الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يدرك العراقي

إبراهيم ناصيف

2015 / 8 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في عام 1958 وبمناسبة افتتاح وتدشين مستشفى للمجانين خاطب عبد الكريم قاسم رئيس دولة العراق آنذاك "إن هذا المستشفى لي٬-;- ولكم٬-;- وللأمة العربية جمعاء".
وقد انتهى عبد الكريم قاسم ممزقا بالرصاص٬-;- في ثورة اكثر دموية من ثورته.

تمتلئ الشاشات والصحف وتزدحم وتتسابق في الحديث عن الحراك الذي يعم الشارع العراقي
مظاهرات العراق مؤشر يدعو للتفاؤل..
مظاهرات العراق مؤشر وعي صحي وصحوة عقل ترقى فوق كل التحزبات الطائفية والسياسية النتنة
وكما هي العادة فإن طريقة تلقي والتعامل عند الفسدة والمفسدين العرب هي واحدة متشابة لا اختلاط فيها أو عليها , فالشجب والتحجيم والتصغير هي أول مايلجأ له أي قيادي فاسد سواء في الصف القيادي الأول أو التشعبات

أكاد أجزم أنه لم يتبق وجه عراقي لم تمتد إليه يد الحروب وتلطخه حزناً على الأقل
ويلات المطاحنات السياسية هي الأخرى لم تكن أقل قسوة أو أو أكثر رحمة
فالذين نصبتهم الدبابة الأمريكية والذين نصبتهم العمامة الإيرانية جميعهم اتفقوا على السطو على عواطف العراقيين ولحومهم أيضاً
عاد الحراك العراقي مضيئاً بالأمل ليس للعراقين فقط , إنما للأمة

ولماذا للأمة !؟
للحراك العراقي خاصية استثنائية ومرد ذلك أن العراق استثنائي بموقعة الجغرافي وتوزع الديموغرافية فيه وايضاً لما يحمله العراق من رمزية التنوع المحفوف في المخاطر خصوصاً بعد تمدد الأخطبوط الإيراني في المنطقة
حين يدرك العراقي أن الخطاب الإيراني "وكركوزاته " لن يجلبوا سوى خراب العراق وتخلفه فإنه يستعيد البوصلة
حين يدرك العراقي أن محاولات الجهلة استغلال الخطاب الديني العاطفي البحت لايعدو عن ضحك في العقول فإنه يعيد الأمل ليس للعراقيين فقط بل لأمة طالما عانت من إقحام الخطاب الديني في السياسة لاستدرار عواطف وأصوات المنتخبين
للعراقين وحدهم القدرة اليوم على استعادة وانتشال المنطقة من هذا الخراب المهول
للعراقيين وحدهم القدرة على استعادة مركزية الخطاب الشيعي للعراق واستعادةالراية الشيعية بماهيتها العربية قبل أن يختطفها الفرس ويحولوها لمطرقة تهشم وجه التعايش العربي
حين يدرك العراقي إبن محافظة البصرة أن الحكومة التي قد تتجرأ في ظلم إبن محافظة الأنبار ستتجرأ على ظلمه

ومَن لايحب العراقيين ؟! ولطالما كان العراقي مضرب مثل النخوة والشهامة والفكر والأدب والعلم
ومن لايحب العراقيين؟! بلد العلماء والشعراء واللغويين
العراق أبو الحضارات والعلماء كيف تلتهمه العمائم اليوم بلونيها الأبيض والأسود اللتيان لم تجلبا سوى السواد
صحوة العراق مبعث أمل وتحديد معايير لكل من يحاول السطو على مقدرات الشعوب وحقوقها عن طريق خطابات رخيصة وبأدنى مستويات الكفاءة لإدارة دول عريقة وعظيمة كالعراق
ادعموا العراقيين .. ادعموا صوت العقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش