الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في ملف الديمقراطية والاصلاح السياسي

ليساندرو بن ازرا

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


في التاريخ المعاصر امثلة على نجاح الضغوط الخارجية في نشر مبادئ الديمقراطية في دول عانت من الانظمة الديكتاتورية عناء شديدا اقربها الينا المانيا وايطاليا واليابان وصحيح ان شروطا موضوعية تهيات لها قبل ان تفرض عليها الديمقراطية عجلت برسوخها قد لانجد منها الا القليل في المجتمعات العربية فان هذا لاينبغي ان يحبط السعي الى البدء بتنفيذ مشروعها الضخم في العالم العربي لانها ضرورة من ضرورات الحياة العصرية التي تتوق اليها الجماهير العربية وان تنفيذ هذا المشروع يجب ان يتم بايد وعقول عربية وليس بايدي وعقول الدول الصديقة التي تتوقف مهمتها عند حدود معلومة ومن المؤسف ان التجربة العراقية لم تتمخض عنها نتائج مرضية وهذا يعود الى جهل الجماهير والى الانقسام المريع في صفوف الاحزاب ذات التوجه العلماني او اليساري وضعفها امام المد الاسلامي وليس للولايات المتحدة ان تلام هنا او ان تلقى على عاتقها تبعات الامر
ولكي تتمكن قوى اليسار والتحرر التي تجد نفسها في خندق واحد مع دعاة الديمقراطية والاصلاح السياسي من ادامة برامجها السياسية والاجتماعية عليها ان تنتج برامج حيوية واقعية مستوحاة من عصر العولمة بعيدا عن النظريات القديمة التي اثبت الزمن بطلانها وان تتخذ موقفا حازما من الانظمة الحاكمة بالاستقواء عليها بالتحالفات مع النظائر وبالاستنجاد بقوى خارجية ان مست الحاجة على اساس المصلحة المتبادلة هذا مافعلته حركات سياسية واجتماعية ودينية عبر التاريخ ولنتذكر ان نبي المسلمين لم يتورع عن الاستعانة باموال يهود يثرب وسيوف الاوس والخزرج من اجل تحطيم مقاومة المكيين كما يجب عليها لكي تنجح في اجراء التحولات الاجتماعية وماينبثق عنها من عدالة وامن ومساواة ورفاه ان تقدم رؤيةواضحة صريحة عن قضية السلام في الشرق الاوسط وهي قضية ملحة لاتحتمل الارجاء لان ارساء قواعد الامن في المنطقة شرط اساس في النمو الاقتصادي ومن هنا فان مسالة التطبيع مع الدولة الاسرائيلية ينبغي ان تطرح من قبل الاحزاب اليسارية قبل ان تسبقها الانظمة الحاكمة اليه التي بدات تهيء لها ولعل اتخاذ موقف حازم اخر من الدين الاسلامي الذي يعيق لاصعود اليسار فحسب بل عملية التطور الاجتماعي برمتها ان يكون من اوليات اليسار العربي ويتم ذلك بدراسة الاسلام وفق مناهج العلوم الحديثة لشل فاعليته في عقول السادرين في الجهل لاوفق النظرية الماركسية التي دعا اليها السيد كريس هارمن والتي تنص على -ضرورة فهم الاساس الطبقي للحركة الاسلامية - لان الاسلام ايديولوجيا لااسس طبقية له
وابسط الادلة على قولنا ان اتباع الاسلام هم من جميع الطبقات وان الاسلام ممتد في الزمان والمكان بحيث يمسي اي حديث عن الاسس الطبقية له حديثا لامعنى له
نعم ان -النظام الديمقراطي يمكنه ان يحدث تغيرات عميقة في بنية التخلف الاجتماعي والثقافي والسياسي التي تعاني منها الدول العربية ويفسح المجال امام الارتقاء بحقوق الانسان ويشيع مظاهر الرفاهية والتمدن ويحقق العدالة الاجتماعية- بنسبة عالية لاتدانيه فيها انظمة اخرى فليس في العالم اليوم نظام اخر استطاع ان ينشر شيئا من هذه القيم الرفيعة كما فعل النظام الديمقراطي ولن نضرب مثلا على ذلك اليابان اذ تكفينا اسرائيل مثلا
وتشكل التيارات الاسلامية عائقا امام الديمقراطية بسبب طبيعة الاسلام المناوئة لها في جميع الدول العربية ولااحد يشك لحظة في صعودها الى الحكم من خلال الانتخابات- في الظروف الراهنة وقد اشرت في اكثر من موضع الى ضرورة مقاومتها بالسلاح الذي تحمله وهو الاسلام لابالتواطؤ معه ومهادنته كما تفعل الانظمة الحاكمة بل بتحطيم ثوابته وليس باقصائه كما فعلت الشيوعية وفشلت واذا تكللت الديمقراطية بالنجاح فعلى اتباعها حينئذ ان يضربوا حظرا حول الاحزاب الدينية وان يتعاملوا معها كمايتعامل الديمقراطيون الالمان مع الاحزاب النازية وهذا ليس مخالفا للديمقراطية لان الاحزاب التي تروج للعنف وللكراهية ولاحتقار المراة ولحقوق الانسان احزاب تمثل اعلى درجات الشر والشر مدمر للحضارة
وان اتباع التكتيك السياسي الذي يقترحه السيد هارمن معها ليس اكثر من مجازفة غير مامونة العواقب شبيه بعقد صفقة خاسرة
ومن المؤسف ان تجد بين العلمانيين واليساريين من وقع تحت تاثير مصطلح فقدان الخصوصية الذي تطرحه الانظمة الحاكمة والقوى الاسلامية لدرء خطر الديمقراطية عنها وهو لايعلم ان الديمقراطية انما هي النظام الاوحد الذي يكفل للشعوب والقوميات والافليات خصوصيتها فالخصوصية مرتبطة بالحرية والعدالة الاجتماعية وهما من جواهر الديموقراطية والبرهان على هذا حال الجاليات العربية الاسلامية في البلدان التي تسودها الديمقراطية فهل خسر ابناؤها خصوصيتهم هل هناك من يفرض عليهم ان يتخلوا عن دينهم لغتهم عن عاداتهم وتقاليدهم وتصوراتهم وافكارهم اللهم الشريرة منها التي تدعو الى التمييز والكراهية والقتل فان لم تكن هذه هي الخصوصية فما هي اهي تلك المبادئ التي تبيح لفئة جائرة اولفكرة متخلفة ان تتسلط على رقاب وعقول العباد
واخيرا لابد من القول بان الاصلاح التدريجي للمجتمعات العربية هدف بعيد المنال لان هذه المجتمعات لاتمتلك مقومات الاصلاح التدريجي فقرون من التجهيل والاستبداد فعلت فعلها فيها فبات من المستحيل ان ترفو ماخلق منها ولنعد الى التاريخ قليلا لنسال هل كان ممكننا عصرئذ ان يصلح العرب مااهترا من نظام الخلافة العثمانية الا بالثورة والتغيير الجذري
ان امام اليسار العربي المعتدل الجديد وحلافائه من الاحرار الديمقراطيين فرصة طيبة للتحرك وللعمل بذكاء وجدية ضمن الظروف الدولية الجديدة

مع فائق الاحترام والتقدير لهيئة تحرير الحوار المتمدن










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة