الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تاريخ ؛ لينين القائد العبقري

بلنك ميتاني

2015 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بزغت عبقرية لينين التكتيكية رغم قرار حكومة كارينسكي التخلص منه على وجه السرعة، وهو ما دفعه للاستعداد للسفر للمنفى مرة أخرى، ولكن الأقدار كانت كريمة معه، فسرعان ما اعتبر كارينسكي أن «المناشفة» والملكيين أشد خطورة عليه من البلاشفة، فرأى التحالف مع البلاشفة لمواجهة من هو أقوى منهم، وهذه كانت الخطيئة الكبرى لكارينسكي، فهكذا أمد القدر وسوء تقدير كارينسكي العمر السياسي للينين، وهي الفرصة التي لم يكن الرجل ليفوتها، فقرر التحرك قبيل استحقاق الانتخابات البرلمانية ضد كارينسكي وحكومته، فكانت المعركة الفيصل تدور حول مستقبل السوفياتات في العاصمة، حيث فاز لينين بهذه المعركة بفضل نجاحه في زرع رجاله وعملائه من البلاشفة ودفع تغلغلهم في سوفياتات «سان بطرسبورغ» إدراكا منه أن من سيسيطر على العاصمة ستكون له الغلبة الأولى، وكانت خطوته التالية هي العمل على ضرب حكومة كارينسكي علنا حتى لا تعقد الانتخابات التي لن يفوز فيها «البلاشفة» ولو حتى في الخيال السياسي.

بكلمات «خليب.. خليب.. ما جلودني» صار للبلاشفة شعار يدوي في كل مكان، إنها الكلمات القادرة على كسر شرعية أي حكومة «الخبز.. الخبز.. أنا جائع»، فمن هو السياسي أو الحكومة التي تستطيع أن تقف أمام هذا الشعار؟ فهكذا بدأت بوصلة الغضب الشعبي تتجه نحو كارينسكي بتحريك الأيدي البلشفية، وسرعان ما خرج الشعار التالي بعد كسر شرعية كارينسكي يدوي بكلمات «كل السلطة للسوفياتات» ليزيل أي مصدر منافس للشرعية، وهو شعار مدمر لأي حكومة مركزية تنقل بمقتضاه السلطة من المركز إلى الأطراف، ومن القيادة الطبيعية إلى قيادة مفتعلة ومشكلة لأهداف مؤقتة، ومع مرور الوقت بدأت الحكومة الانتقالية تعاني بقوة ليس من قوة البلاشفة، ولكن من غضب الشعب الذي يحركه البلاشفة، خاصة بعد إعلان تنظيم اللجنة العسكرية الثورية، فأصبح الأمر صراعا بين المركزية (الحكومة والجيش) أو الأطراف (القوى الثورية والتنظيمات العسكرية المصاحبة لها)، وقد لجأ لينين من خلال رجاله الأوفياء من أمثال تروتسكي وستالين ومولوتوف وغيرهم للسيطرة التكتيكية، فكان قرار لينين المغامر الشجاع بالانقضاض على السلطة من خلال السيطرة على مفاتيح الحكم في العاصمة من خلال رجاله وبعض عناصر السوفياتات، تبعه إلقاء البيان الأول في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الذي تضمن كل جمله الثورية والأكاذيب الخاصة بالحكومة الانتقالية، وأنه حقيقة الأمر أن لينين حسم الأمر بجسارته الثورية، فعلى حين كانت الحكومة المركزية تتحرك ببطء وارتباك وتكاد تفقد السيطرة على تعبئة قواتها المسلحة بسبب المناقشات السفسطائية لساسة وبرلمانيين ضعاف غير مدركين خطورة الأمر، فإن لينين أحكم السيطرة على المنشآت الحيوية في البلاد، فأصيبت الحكومة بحالة شلل سياسي في الوقت الذي كان يمكن لها أن تنهي هذا التمرد بسهولة، مؤثرة الاستقالة في الساعة الثانية ظهرا تاركة مقاليد أمور الدولة في أيدي لينين ورجاله بلا أي مقاومة أولية، ولكن الثورة الناجحة تأتي على جثمان حكومة فاشلة أو عاجزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية