الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصريين بين التطبيل والعويل

أسامة محمد البدوي

2015 / 8 / 7
كتابات ساخرة


يعيش المصريين منذ ما يزيد عن عام حالة من التطرف الفكري بل يمكن اعتبارها حالة من الهوس اللافكري!! ففي كل الأوقات وفي كل المناسبات تجد من يهلل و "يطبل" لأي تصريح رسمي، أو مشروع، أو إعلان بدايةً من جهاز القوات المسلحة لعلاج مرضى الإيدز وفيروس سي والذي صنفه البعض ضمن الاختراعات التي ستغير وجه البشرية في حين اعتبره البعض مجرد شو إعلامي وأصبح معروف جماهيرياً باسم "جهاز الكفتة".

وفي كل المناسبات تجد فريق "التطبيل" المتواصل وفي نفس الوقت هناك فريق "العويل" المتواصل. وقد كان القدر أيضاً يسمح بتعميق الفرق بين هذين الفريقين وإصقال مهاراتهم فتعددت المناسبات التي سمحت لفريق التطبيل أن يزيدوا من تطبيلهم، وفي نفس الوقت تعطي الفرصة للفريق المعارض أن يزيد من العويل.

وقد وصلت هذه المفارقة أقصاها فيما يتعلق بمشروع تطوير قناة السويس الجديدة. فصحيح إن الجهات الرسمية اختارت اسماً للمشروع "قناة السويس الجديدة" ولكن الحقيقة أن المشروع لايعدو كونه تطويراً للقناة الأصلية. وبالرغم من أن المشروع في حد ذاته وتنفيذه في هذه المدة القصيرة وافتتاحه بهذا الزخم الإعلامي ولفت إنتباه العالم ووسائل الإعلام العالمية لايمكن إنكار أنه إنجاز. إلا أنه إنجاز لا يرقى لتسميته القناة الجديدة أو اعتباره إنجاز لم سيبق له مثيل أو يرقى لأن يكون أحد عجائب الدنيا (بنص تعبير أحد مديري كراكات هيئة قناة السويس) أو معادل لبناء السد العالي كما اعتبره بعض أعضاء فريق "التطبيل". وفي نفس الوقت، فإن فريق "العويل" تعامل مع المشروع بمنتهى السلبية وأسموه أحياناً "الترعة"، معتمدين في ذلك على المبالغات التي ساقها الفريق الأول. والواقع أن حقيقة المشروع إذا تم التعامل معه بحيادية يصبح إنجاز حقيقي. ولكن الحقيقة مقارنة بالمبالغات تجعل من المشروع مجرد "ترعة".

وبين أصوات فريق "التطبيل" وفريق "العويل" تضيع الأصوات الموضوعية لأن أي رأي مخالف يتم تصنيفه ضمن أحد الفريقين. فإذا أنت ألمحت من قريب أو بعيد للإنجاز أو لمزايا المشروع فأنت ضمن "المطبلاتية"، وأما إذا قمت بتقييم المشروع بشكل موضوعي وأشرت إلى أي من سلبياته أنت "مش عاجبك العجب" وغالباً ما يمكن تصنيفك "كخائن وعميل".

والواقع أن معظم المصريين لا يعنيهم الجدل الدائر بين فريق "التطبيل" وفريق "العويل" فهي كلها جدليات وسجالات كلامية لا تؤثر على الواقع الذي يعيشه المواطن الذي يعاني من مشاكل حياتية تشغله عن رفاهية "التطبيل" ولا يجد عنده وقت ولا جهد ليهدره في "العويل".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05