الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية ام الاستقلال السياسى/ الاقتصادى

عبد المنعم الجزولى

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


كثيرة هى المحاور التى يجب استجلاء مدلولاتها قبل الشروع فى استحدام مفرداتها. اذ تختبئ خلف معانيها الظاهرة معان كامنة تكون فى اغلب الاحيان هى المقصودة.

فلو اخذنا مثلا مصطلح الديموقراطية.
من الناحية العامة لن تجد من يقف ضد افشاء الديموقراطية فى كل مكان. ولكن من ناحية تدقيقية يجب الحذر من ابتلاعها دفعة واحدة حيث اصبح للكلمة مدلولات غير تلك التى – وبحسن نية – نمعن فى استخدامها، غافلين عن ان السم اغلب مايكون فى الدسم. فمثلا تعتبر حكومة الولايات المتحدة الامريكية ان النظام الحاكم فى البحرين نظاما ديموقراطيا نموزجيا حسب مقالة وزير الخارجية الامريكى السابق السيد كولون باول وحسب ماتحمله مدلولات احاديث وزيرة الحارجية الامريكية الحالية الدكتورة كونداليزا رايس. رغما عن ان امير البحرين قد نصب نفسه ملكا على البلاد!! والعباد!! واعلن دولته مملكة عضودا!!

وفى المقبولات الامريكية المثبتة عالميا ان الحكومات التى تؤيد سياسة الحلفاء فى الشرق الاوسط و اسيا تمنح صكوك الغفران الديموقراطى حتى وان كان على رأسها حكام مثل بربيز مشرف وحسنى مبارك وال خليفة وال نهيان وال سعود واشباههم واقرباؤهم فى العالمين العربى والاسلامى.

وفى نفس الوقت فان حكومة منتحبة انتخابا ديموقراطيا - وفق المعايير الغربية – مثل الحكومة الايرانية لايتم الاعتراف بشرعيتها( صرف النظر عن مواقفنا الشخصية والايدولوجية من النظام الحاكم الايرانى برمته)

اذن فللامر ابعاد اخرى غير تلك المعلنة. ليس المقصود هنا هو التطبيق الديموقراطى نفسه ولكن البعد السياسى من النطبيق هو الذى يقرر من يحصل على صك الغفران ومن يحرم منه!! الموقف من الاستقلال السياسى والاقتصادى هو المحك!! الموقف من قبول او رفض سياسات الهيمنة الاقتصادية القائمة على نهب خيرات الامم عيانا بيانا وامام سمع وبصر العالم واممه المتحدة ومجلس امنها وبواسطة اجهزة القمع الاقتصادى مثل الصندوق والبنك الدوليين.
اذن فالسؤال حول افشاء الديموقراطية فى العالم العربى اوغير العربى ليس سؤالا بريئا 100% وانما تكمن خلفه دلالات خبيثة. يجب ان نبدأ اولا بالسؤال عن الاستقلال السياسى والاقتصادى قبل الحديث عن رفاه الديموقراطية.

نفس التطبيق يقترن بالحديث عن العالم العربى!! كأنما هنالك عالم عربى حقيقى!! رغم التباين فى الاطر القومية لشعوب مثل الشعب المغربى والموريتانى والسودانى والصومالى وغيرها. كل هؤلاء ينضمون تحت عبائة الوطن العربى والتى غالبا ماتجر الى الحديث عن الاسلام كقاعدة ثقافية!! صرف النظر عن مسيحيي لبنان ومصر وسوريا وغيرها بل وصرف النظر عن يهود المغرب بل وحتى عن وثنيي السودان!!

وهو الذى يقود ايضا الى استخدام غير رشيد لمصطلح اليسار !!

من الثابت ان ارجلنا جميعا قد انجرت الى شراك هرجلة المصطلحات السياسية دون الانتباه الى مدلولاتها الصحفية الحديثة.وهى هرجلة مقصودة لذاتهاوليست خطأ مهنيا كما يبدو. وهذا هو مايجعلنا ندور حول انفسنا وباستمرار دون ان نتقدم ولو خطوة واحدة للامام!! وهذا هو مايجعل حكامنا فى مأمن من رياح التغيير التى نحلم بها.

عبد المنعم الجزولى
سودانى مقيم بمدينة واشنطن










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يضاعف التمويل المخصص لقذائف المدفعية عيار 155 ملم|


.. كيف يبدو الوضع النفسي للأهالي في رفح مع استمرار القصف الإسرا




.. المستشفى العائم الإماراتي يجري أكثر من300 عملية جراحية حرجة


.. شهداء وجرحى بقصف منزل عائلة شاهين شمال رفح




.. يحيى سريع: نعلن تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف ال