الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنجار.. بين ذكرى التسليم وحلم الأقليم .

حمزه الجناحي

2015 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


طبعا الكثير من المراقبين يرون في شخصية السيد البرزاني شخصية مثيرة للجدل وشخصية تحاول قدر الامكان ان تجد وتحتوي كل ما يعتقد أنه يقوي الاقليم ويضعف المركز يعمل لأجله وبقوة الأستماته وطبعا هذه الرؤية ليست قاصرة او غير دقيقة لكن الدقة المتناهية لمثل هذه الرؤية ان الرجل سياسي منذ ولد في دولة مهاباد الايرانية في العام 1946 وتربى في كنف السياسة ويعرف من اين تؤكل الكتف وفعلا أكل الكتف وبهدوء وبأستساغة متناهية وبذوق رفيع ولكن بلا شبع ..
قاطع الرجل بغداد ولم يزرها منذ فترة ليست بالقصيرة منذ خلافاته مع السيد المالكي وأبتعد كليا عنها ومرة في احد تصريحاته سمعته يقول ان زيارته الى بغداد التي تربى ونشأ فيها بعد دعوة الزعيم قاسم لعائلة السيد مصطفى البرزاني بعد نجاح ثورته من الاتحاد السوفيتي السابق زيارته مرهونة بوجود المالكي ولما ذهب المالكي لم يزر الرجل بغداد حتى يخال الى اي عراقي عندما تسأله عن سبب عزوف زيارة السيد البرزاني الى بغداد يقول لك أنه يكرهها ككرهه لدم اسنانه وهو لا يطيق سمع اسم بغداد والعراق ولا يتمنى ان يرى ويسمع بوجود العراق قاطبة ..
اعتقد ان الرجل وصل الى مراحل متقدمة من نشوة الانتصار على الراعي الكبير في بغداد وأصبح ينظر الى سياسيها بأنهم مجرد اقزام وأن العراق او بغداد او البصرة هي مجرد اوراق خضراء من فئة المئة -$- تمول وتمد الاقليم بها من النفط ويوميا يشد الرجل بضالته ويعلن أنه سينفصل عن العراق ويبني دولته الكردستانية ولا يهم من يعترض او من لا يعترض في بغداد لأنه لا يحمل لهم من شأن يذكر ,,ولو ان الساسة في بغداد خبروا اللعبة وعرفوا ان هذا الشد والتهديد في الانفصال مجرد كلام لا يستطيع السيد برزاني تنفيذه ولا يمكن تنفيذه وهو مجرد نبرة صوتية خشنة من أجل الضغط على قيادات بغداد الضعيفة التي لا يهمها ما يجري حتى لو تفتت العراق الى الف قطعة ن اغلب هؤلاء لا يحملون الوطنية الخالصة للعراق بقدر تلمسهم لجوازاتهم وجنسياتهم الصادرة من دول اخرى وحنينهم وشوقهم لها ولا يعنيهم ما يقوله السيد البرزاني وايضا عرفوا ن موافقتهم او ممانعتهم لا تغير من قول السيد مسعود بشيء لأن الامر ليس بيد بغداد ولا بيد مسعود ايضا والامر برمته بيد الدول الاقليمية والدول الكبيرة اللاعبة في المنطقة لذالك ترك الرجل بهواه وبحلمه الذي بات اليوم بعد الاحداث الاخيرة في تركيا وقوة ايران النووية يبتعد رويدا رويد وان تلك الزيارات المكوكية بين الاقليم وتركيا وأمريكا مجرد لفائدة تركيا وأمريكا وفعلا بات الرجل وكما هو واضح في حيرة مما ينتظر ويتوقع فتركيا اليوم تقصف الاقليم بحجة وجود pkk وابناء الاقليم يتعرضون للموت وأمريكا تريد أن تبني قواعدها في الاقليم القريبة من طهران وهكذا نرى السيد البرزاني القوي في العراق والضعيف خارجه قدم كل شيء للخارج وأخذ كل شيء من العراق لتقوية الاقليم ,, حتى احيانا ارى ن البعض من السياسيين لم يهتم كثيرا لتصريحات السيد مسعود ولا يعلقون عليها او يردون عليها بعصبية كما كان الوضع قبل عامان او ثلاث لأنهم اصبحوا على يقين أن الرجل بات يغرد في سرب خاص به وليس بسرب الدولة العراقية ومن كل هذا وذاك بدأ الرجل يقضم الارض العراقية وبسهولة وبدون اي أعتراض ولا حتى اي تذمر من بغداد فبالأمس الغى الرجل الفقرة 140 من طرف واحد ولم يسمع له معارضا وادخل كركوك ونفطها من ضمن الاقليم ولم يسمع رد وضم الكثير من الاراضي الى لاقليم ولم ينبري له أحد بالاعتراض واخر تلك التصريحات دعوته لجعل قضاء سنجار تابع للأقليم وسيحوله بعد ان يقتطعه من الموصل الى محافظة من ضمن محافظات الاقليم وهو يبكي على سنجار بدمع من دم ولا يعرف الرجل ان العراقيين يعرفون قصة سقوط سنجار المخزية والحزينة وهي التي كانت مسيطر عليها من قبل قوات البيش مركة وأنسحاب البيش مركة بأمر ديواني رئاسي من قادة الاقليم لتسمح لقوات داعش بالسيطرة عليها والهيمنة على مقدراتها ونسائها والقول هذا ليس من عندي بل من قصص تحكى من الايزيديين النازحين في وسط وجنوب العراق وهم يروون كيف تركهم البيش مركة وسلمهم الى داعش وبدم بارد وحتى الهاربين من جور داعش الى الاقليم منعوا من الدخول للاقليم ليصيدهم الداعشيون وقوات البيش مركة تنظر لهم ويحيون بهم ولا يوجد بينهم سوى عدة أمتار بين القوتين وكل يسمع وينادي على الاخر ..
طبعا السيد مسعود البرزاني رجل ذكي جدا وخسارة للأقليم في حال تغييرة وعدم تنصيبه لفترة ثالثة لأن القادم لا يمكن ان يكون بمثل طموحات الرجل ابدا وما جبل عليه وتربى عليه كان هو الهدف الاسمى لكن الغريب في كل هذا الموضوع أن السيد مسعود لم يحسب كثيرا للمستقبل بدقة والاختلافات المتوقعة في الداخل الكردي اولا ولم يأخذ بنظر الاعتبار نظرة استراتيجية أن كل هذا الذي الذي يجري اليوم لا يمكن ان يكون حتى لو ملأ كركوك وسنجار والمناطق الاخرى بقوات البيش مركة لأن الامر ليس بيد السيد مسعود ولا بيد الحكومة العراقية فهناك مجلس الامن ومحاكم دولية وقوات عراقية قادمة اساسها مختلف قبل عام من الان قوات تعمل على الارض بقوة غير مسبوقة ربما يكون لها كلمة في المستقبل بعد الانتهاء من داعش ولعل الافضل على السيد مسعود برزاني التريث بعض الشيء من التسريع بتنفيذ كل طموحاته دفعة واحدة خوفا من ردود فعل غير متوقعة وليس بحساباته .

حمزه—الجناحي
العراق –بابل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت