الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يَعُد بإمكان ( دولة المحاصصة ) في العراق تبرير بقائها

محمود حمد

2015 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية




لم يَعُد بإمكان ( دولة المحاصصة ) في العراق تبرير بقائها !
محمود حمد
إن الحتمية التأريخية لزوال اية سلطة تتجلى في :
• عجز تلك السلطة عن تبرير بقائها نتيجة إخفاقها في أداء دورها في تأمين سيادة الوطن وحماية حياة المواطن.
• فشلها في إيجاد الذرائع لإطالةعمرها تحت وطأة أزماتها الداخلية وتخبطها بتداعيات الازمات الخارجية المرتدة اليها.
• إنفضاح شعاراتها التضليلية بفعل إنقضاء زمن وعودها.
• إهتراء خرافاتها التجهيلية بعد تنامي الوعي الوطني المدني .
• إنكسار دعواتها الطائفية والعرقية إثر إتساع وإطالة إفرازاتها الدموية .
• إنكفاء أصواتها الإستعلائية الإستفزازية الصلفة بفعل تعالي صوت الحشود الواضح الموحد الصادر عن كل الطبقات والفئات الواعية رغم حرمانها بسبب مفاسد السلطة .
• إنفضاض الرُعاة والحُماة الإقليميين والدوليين من حولها إثر تسرب المياة الى داخل سفينتها المنخورة !
• تقافز الانتهازيين من تلك السفينة بحثاً عن ( جبل شعبي ) يعصمهم من الغرق ..حيث راحوا يتهافتون على التزلف للساحات الغاضبة!
• تخلي ( الزعامات الدينية ) في العلن ..وهي التي يلتاذون بظلها ويسرقون باسمها ويضللون بسطاء الناس بدوعوى الوقوف خلفها!
وهذا مايتجلى اليوم في العراق..
ويبقى السؤال الأهم ..
هل يكفي عجز السلطة عن تبرير وجودها سبباً لإختفائها؟
كلا قطعاً..بل ان زوالها يحتاج الى إستكمال الظروف الذاتية لـ( التغيير)، وليس (الاصلاح) ..( الاصلاح) هذه المفردة المجوفة الخادعة ، التي لم يبقَ نظام فاسد او مستبد في التاريخ والجغرافيا ..إلاّ ان رفعها عندما تضيِّق الجماهير عليه الخناق!..
ونحن اليوم ..رغم واقعية اصحاب الرأي القائل بـ ( تدرجية المعالجات وتراكميتها الأرتقائية)..الا ان ذلك لايتعارض مع الرؤية الموضوعية للوضع في العراق كونه (أزمة عميقة وموضوعية لنظام حكم ـ طائفي عرقي ـ يتناقض مع خصائص الشعب وإحتياجاته ، وأثبت عجزة عن حماية الانسان والارض) ، وهذه هي القضية ..وليست ( مجموعة خدمات تلكأ الحكم في تلبيتها!) ، لأن في ذلك تبسيط لطبيعة الازمة وتجويف لجوهرها ، وفي نفس الوقت تكبيل للإرادة الشعبية المندفعة لإحداث تغيير يعالج جذور الازمة وليس ترقيع إفرازاتها فحسب..لأن تلك ( الافرازات الفاسدة ) لايمكن معالجتها بذات العقول المتخلفة والايدي السَلاّبة التي صنعتها!
نحن جميعا ندرك..ان دولة المحاصصة التي جاءت من رحم الاحتلال بأجنة طائفية وعرقية فاسدة نفثت سمومها في نصوص الدستور ، وإمتدت مطامعها لاقتسام ثروات الشعب كغنائم لها كعصابة لصوص استحوذت على كنز، وغرست قطعان المنتفعين اللاوطنيين في كل مفاصل الدولة لنهشها، وسعت لمحو مفاهيم ( الوطن) و(المواطنة) من ذاكرة العراقيين ، وبثت في العقول والنفوس مفاهيم الكراهية الانكفائية الطائفية والعرقية وممارساتها الإقصائية الدموية ، وشرعنت نهب المال العام باسم الدين والعرق..هذه السلطة لايمكن إصلاحها من خلال شخوصها ومؤسساتها الموبوءة بالفساد والإستئثار بالمنافع والكراهية ..!
بل ينبغي:
ان نتوحد جميعا كجماهير مدنية خلف اهداف وطنية محددة وموحدة غير قابلة للتأويل ( كما تتبلور اليوم في اكثر من محافظة) .. تبدأ بـ:
• إصدار لائحة بأسماء المفسدين ومفاسدهم من رموز قمة سلطة المحاصصة في المركز والاقليم والمحافظات نزولا الى شللهم في جسد الدولة.. ونشرها في وسائل الاعلام ، وتكليف رجال القانون والقضاء الوطنيين لتقديمهم للقضاء ليحاكمهم بمحاكم شفافة وعلنية عادلة لا اغتصاب لحقوق أحد فيها ، او تسقيط سياسي لاحد إلاّ من خلال الوثائق والبينات.
• تطبيق الدعوة الى ( من أين لك هذا ) على جميع أعضاء سلطة الحكم ومجالس الوزراء والجمعية الوطنية ومجالس النواب والمجالس المحلية المتعاقبة والاحزاب والحركات الحاكمة منذ 2003 الى يومنا هذا ، ومن خلال الوثائق التي تجمعها عنهم منظمات المجتمع المدني ورجال القانون الوطنيين..وتسلم للقضاء على ان تنشر تلك الوثائق في وسائل الاعلام.
• عدم إغفال طبيعة وخطورة الصراع مع الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا ، والذي يستبيح ثلث اراض الوطن ، ويشرد مايقرب من ربع شعب العراق..كي لانقع في ( فوضى رامسفيلد الخلاقة!!! ) وتملأ الفراغ السياسي قوى الارهاب الديني الاكثر دموية وظلامية..ولنا في تجارب ليبيا وسوريا عبرة تستلزم الوعي المنضبط!
• نقترح عقد لقاء مع رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي قبل يوم الجمعة المقبلة 14/ 8/2015 وتسليمه مطالب الجماهير المحددة بهدف مركزي ( حل حكومة المحاصصة الطائفية والعرقية) وتشكيل ( حكومة كفاءات وطنية تتولى الملفات الرئيسية الخاصة بمكافحة الارهاب والفساد وتلبية الخدمات ) كمدخل لحل جميع الازمات..لأن ذلك سيضع حداً بين ( الأمل ) بالتغيير من داخل بنية النظام او طرح ( البديل ) الوطني المدني من خارج دائرة السلطة..
وإن عجز عن ذلك ..فتصعيد بالمطالب الى ( حل مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة باشراف دولي ووفق قانون ديمقراطي للانتخابات ) ..
خاصة وان السيد العبادي لم يعد لديه من عذر للتردد اومبرر للتسويف بعد ان منحته القوى التي يرتكن اليها الدعم ( وأعني المرجعية الدينية ).. كما فوضته الجماهير ـ عفوياً ـ إنْ هو اخلص لمطالبها الوطنية..
علماً ان مثل هذه الخطوة تحتاج الى قائد يتمتع بالشجاعة الوطنية والتطهر من النوازع الطائفية او العرقية..والايام المقبلة كفيلة باتضاح المواقف!!
• وللحديث صلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية