الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعون عاما على القاء .. القنبلة النووية على هيروشيما..،،،

علي الأسدي

2015 / 8 / 6
الارهاب, الحرب والسلام



في مثل هذا اليوم السادس من شهر آب - أغسطس من عام 1945 وفي الساعة الثامنة والربع بالتوقيت المحلي القت الطائرة الأمريكية القاذفة من طراز US B-29 بقيادة الكولونيل بول تيبيت من علو بلغ حوالي ألفين قدم القنبلة النووية الأولى في تاريخ الحروب على المدينة اليابانية هيروشيما. لقد قتل على الفور وخلال دقائق130 ألفا من سكانها البالغ عددهم 350 ألف نسمة. وبعد ثلاثة أيام من ذلك الفعل المروع في التاسع من الشهر نفسه قام الطيار الميجر جارلس سويني بالقاء القنبلة النووية الثانية على مدينة ناكزاكي فقتلت ما بين 60 - 70 ألفا من سكانها ولم يكن ذلك العدد من القتلى إلا جزءا يسيرا من المجزرة ، فقد مات عشرات الآلاف من الناس بعد ذلك متأثرين بالاشعاع النووي الذي طال مناطق شاسعة حول المدينتين المستباحتين. وينقل شهود عيان من العلماء والصحفيين الذين زاروا المدينتين ان مشهد الجثث المحترقة قد غطى شوارع وأزقة المدينتين حيث كان الكثير منهم قد مات حرقا أو نتيجة نزف الدماء التي كانت تدفقت من الأنف والفم والأحشاء الداخلية نتيجة التسمم بالاشعاعات النووية والغازات ودخان الحرائق وأنقاض المباني المنهارة التي أحدثها الانفجار الرهيب.
القاء القنبلتين النوويتين لم يكن له ما يبرره عسكريا فالحرب العالمية الثانية قد انتهت باستسلام ألمانيا النازية للجيثس السوفييتي في برلين وللحلفاء في عواصم أخرى. الرئيس روزفلت ونائبه هاري ترومان كانوا على علم بمحاولات اليابان للاستسلام بثسرط واحد هو الابقاء على موقع الامبراطور الياباني هيرو هيتو لكونه رمزا روحيا للشعب الياباني ، لكن اليابانيين لم يتلقوا استجابة لذلك. رغبة اليابان للاستسلام كانت تتم عبر السوفييت خلال سفيرهم في موسكو منذ عام 1944 وحتى قبل ذلك التاريخ وكان الأمريكيون على علم بتفاصيل تلك المحاولات لاكتشافهم الشفرة التي كانت تنقل عبرها المراسلات الدبلوماسية والعسكرية بين المسئولين اليابانيين وسفاراتهم في الخارج حتى قبل الهجوم على Pearl Harbor . وفي 13 - 7 - 1945 جدد السفير الياباني في موسكو طلب حكومته للاستسلام عبر السوفييت لكن الأمريكيين رفضوا العرض أيضا.
ويثار هنا سؤالان ، الأول لماذا رفضت الولايات المتحدة استسلام اليابان بشرط واحد وهو الابقاء على موقع الامبراطور وهي التي أبقته من ذاتها بعد القاء القنبلة النووية على مدينة ناكزاكي في 15 -8 - 1945..؟ والثاني ، لماذا ألقيت القنبلتين في حين كان النصر قد تحقق في المحيط الباسفيكي.؟ -*
1- ان الولايات المتحدة استثمرت مبالغ طائلة لصنع ثلاثة قنابل نووية بكلفة بليوني دولار بدءا من عام 1940 وبناء عليه كانت حاجتها ماسة للحصول على نتائج تلك الجهود.
2- رغبة الثأر ، فهذه كانت شاغل العسكريين والسياسيين من اليابان لمهاجمتهم Pearl Harbor فالتسامح لم يكن من صفات السياسيين والعسكريين ورجال الكنيسة المسيحية الأمريكيين.
3- “use it´-or-lose it” استخدمها أو اخسرها. الرغبة الداخلية لدى العلماء والتقنيين الذين أنفقوا الكثير من الجهد والوقت كانوا بانتظار خلاصة انجازهم ، وللسياسيين والعسكريين الرغبة لمعرفة رد الفعل الذي سيحدثه السلاح الجديد الذي يعلقون عليه آمالا عظمى يمنحهم السبق والمقدرة على فرض ارادتهم على العالم. القنبلة النووية على هيروشيما استخدم في صنعها اليورانيوم ، أما القنبلة التي اسقطت على ناكزاكي فقد استخدم في صنعها البلوتونيوم. لهذا كانوا شغوفين لمعرفة الآثار التي تتركها كل من القنبلتين على الضحايا.
4- قرار القاء القنبلة النووية ضد اليابان قد اتخذ في بداية شهر أوغسطس – آب 1945 لذا فقبول تعهد اليابان بالاستسلام لم يكن خيارا ، لأن قرار القاء القنبلة قد صدر ولا تراجع عنه.
5- الولايات المتحدة لم ترغب أن ترى اليابان تعلن استسلامها للسوفييت فبعد استسلام ألمانيا على يد الجيش الأحمر السوفييتي وبالفعل كانت الجيوش السوفييتية تحرز تقدما في منشوريا. فالأمريكيون أرادوا بتفجير قنبلتيهم النوويتين على اليابان توجيه رسالة الى السوفييت بأن ميزان القوى ليس في صالحهم.
قبل بدء الحرب العالمية الثانية كان عالم الفيزياء البرت اينشتاين وكثير غيره من العلماء الذين لجأوا الى الولايات المتحدة هربا من النازية والفاشية في بلدانهم حذروا الأمريكيين من أن النازيين الألمان يجرون أبحاثا لانتاج السلاح النووي. وقد بذل الأمريكيون جهودا مكثفة وواسعة بدءا من عام 1940لتنفيذ خطتهم خلال ما سمي حينها "Manhattan Project " أضخم مشروع للابحاث في مجال صناعة السلاح النووي ساهم فيه 13 مختبرا جامعيا بمشاركة أبرز مائة ألف من العلماء الذين من بينهم حملة جوائز نوبل. لقد عمل العلماء في المشروع الأكثر سرية في التاريخ والذي ساهم في بناء منشآته السرية المحصنة فريق عسكري في عزلة تامة وفي مناطق مختلفة في العالم بقيادة عالم الفيزياء جوليوس أوبينهايمر. وكان روزفلت قبل وفاته بوقت قصير قد اجتمع بجرجيل سرا في هايد بارك في نيويورك واتفقا على ابقاء الجهود لتطوير السلاح النووي سرية عن العالم.
وفي تموز - يوليوعام 1945 نجح الأمريكيون باجراء تجربة نووية في صحراء نيو مكسيكو وقد اعلم الرئيس هاري ترومان بالنبأ اثناء تواجده في بوتسدام لحضور مؤتمر قمة بينه وبين جيرجيل رئيس وزراء بريطانيا والرئيس السوفييتي جوزيف ستالين لمناقشة نتائج الحرب العالمية الثانية وبعد أربعة أيام من دلك المؤتمر ألقيت القنبلة الاولى على هيروثسيما. كان وزن القنبلة خمسة اطنان بقوة تدميرية تعادل خمسة عثسر – عشرين ألف طن من مادة T N T شديدة الانفجار. وكان عدد من قادة الجيش من أمثال دوايت أيزنهاور وماك أرثر قد عبرا عن آرائهم للرئيس هاري ترومان ان غزو اليابان بالاسلحة التقليدية سيكلف أمريكا حوالي المليون جندي أمريكي وان استخدام السلاح النووي سيجنب ذلك. وقد أبدى وزير الخارجية الامريكي حينها جيمس بيرنز ان التدمير الذي سيحدثه التفجير النووي سينهي الحرب ويضع أمريكا في موقع أقوى قوة في عالم ما بعد الحرب. وبالفعل وبعد يومين من سقوط القنبلة على ناكزاكي واسمها الرمزي " الرجل السمين " تقديرا لرئيس الوزراء البريطاني جيرجيل ألقى الامبراطور هيرو هيتو كلمة عبر الراديو عارضا استسلام بلاده دون قيد أو شرط. وفي الثاني من سبتمبر من نفس العام وقع محضر استسلام اليابان رسميا على متن المدمرة الأمريكية Missouri Battleship USS الراسيةفي خليج طوكيو. -**
البع من المؤرخين ومسولين أمريكيين رأوا أنه لوجرى تعديل لثسروط استسلام اليابان الدي عرصته الولايات المتحدة لأمكن تجنب فقدان عرات آلاف اليابانيين والأمريكيين. وبحسب مدكرات المؤرخ هنري سيمبسون ان التاريخ ربما يجد بأن ثسرط استسلام الامبراطور الدي ألح عليه الأمريكيون قد أطال أمد الحرب. بينما يرى آخرون ان انهاء الحرب كان ممكنا لو تدخل الاتحاد السوفييتي بثقله في المفاوصات لامكن تحاثسي استخدام السلاح النووي.
لقد شعر جوزيف ستالين أن القنبلة النووية الثالثة ستكون ضد الاتحاد السوفييتي فلم يضِع الكثير من الوقت للحاق بالولايات المتحدة ، وفي عام 1949 بعد اربع سنوات فقط من القاء القنبلة النووية على ناكزاكي حصل السوفييت على قنبلتهم النووية الأولى ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تتجرأ الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى أن تخيف موسكو السوفيتية أو أن يظهر هتلرا نازيا آخر في أي من دول العالم. للحرب العالمية الثانية من الدروس القيمة ما يكفي لتذكر قادة العالم بجسامة الخطأ الذي ارتكب ثانية لقاد كوكبنا الجميل الى نهايته. عالم الفيزياء الأمريكي Julius Robert Oppenheimer رئيس فريق العلماء الذي صنع القنبلة النووية الأمريكية ذكر في حوار معه أجراه الصحفي أدوارد مورو في عام 1955 قوله واصفا نفسه بعبارة استعارها من الكتاب الهندي المقدس : ***
"Now, I am become Death, the destroyer of worlds." أنا الآن الموت ، مدمر العوالم ".
علي الأسدي 6 - 8 - 20115
*Gary G. Kohls, Confronting a Very Dark Chapter, Consortiumnews.com **Nathan Donohue , Understanding the Decision to the Bomb on Hiroshima and Nagasaki, Center for Strategic International Studies.
*** Julius Robert Oppenheimer, I am become death, the destroyer of worlds. Englishclub.com
****This Day 6 August 1945, US drops Atomic Bomb on Hiroshima, BBC








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو