الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الديمقراطية في العالم العربي
صبيحة شبر
2005 / 10 / 15ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
![](https://www.ahewar.org/search/pic/945.jpg)
الضغوط الخارجية ليست قادرة على إقامة أنظمة ديمقراطية في العالم العربي ، قد تساهم هذه الضغوط في الإسراع في إقامة الديمقراطية ، او المساعدة في إنشاء العوامل المهيئة لإقامة الديمقراطية من أسباب ذاتية وموضوعية ، الديمقراطية لا تأتي من الخارج على ظهر دبابة ، وإنما هناك عوامل عديدة لو تهيأت لكان ممكنا للديمقراطية أن تتحقق ، المشروع الأمريكي في العراق لا يعد من دعائم الديمقراطية ، لان أمريكا عندما ساعدت في هد النظام الجائر الذي كانت مساندة له ، عملت على تشجيع النعرات الطائفية والمذهبية على حساب الانتماء للوطن ، صحيح ان النظام الدكتاتوري الظالم قد اتبع سياسة فرق تسد ، وضرب كل القوى الوطنية ، وحاول ان يقرب بعض الوصوليين على حساب الناس الآخرين ، واتبع سياسة التبعيث في مؤسسات الدولة المختلفة وجعلها شرطا للقبول في الجامعات والوظائف والانخراط في المؤسسات العسكرية ، واعني بذلك الضباط الكبار ، اما الجنود الصغار ، فأصبحوا وقودا رخيصة تغذي آلة الحرب الجبارة التي خلقها النظام ، جاءت أمريكا ، وفرضت نظام المحاصصة الطائفي ، وبذلك زادت حدة الخلافات الطائفية والمذهبية اشتعالا ، وأخذت حيزا كبيرا من اهتمام الجماهير الشعبية ، ذلك الاهتمام الذي كان يجب ان يولى للقضايا المصيرية ، ولمنفعة المواطن ، ومصلحة الوطن ، نظام المحاصصة الطائفية الذي أتت به امريكا كان من نتائجه ان يكتب الدستور ، بأغلب نصوصه متماشيا مع رغبات رجال الدين
طالبت قوى اليسار والتحرر بالديمقراطية منذ زمن ، وما زالت تطالب بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي ، ولكن هذا النظام لايمكن ان يقام حسب توفر النوايا الحسنة ، بل لابد من توفر العوامل والأسباب التي يمكن ان تجعل حلم الجماهير الشعبية وطليعتها المناضلة فعلا ملموسا ، وليس أملا من العسير تحقيقه ، ناضلت قوى اليسار طويلا ، نضالا لا هوادة فيه ، وقد كانت هي المسيطرة على الساحة ، ولكن الآن قد سحب البساط من تحت أقدامها ، وعليها ان تدرس الوضع جيدا وتضع الحلول المناسبة لتحويل الهزائم إلى انتصارات ، الساحة الآن لرجال الدين ، هم من يستطيع ان يطلق الشعارات ، ويؤجج النفوس ، ثم بعد ذلك عندما يهدأ الناس ويتساءلون عن إمكانية العمل لتحقيق الطموحات التي امنوا بها وضحوا في سبيلها ، سوف لن يكون بمقدور من يحسن الكلام فقط ان ينزل الى سوح النضال
، ويساهم مع الجماهير الشعبية في تحقيق الآمال التي طالما حلمت بها وقدمت التضحيات ، على قوى اليسار ان توحد صفوفها ، وان تأخذ زمام المبادرة ، وإقامة دولة القانون والعدالة لآياتي من فراغ ، بل لابد من تثقيف الجماهير وتعليمها ان العصر الحديث لم يعد مناسبا للحلم فقط ، ولكن يجب ان نناضل ونناضل من اجل ان نحقق الأحلام ، واذا فشلنا لابد ان نحاول من جديد ، ثم نحاول ، الطريق ليس مفروشا بالورد والياسمين ، لكنه مليء بالأشواك والعقبات ، وقوى اليسار مؤهلة كي تزيل الأشواك من الطريق الطويل
وجود نظام ديمقراطي من شانه ان ينشر الثقافة والعلم بين الجماهير الشعبية ، يستطيع الناس حينذاك ان يحققوا نوع الحياة التي حلموا بها ، وقدموا التضحيات ، وجاهدوا وتعبوا في سبيلها ، أما الآن ، فان الإنسان العامل المجتهد مهما عانى واجتهد في عمله ومهما أتقن ذلك العمل واثبت فيه المهارة والخبرة ، فانه يعيش اقل من مستوى الكفاف ، لأننا نادرا ما نحصل على اجر يتناسب مع الجهد الذي بذلناه ومع المهارة والخبرة ، التي اكتسبناها طيلة السنوات الطويلة ، ونحن نمتهن ذلك العمل ونبدع فيه ، لم تتحسن الأجور ، وما زالت البطالة تنخر في عظام أولئك المهرة الذين لم تنصفهم القوانين ، فلم يجدوا العمل الملائم ، لما يحملونه من مهارات ، وعندما يستطيع الإنسان ان يتمتع بثروات بلاده الغنية ، وتتحقق العدالة الاجتماعية ، وتنعدم الفوارق الموجودة الآن بين الناس في الحصول على العلم والثقافة والتمكن من السفر والتعرف الى أصدقاء جدد واكتساب مهارات جديدة ، العالم في تطور مستمر ، ونحن مازلنا ثابتين في مكاننا منذ عقود ، عندما نتمكن من تحقيق الرفاهية الاجتماعية والتمتع بالثروات الكبيرة التي تمنحها لنا البلاد بكرمها المعهود
الإسلاميون ناضلوا في العالم العربي ، وقدموا التضحيات ، ولهم السيطرة الآن في العراق ، وأظن ان الحالة وقتية لا تستمر طويلا ، قد يفوزون في صناديق الاقتراع ، ولكن الديمقراطية لا تعني الانتخابات فقط ، وانما تعني الإصلاحات والحقوق الذي يستطيع من جاء عن طريق الانتخابات ان يمنحها للجماهير الشعبية ، هل بامكانه ان يغير حياتهم الى الأفضل وان يمنحهم فرصا أحسن للتعليم والتطبيب والراحة والرفاهية والتمتع بالخيرات ، هل يمكنه ان يجعلهم أحرارا لايموتون وهم أحياء ولا يقضون أعمارهم سدى يشعرون أنهم لم يعيشوا وإنما أثقلت كواهلهم بالواجبات الثقيلة المتراكمة على أكتافهم ، هل يستطيع الإسلاميون ان يحققوا كل الطموحات ؟ لااظن ان ذلك باستطاعتهم ، إذن الأوان لم يفت ، وبامكان اليسار وقواه ان يقوموا بأشياء رائعة وجديرة بالإعجاب
لكل بلد خصوصيته ، فان كانت البلدان العربية تتشابه في بعض الأمور ، فأنها تختلف مع بعضها البعض في جوانب أخرى
العراق يتضمن قوميات متعددة واديان كثيرة ، وكل دين له مذاهب ، فالحديث عن الخصوصية يحمل بعض الصدق ، ولكن الحكام ليس من مصلحتهم ان يحدثوا التعديلات الإصلاحية لأنها قد تعجل برحيلهم من كراسي الحكم التي يظنونها حكرا عليهم وعلى أولادهم ، ولكن على الجميع ان يطالبوا بإحداث الإصلاحات ، لان وضعنا مؤسف كثيرا في العالم العربي ، نحن نعيش عصور الظلام والانحطاط وندعي أننا كنا افضل امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
صبيحة شبر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار
![](https://i4.ytimg.com/vi/0exMAZNPyJQ/default.jpg)
.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة
![](https://i4.ytimg.com/vi/9YJtbEhA4Lw/default.jpg)
.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_
![](https://i4.ytimg.com/vi/-GC3vC0YJlg/default.jpg)
.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم
![](https://i4.ytimg.com/vi/XX90-Mc6oUY/default.jpg)
.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات
![](https://i4.ytimg.com/vi/cvq4ojc_eQ4/default.jpg)