الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري

زيد كامل الكوار

2015 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وسط كل هذا الاندفاع العالي لقواتنا المسلحة البطلة من الجيش والشرطة الاتحادية مدعومة بالحشد الشعبي المجاهد وأبناء العشائر الغيارى وقوات البيشمركة البطلة ، ذلك الاندفاع الذي يطيح شيئا فشيئا بأسطورة الإرهاب العالمي الأكثر نفوذا واتساعا على مدى التأريخ الحديث ، وسط كل هذا التقدم الذي يدعو إلى الفخر والاعتزاز ، تعود المؤسسات الحكومية الأخرى إلى إثبات عجزها في دعم أولئك الأبطال ، وفشلها في تقديم الخدمات الضرورية إلى عائلاتهم الصابرة التي أهدت إلى الوطن فلذات أكبادها وزهرات حياتها للدفاع عن أرض العراق الغالي و مقدساتها التي حرصت قوى الظلام والتخلف على طمسها وهدمها لتخريب إرث العراق الحضاري الأغلى والذي يعد دعامة أساسية ورئيسة من دعائم الإرث الحضاري الإنساني . وبالتوازي مع جهاد المقاتلين الشرفاء في جبهات القتال ، انتخى المواطن المدني العراقي لمؤازرة أولئك المقاتلين عن طريق الحراك السلمي المتمثل بالتظاهرات الاحتجاجية المطلبية الداعية إلى تحسين مستوى الخدمات المتدني إلى أسوأ مستوياته ، والارتقاء بالأداء الحكومي إلى مستوى التطور الذي يشهده العالم المتحضر . وقد كان للانتصارات المتكررة ضد داعش الإرهابي، الأثر الكبير في رفع مستوى الحماس الشبابي العالي إلى مستوى المبادرة بتنسيق الحملات العديدة على مواقع التواصل الاجتماعي ، الداعية إلى تنظيم التظاهرات الحاشدة من أجل الضغط المتواصل على الحكومة لمحاربة الفساد المستشري في أهم مفاصل ووزارات الحكومة ، ذلك الفساد الذي حرم ويحرم شباب العراق من مواكبة ركب العلم والحضارة العالمي الذي يخطو خطوات واسعة وسريعة نحو ذرى العلم والتطور تاركا الشعوب والمجتمعات الخانعة الجامدة المتخلفة تراوح في مكانها تجتر ذكريات أمجاد تأريخ عفا عليه الزمن ، ولم يرض الشاب العراقي أن يحشر في زمرة الخانعين والمتجمدين فقد بادر إلى رفض كل أشكال التهميش والاضطهاد الفكري والمادي فخرج في تظاهرات عدة رافضا كل ما يسيء إلى الإنسان من نقص الخدمات إلى الاعتداء على الحريات لشخصية أو الفساد المالي والإداري اللذين كان الأساس لكل السلبيات الأخرى في الأداء الحكومي أو التشريعي أو القضائي ، وقد بادر الشباب العراقي إلى رفع بعض الشعارات الداعمة للقوات المسلحة ومن احتشد معها فكتبوا لافتات تقول : تقاتلون من أجلنا وتظاهر من أجلكم " . وقد اعتذر بعض مسؤولي الحكومة بأعذار واهية عن التقصير في تقديم الخدمات الأساسية والضرورية فقالوا إن التقشف ونقص التمويل الحكومي وخفض الموازنة العامة بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية الذي أدى إلى انخفاض عائدات الدولة العراقية . فلهذا المسؤول نقول أين ذهبت عائدات النفط العراقي المهولة خلال السنوات الماضية التي تجاوزت أسعار النفط العالمية فيه عتبة أعلى الأسعار في تاريخ سوق النفط العالمية ؟ وإن قالوا بأن الحرب على داعش واحتلال الموصل والمحافظات الأخرى شغلتنا عن الإعمار وتقديم الخدمات اللائقة ، فنقول لهم ما الذي صنعتموه أو طورتموه خلال الأعوام السابقة من عمر الحكومات المتعاقبة وما هو الملف الذي تمكنتم من حسمه وإغلاقه في كل ملفات الاعمار الساخنة في البنية التحتية العراقية المتهالكة ؟ وما هي الخطط الإستراتيجية والجداول الزمنية والبرنامج الذي عملتم على تحقيقه وتنفيذه كما ينبغي له أن ينفذ ؟ فكل إجراءاتكم في هذا الخصوص وغيره ارتجالية ترقيعية ولم تثمر أو تنتج أو تؤت أكلها . فكل المشاريع أو أكثرها إذا ما تحرينا الدقة في الطرح ، ولكي لا نظلم أحدا أنتج شيئا ، ولا نريد أن نبخس حق مخلص وهم قلة . سيأتي يوم قريب بإذن الله ونهزم داعش ونقضي على الإرهاب تماما ، فيعود مئات آلاف الشباب إلى بيوتهم فانظروا ما أنتم قائلين لهم وكيف تعتذرون يا حكومتنا الغافلة ؟ سنتظاهر ونتظاهر حتى يحاسب كل فاسد مفسد ويأخذ جزاءه العادل ، وحتى تتحقق كل مطالبنا المشروعة في خدمات تليق بالإنسان العراقي ، شاء من شاء وأبى من أبى فالتظاهر أول وأبسط حقوقنا المشروعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في