الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدنٌ يبتلعها الظلامُ ..

عاطف الدرابسة

2015 / 8 / 8
الادب والفن


قلتُ لي :

كأنّك مدينةٌ بلا أحياء ...
شوارعُها مزدحمةٌ بالأموات ...
ومُضاءَةٌ بالجماجمِ والأضلاع ...
لا يطرقُ ليلَها شُعاعُ قمر ...
ولا يزورُها الفجرُ إلّا مرّةً كلَّ عام ...
ليطمئنَ على الأموات ؛ هل ما زالوا أمواتا ؟
كأنّك ينابيعُ عطشى ...
ظمأى إلى الماء ... وهي مهدُ الماء ...
وكأنّك سلالمُ بلا أطراف غيرُ صالحةٍ إلّا للصُّعودِ نحوَ الأسفل ....
لمَ تُعاندُ رياحَ الهزائمِ ؟
أما تعبتَ من أعاصير الظّلام ؟
وعقلكَ هل ما زالَ ضائعاً في متاهةِ الأفكار ؟
كم قلتُ لكَ : إنَّ هذا الوطن لم يعُد صالحاً أن يكونَ حِمى ؟
ماذا تبقّى من قُواك حتّى تعصرَ اللفظ لتمُصَّ الحشراتُ رحيقَ المعنى ؟
لا أعرفُ هل المعاني تولدُ في بلادي ميّته أم هل المعاني أصبحت منفيّة ؟
لا تُحاول أن تستعيدَ اللحظة ؛ فاللحظاتُ المسروقةُ لا تعودُ أبداً ...
اطوِ أشرعة السُّفُن ؛ فبحارُكَ بلا مرفأ ...
وعبيرُكَ بلا عطرٍ ...
وليلُكَ بلا فجرٍ ...
وطلُّكَ لا يُحيي الأشجار بعدَ موتها ؛ فالأشجارُ حينَ تموتْ تصبحُ حطباً ...
لا تُحاول أن تعصُرَ الغَيم ؛ فالعقولُ تحجّرت وأصابها اليباس ...
متن : هكذا هي المُدن التي يبتلِعُها الظّلام .

د.عاطف الدرابسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه الفنان دريد لحام ضيف صباح العربية


.. اللوحة الأخيرة لأشهر فنانة برازيلية تظهر فجأة .. والتحقيق سي




.. إلغاء حفل -هولوغرام- للفنانة الراحلة ذكرى في تونس.. ما السبب


.. موجة من ردود الفعل على رسالة حكومية مُسربة تؤيد ترشيح وزير ا




.. محمد الأخرس: الرواية التي قدمتها المقاومة الفلسطينية حول عمل