الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى ستكبر أيها الصغير

رائد الجراح

2015 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في خطبته الأخيرة وقبل إنطلاق المظاهرات الحاشدة لأبناء البصرة تضامناً مع جميع المحافظات التي إنطلق مواطنوها للتظاهر ضد النظام الفاسد في العراق , والتي جائت بسبب إنهيار المنظومة الكهربائية التي خُصصت لها المليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية ومنذ تشكيل حكومة المالكي إلى يومنا هذا دون أن تبدوا في الأفق أدنى بارقة أمل في تحسن الأوضاع ,
بل لم تقم تلك الميليشيات والأحزاب الحاكمة في العراق بشكل عام , ووزارة الكهرباء بشكل خاص بأي جهد ملموس لأصلاح قطاع الكهرباء المتدهور , بسبب الفساد والسرقة عبر العقود الوهمية التي أبرمت مع شركات وجهاتٍ وهمية,
وقد هُرِّبت تلك الأموال خارج العراق بعد أن سُرِقَت في وضح النهار وزجت في حسابات هؤلاء المسؤولين وضاعت هذه المليارات من الدولارات وباعتراف من الحكومة دون أن تكشف عن من قام بسرقة هذه الأموال التي هي أموال الشعب العراقي الذي لم يسمع من هؤلاء المسؤولين سوى الوعود الكاذبة والآمال الفارغة والعبارات المكررة التي حفظها المواطن عن ظهر قلب ,
فقد إنطلق هذا الشيخ الصغير وفاجأنا في خطبته العصماء بنظرية جديدة في الوطنية لم يسبقه اليها احد ليعلن أمام الناس بانه ( جاب الذيب من ذيله ) وهو يحلل تلك التظاهرات السلمية التي دعا اليها الشباب بعد أن فاض بهم الكيل ليفسرها وفق رؤيته العبقرية على أنها مؤامرة كبرى حيكت بالخفاء ضد الدولة وأصبح هؤلاء المغفلين الذين خرجوا الى تلك المظاهرات هم مجرد ادوات لتنفيذ هذه المؤامرة , وفي إشارة منه غير مباشرة الى أن هؤلاء المتظاهرين كانوا ينفذون اجندة الدواعش اعداء العراق , لأنه بدأ خطبته تلك بالتسائل عن السبب الذي دعا هؤلاء المتظاهرين بالقيام بالتظاهر في هذا الوقت بالذات الذي أعلنت فيه الدولة إفلاسها , ولم يبادروا بالتظاهر في الوقت الذي كانت هذه الحكومة في قمة إنتعاشها الأقتصادي ,
هذا الصغير ,,, كان يعتقد بان الذين كان يتحدث اليهم في خطبته هذه هم الناس أنفسهم الذين كانوا يصدقون دائماً تحليلاته للمآثر الكربلائية عن معركة الطف التي كان يرويها لهم وهو يحلل المآثر البطولية والأنسانية التي خلدها التاريخ لموقف الأمام الحسين عليه السلام وأتباعه من آل بيته الأطهار. فنال ثقة الناس من شيعتهم واليوم جاء ليستغل هذه الثقة ويمرر أكاذيبه ودجله عليهم ,
هذا الشيخ الصغير كان يراهن بان الذين يسمعون تحليلاته السياسية هذه عن واقع البلد المزري ستعبر عليهم كما كانت تعبرسابقا, شأنها شأن غيرها من الخطب والمحاضرات ,
علماً إن الشيخ الكبير الراحل احمد الوائلي رحمه الله وطيب مثواه أشار في يوم ما ومن خلال إحدى محاضراته الى دجَّالة المنبر الحسيني من الذين يشوهون الحقائق التاريخية ويكذبون على الناس مستغلين عواطفهم الدينية من أجل تحقيق مكاسب تافهة ليس لها أي قيمة وحذر منهم,
هذا الشيخ الصغير لم يعي وهو يتكلم بأن الناس الذين يحضرون خطبته والذين يستمعون اليها عبر الفضائيات والمذياع هم ليسوا اؤلئك الناس الذين كانوا يستمعون اليه في تلك المناسبات التي أشرت اليها ,
وحين يقف شيخ يفترض أن يكون بهذه القيمة العلمية ويعلن صراحة بان الحكومة التي تحكم البلد حكومة مفلسة ! كان الأجدر به ان يوجه كلامه لهذه الحكومة الفاسدة ويقول لها أن تتنحى وتقدم إستقالتها لأنها ببساطة كيف تستطيع ان تحكم بلد بحجم العراق يخوض شعبه حرب شعواء ضد أشرس هجمة لأكبر مليشيا إرهابية في العالم وهو بلد مفلس ؟
ألا تستحي أيها الصغير حين تعلن من على منبرك الموقر بأن حكومتك مفلسة دون ان تفكر بمعنوية المقاتل البطل وردة فعله حين يسمعك بعد ان جاء ليضحي بحياته دفاعاً عن ابناء وبنات المسؤولين في حكومتك الذين يصَّيفون في لبنان وأوروبا وانت تقول له بان البلد الذي تدافع عنه ضد داعش أعلن إفلاسه ,
بدل ان تلوم أبناء شعبك وانت العبقري أيها الصغير , أما فكرت كيف كانت خدمات الكهرباء في زمن صدام المقبور حين كان جيش العراق يقاتل أكبر دولة في المنطقة ولمدة ثمان سنوات في أشرس حرب دمرت بها نصف البنى التحتية , ولم يعلن ذلك النظام إفلاسه يوماً ما رغم وجود سبعة ملايين مصري يعملون ويحوِّلون مبالغ اتعابهم الى بلدهم ,
الم يأمرك الله ياصغير بأن تقول الحق وانت تقف أمام شعبك وتتكلم عن الجيش المزوَّر الذي أعدتم تاسيسه بعد ان حل العراب بريمر جيش العراق الأصيل ذلك الجيش البطل الذي لم ينشأ على منهج عرقي وطائفي ,
وبعد أن جائت حكومة المالكي لتعيد تأسيسه استبشرنا خيراً ولكن للأسف لم تعيد منه سوى الأسم ؟
ولماذا يا شيخنا الصغير لم تتحدث عن الجيش العراقي الباسل الذي همش ضباطه الأشراف الأصلاء بعد أن تم تصفية أكثر من نصفه المتبقي من قبل الحرس الوطني باوامر من طهران ؟
وهل تناسيت أيها الشيخ الصغير بأن الجيش الذي أسستموه وفق مبدأ طائفي مذهبي عرقي , وإستأمنتموه أرض العراق قد إنهزم من أول هجمة واجهته من اقزام داعش حين إنهزم ضباطه بعد أن خلعوا بزاتهم العسكرية ورموا رتبهم التي لم يكونوا يستحقوها تحت اقدامهم وأستعاروا دشاديش من القرى القريبة من معسكراتهم ليهربوا الى كاكا مسعود بعد ان تركوا ورائهم عشرات الأطنان من الأعتدة ومئات الآلاف من قطع السلاح الخفيف والثقيل وعدد كبير من الدبابات والمدرعات التي لم تطلق منها طلقة واحدة لتتحول بيد داعش ليوجهها بعد ذلك الى صدور العراقيين؟ ,
هل تناسيت أيها الصغير وانت تتهم المتظاهرين بالتخريب , بأن أكبر مخربي البلد هم الذين يجتمعون تحت مظلة البرلمان وينهشون بلحم العراق كل يوم ,
ألم تحاول أن تتجرأ أيها الصغير لتقف يوماً ما على منبرك هذا لتقول كلمة حق أمام الشعب العراقي وتفضح الذين كانوا يصنعون العبوات الناسفة واللاصقة ويستوردون الكواتم والبعض منهم يحتل اكبر مؤسسة بالمنطقة الخضراء تتكلم باللغة الفارسية ومن حولها خط احمر تعيث في ارض العراق فساداً وتقتل كل من يفكر بأن يشير اليهم بخير او بشر ,
وأخيراً وقفت على منبر الحسين علي السلام, هذا المنبر الطاهر الذي يخجل من ان تدوسه اقدامكم لتدلس على الناس الشرفاء من ابناء الشعب لأنهم أرادوا ان يطالبوا بأبسط حقوقهم وهم يعرفون بانكم تسرقون ثروات العراق في وضح النهار ,
أي نوع من المخلوقات انتم , وكيف يصل بكم الحقد والغل الى المستوى المتدني من الهمجية التي جعلتكم لاتكتفون بالسرقات والقتل والأغتيالات , بل وصلتم الى مرحلة التلذذ بعذاب الملايين من الفقراء ,
لقد تجاوزت قدراتكم الأجرامية اعتى المجرمين في العالم حتى اصبحتم تتشمتون بضحاياكم بشكل مباشر وعبر كل وسائل الأعلام المرئية وغير المرئية ,
سكوت الشعب هذا الذي أزعجك ياشيخنا الصغير في السنوات الماضية , أصبحتم لاتحتملوه لأنه لاينقل معانات الشعب التي تريدون ان تتمتعوا برؤيتها والأعلان عنها وهذا ما جعلك تلوم الناس على عدم وقفتهم الأحتجاجية حين كان في خزنة العراق الكثير من الأموال المحرومين منها ,
ألم تتعضوا وانتم تعضون الناس بكلام العظماء ونسيتم قول الأمام علي عليه السلام وهو يقول ,
( لا حان حينك هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك طلقتك ثلاثاً )
الم تفكر في هذا القول يا صغير وانت تعتلي منبرك هذا ؟ وما فكرت يوماً أن توجه خطلبك الرنانة هذه وتطالب حكومتك الفاسدة منذ إثني عشر عاماً بالرحيل ؟
لماذا يا صغير تستنكر قول الناس حين يضعون ثقتهم في الحشد الشعبي للضغط على حكومتك وإجبارها على الأمتثال الى مطالب الشعب المشروعة ؟
اليس هذا الحشد هو من الشعب بل هو الشعب نفسه , أم إنك نسيت ؟
كلا ياصغير إنك لن تنسى ولكنك تخشى من ان يتحول هذا الحشد ويكمل مسيرته الجهادية ويعود للقضاء على حكومتك الفاسدة ,
لأنه من الشعب بل هو الشعب ,
أما أنت وحكومتك فلن يفيدكم الندم ولن تنفعكم تلك الدولارات التي سرقتموها من الشعب لأن التاريخ سيلعنكم ولن يرحمكم بعد ان امتدت أيديكم الى المال السحت ,
بقي شيء أخير يا صغير عليكم أن تعوه وهو حجم الشماتة التي ستلحق بالمواطنين الشرفاء من شيعة آل البيت عليهم السلام حين إنتخبوكم ممثلين عنهم ومنحوكم ثقتهم التي خنتوها عبر صناديق الأقتراع ,
ولا تنسى ايها الشيخ الصغير بان هذه الأصابع البنفسجية التي إنتخبتكم قادرة على أن تفقأ عيونكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟