الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول تصفية ملف اللاجئين والقضية الفلسطينية

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 8 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأنروا " بالتخطيط لتصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين بهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها، والتخطيط لتصفية أعمال الوكالة والتزامتها نحو اللاجئين بدأت منذ عهد بعيد، ففي الثمانينات تم التخلص من قسم ولادة النساء بعيادات الوكالة، ثم تم التخلص من قرطاسية بداية العام لطلبة المدارس، وقبل تم التخلص من قسم حليب الصباح في المدارس وكذلك تم إلغاء أقسام التغذية في المخيمات. على مدار سنوات عملها دأبت الوكالة بسياسة القطرة قطرة على التخلص والتنصل من الخدمات الأساسية التي تقدمها للاجئين تعبيراً عن التزام المجتمع الدولي بمأساتهم إلى حين البت في أمر قضيتهم وعودتهم إلى بلادهم وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الذي ينص على العودة الفورية للاجئين إلى بلدانهم وقراهم ومدنهم.

اليوم تطل وكالة الغوث على اللاجئين بقرارات خطيرة تصفوية غير مسبوقة مثل قرار منحه المفوض العام يمنحه صلاحية إعطاء الموظفين إجازات طويلة بدون راتب والتلويح بعدم افتتاح العام الدراسي الجديد. كذلك صدر عن الوكالة ما هو أخطر وأسوأ من كل ذلك وهو تصنيف اللاجيء إلى لاجيء مسجل ولاجيء غير مسجل، على اعتبار إعادة تعريف اللاجئين لكي لا تشمل أبناء اللاجئين الذين ولدوا في مخيمات التشرد واللجوء، بل يقتصر تعريف اللاجيء على كبار السن الذين هجروا من أراضيهم عام 1948، وقيل ما نصه حرفياً ( صفة اللجوء لا تورث ) !!!

التساؤلات الكبرى أمام اللاجئين في هذا الوقت بالذات، هو من يمثل اللاجئين حالياً ؟! هل تمثلهم منظمة التحرير التي قبلت بالتنسيق الأمني مقابل الأموال والامتيازات أم تمثلهم حماس التي اقترح أحد أعضائها على الموظفين العمل دون رواتب ؟؟!
شاهد تصريح الرشق من اتحاد موظفي الضفة الغربية وهو محسوب على حركة حماس:

http://www.24fm.ps/ar/news/1438794067

إن العمل بدون راتب كارثة حقيقية، بل إن بقاء الطلاب في منازلهم سيشكل ضغطاً على الأهالي لكي يساندوا قضاياهم ويتنبهوا لخطورة الموقف، كل العالم لن يرضى بتوقف خدمات وكالة الغوث بهذا الشكل المأساوي والخطير !

إن تعاظم المأساة الحالية يكمن في عدم وجود كيان إداري يمثل مصالح اللاجئين، ذلك أن اتحادات الموظفين بوكالة الغوث مسيسة في الغالب وتعمل لصالح أحزابها، وفي أحسن الأحوال فهي تمثل الموظفين وليس اللاجئين بشكل عام !

وفي الحقيقة فقد اعتاد اللاجئون في المخيمات خلال سنوات وجودهم في مخيمات اللجوء على تمثل المخاتير وكبار السن لمصالحهم، ولم تكن تجرى أي انتخابات تمثيلية، وهنا مكمن الخطورة ومربط الفرس .. فالوكالة تفهم أوضاع اللاجئين جيداً وتعرف أنه لا يوجد لهم إطر تمثيلية منتخبة، وبما أن الفأس وقعت في الرأس ولا وقت لدينا لإجراء أي انتخابات، فإن المتوقع أن تسير الأمور من سيء إلى أسواً !

في حديث مع أبي الثمانيني الذي ولد في المجدل عام 1935، يتساءل بكل مرارة ( طالما أنهم سيحلون الوكالة ويتنصلون من التزامهم الأخلاقي والقانوني تجاهنا، فلماذا لا نعود إلى بلادنا ؟! التنظيمات مفلسة وفاسدة، إذ يجب الدعوة والحشد لأكبر مسيرة تاريخية على حدد فلسطين لا من أجل التظاهر بل من أجل العودة فعلياً .. لنقطع الحدود ونعود .. كم ستقتل إسرائيل ؟! ألفا أو ألفين ؟؟! لكن في النهاية سيكون العالم أمام مسؤولياته !! ).

وحيث إن الموظفين هم الفئة الأكثر وعياً وإدراكاً من غيرهم، وهم الفئة الأكثر تنظيماً، فإنني أقترح أن تكون الفعاليات باتجاهين:

أولاً: اتجاه نقابي حيث إن وكالة الغوث هي رب عمل مسؤول قانونياً وأخلاقياً عن توفير الحماية والأمن المعيشي للموظفين، وحيث إن تعديل قانون الأنروا ليسمح للمفوض العام بمنح الموظفين إجازة بدون راتب هو إجراء غير قانوني ويتعارض مع قانون الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن على اتحاد الموظفين أن يصعد من الإضرابات بهدف الضغط على الأنروا والدول المانحة معاً.

ثانياً: اتجاه سياسي، وهو أن تقوم الأطر والتنظيمات بحشد اللاجئين من أجل القيام بمسيرات كبيرة بعشرات الألوف من أجل قطع الحدود لممارسة حق العودة فعلياً، فنحن دفعنا آلاف الضحايا في حروب بلا طائل ولا هدف. مسيرات سلمية غير عنيفة حتى لو سقط الشهداء فطريق العودة معبد بالدم.

الخلاصة:

1- طالما لم تحل قضية اللاجئين وفق القرارات الدولية فإن المطلوب من العالم أجمع هو التزام تأمين الدعم لمؤسسات الأنروا بشكل دائم.
2- يجب العودة لمطالبة الأنروا بإعادة خدماتها الأساسية التي تم تقليصها من خلال سياسة القطرة قطرة، وهي إعادة فتح أقسام التوليد بالعيادات وفتح أقسام التغذية وإعادة القرطاسية للطلاب وإعادة خدمة تقديم حليب الصباح في المدارس.
3- على اللاجئين تنظيم أنفسهم وعمل مسيرات حاشدة لقطع الحدود من أجل ممارسة حق العودة الذي كفلته القرارات الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبد الله أبو شرخ سماه والدي الزحف المقدس!
أفنان القاسم ( 2015 / 8 / 8 - 19:32 )
في الستينات دعا والدي ما تدعو إليه تحت شعار الزحف المقدس، لكنه هوجم من النظام الأردني ومن الإذاعة الإسرائيلية، وبما أن المسألة معنوية قبل أن تكون سياسية لم يتحقق له ما أراد. سياسيًا اليوم التنظيمات الحاكمة ستصفي المشروع في مهده، يبقى الضغط على الأونروا بالوسائل التي اقترحت...


2 - الحقيقة المريرة
ملحد ( 2015 / 8 / 9 - 00:01 )

كتبت: ( ثانياً: اتجاه سياسي، وهو أن تقوم الأطر والتنظيمات بحشد اللاجئين من أجل القيام بمسيرات كبيرة بعشرات الألوف من أجل قطع الحدود لممارسة حق العودة فعلياً، ....)

رد: لو قام الغرب , افتراضيا , بفتح ابوابه للفلسطينيين فانه ستقوم عند ذلك مسيرات بمئات الالاف ولكن في الاتجاه المعاكس تماما!
اي من ( الوطن ) الى ( الشتات)!
قد ترد على: الاحتلال هو السبب
عندها ارد عليك: هذا صحيح الى حد صغير جدا
والا فما هو تفسيرك لمئات الالاف الهاربين الى اوروبا عبر قوارب الموت كل عام?!

ارجو ان لا تسئ فهمي
تحياتي

اخر الافلام

.. تدافع بين متظاهرين والشرطة الا?سراي?يلية بالقدس ا?مام محيط م


.. تغطية خاصة | عشرات آلاف المتظاهرين في -تل أبيب- ضد حكومة نتن




.. الانتخابات في فرنسا: -اليمين المتطرف- يتصدر الاستطلاعات وحلي


.. شاهد: غواصة روسية تغادر المياه الكوبية قبل مناورات عسكرية في




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: -الجبهة الشعبية الجديدة- تنظم