعدديا فيدراليا برلمانيا تقف من ورائه هذه المرة اميركا بكامل ثقلها وطاقاتها المادية والعسكرية والسياسية ,وقد اجمعت اغلب القوى السياسية العرقية على قبول ذلك النظام واعتماده كمخلص من عهود الاقصاء والتهميش والعزل القومي والطائفي ,الا ان الواقع السياسي العراقي سرعان ما عاد لسيرته الاولى فقد تفاقمت اسباب الخلاف واتسعت رقعة العداء من قبل جهات وشرائح لم تكن راغبة بذلك التغيير المدوي ,لتزلق الامور الى جملة من المضاعفات التي حرمت العراقيين مجددا من جني ثمار ذلك التغيير الذي لو احسنوا التعامل معه لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم كما يقال .
ان مشاكل العراقيين المزمنة لا تتأثر بطبيعة هذا النظام او ذاك سواء كان نظاما ملوكيا او جمهوريا او برلمانيا او رئاسيا ,حيث تبقى مشاكلهم اكبر من ذلك بكثير ,فمشاكل العراقيين انما تتأثر بشخصية الفرد العراقي وطبيعة مجتمعه ,اضافة الى موقعه الجغرافي وتأثير سائر بلدان الجوار على مجمل ملفاته وسياساته العامة فضلا عن موقف القوى العالمية من العراق الذي تنظر اليه بعين الخوف والطمع والريبة في احيان كثيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب