الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب : الدعوة للغياب عن الإنتخابات هي الرجعية في الحقيقة

التهامي صفاح

2015 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إلى حضراتكم الأسباب
رصد المغربية التابعة لشبكة الإخوان المخربين المعروفة بتدليسها و فبركتها للفيديوهات و تركيب مقاطع بعد سلخها من سياقها (أنظر رابط الفيديو من تركيا الذي ألصقوه لصقا للدار البيضاء بالمغرب من خلال العنوان الكاذب و استخفوا بكل الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية) وصاحبة فيديو "قاطع الإنتخابات" هذه الأيام (الرابط أسفل المقال) ذيلت فبركاتها و بعض الحق الذي يراد به باطل كما يقولون بنشيد يقول:
قاطع قاطع قاطع قاطع
قم و قاطع قم ومانع
و إحفظ الوطن الحبيب
صوتك العالي يدوي في إباء و شموخ
قد مضى زمن العبيد
قاطع قاطع
"قاطع ليكون صوتك عاليا" ..كيف سيقاطع مواطن ما إنتخابات بلده دون إبداء رأيه ثم يكون "صوته عاليا" كما يقول النشيد الأهبل ؟
لأن مقاطعة الإنتخابات تعني عدم الذهاب لمراكز الاقتراع لاختيار المرشحين أو حتى لترك ظرف الانتخاب فارغا و تسجيل الحضور الشخصي أو للاحتجاج مثلا..هذا التناقض هو نوع من استغلال جهل المواطنين والاستهزاء بهم .
الانتخابات تخسر من أجلها أموال طائلة من الخزينة العامة للمال العام و بالتالي هي أموال الشعب و يسهر على إنجازها أجهزة كثيرة و متنوعة و مواطنين مدنيين وعسكريين كلهم من الشعب .هل يأتي المغرب بموظفين من الباكستان ليسهروا على الإنتخابات ؟
سآخذ مثالا من إفريقيا و اختياري لهذا المثال من افريقيا و ليس من آسيا او امريكا االلاتينية هو للبرهنة على ان الامراض السياسية التي تصيب دول افريقيا واحدة و متجانسة و يمكن التعلم من دروسها .
في ساحل العاج لم يكن ممكنا تولي حسن وتارا زعيم االمعارضة لسدة الحكم مكان الرئيس غباغبو الذي إمتنع عن الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات لو لم يشارك حزب حسن وتارا في الانتخابات أو لو لم يكن يقظا و متواجدا بحضوره و حضور حزبه اليومي في شأن بلده رغم كل ما يمكن ان يقال حول درجة وطنية الرجلين وعلاقتهما بفرنسا .
و لذلك فالدعوة التي توجهها رصد المختبئة المجهولة هذه لا تقدم اي بديل للمواطن و لا تكشف عن هويتها سوى بدعوته للغياب عن احداث تهمه و تهم بلده .لأن السياسة إذا لم تهتم بها فهي حتما تهتم بك .
ومعلوم أن أشيع شيء مؤدي لعدم تمتع المواطنين بحقوقهم هي الجهل بها و بكيفية استرجاعها .
و الدعوة لمقاطعة الانتخابات والغياب عنها هي دعوة لترك الحبل على الغارب كما يقولون .
و يمكن فهم عبارة "و احفظ الوطن الحبيب" الواردة في النشيد في هذا المنحى أي "إحفظ الوطن الحبيب بغيابك عن الإهتمام بهذه الانتخابات " وكأنها دعوة للتخلي عن الحقوق أو إعطاء الفرصة للغرباء أمثال القاعدة و داعش لكي يعبروا عن أحلامهم المريضة و الإشارة للبلد بالسوء . و هي أيضا إعطاء فرصة هانئة للفاسدين كي يعبثوا بمصير الشعب و البلد.و إلا فماهو بديل الغياب ؟
إن تدبير شؤون الناس لا ينتظر أحدا .إذن السياسة لا تنتظر القاعدين في البيوت الغائبين عن المشاركة في الحياة السياسية . لذلك قلنا أنها دعوة رجعية ..
فأول شيء يواجه المواطن عند تقريره المشاركة والحضور الفعلي في الإنتخابات هو السؤال لمعرفة المرشحين و بالتالي بداية معرفة الاحزاب التي ينتمي لها هؤلاء .و من تم يبدأ عنده تحصيل بعض الثقافة السياسية و القانونية و تحيين معطياته حول الوضع السياسي الراهن في البلد نظرا للتغيرات الحاصلة في السياسة والاحزاب السياسية خصوصا و أن الإنتخابات هذه المرة بلدية و قروية و ليست برلمانية أي قريبة جدا من المواطنين و همومهم اليومية المباشرة و الحيوية .فالمرشحون الذين سفوزون بهذه الانتخابات هم من سيشكلون مجالس بلديات المدن ومجالس القرى المغربية .و بالتالي سيدبرون شؤون الجماعات المحلية البلدية و القروية لكل مساحة المغرب ..و كم هي مهمة و ممتدة .
وهنا يحق السؤال عن التأطير السياسي للمواطنين .
ألا يعلم أغلبية المواطنين حتى لوكانوا غير متمدرسين ، من خلال تعاطيهم اليومي مع مختلف الانشطة ، أن الحياة أصبحت مكلفة من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات و فواتير الماء والكهرباء وغير ذلك و الزيادة في الضرائب و و و و الخ ؟
إذن فهم لا يجهلون تكاليف الحياة .و عليه فهذه الاخيرة كافية لجعلهم ينخرطون في أي نشاط سياسي أو نقابي للدفاع عن حقوقهم اذا وعوا بها ووجدوا الاطر السياسية على ارض الواقع التي يمكن ان يعتمدوا عليها و المؤطرين الذين يمكن أن يؤطروهم التأطير المناسب ...
أما بخصوص العبودية فليس كما يقول النشيد كاذبا "قد مضى زمن العبيد" يمكن فهم أن العبودية إنتهت .لا تزال العبودية في أغلب دول افريقيا .و القضاء عليها لا يتم من خلال الدعوة للغياب عن الساحة السياسية بل بالحضور و التضحيات الجسام والفعل اليومي السلمي على ارض الواقع لاسماع صوت الحرية والحق والمساواة الذي يقنع الخصوم قبل الموالين بضرورة التغيير ولا يقصيهم أو يلغيهم .فكم من البلدان كان يعتبرفيها الناس بالفعل عبيدا كجنوب افريقيا وامريكا نفسها و أصبح هذا الداء جزءا من الماضي هناك.
لذلك فليست المقاطعة و الغياب هما الحل و إنما المشاركة في الإنتخابات و تسجيل الحضور و التواجد كيفما كانت الآراء لإحراج المتذرعين بغياب الشعب . المشاركة و الحضور في الحياة السياسية هي الكفيلة بحصول التغيير داخل الأمن والإستقرار و ليس داخل الفوضى و تشتيت البلد لتقديمه لقمة سائغة للتماسيح الارهابية المتربصة في جنبات الطريق .فهي فرصة للتأكيد على الحقوق المشروعة في الحرية والعيش الكريم وكشف التزوير إن حصل و المزورين و المرتشين و المفسدين وغير ذلك .

فتحية للابطال الذين سيفوتون الفرصة على الغربان المتشحة بالسواد .

رابط فيديو رصد المغربية الذي يحتوي على نشيد قاطع :
https://www.facebook.com/Rassdmaroc/videos/981217048556923

رابط الفيديو الفضيحة الذي بتثه رصد المغربية و الذي هو من تركيا و ألصقوه للدار البيضاء وعنونوه بغياب الامن .
https://www.youtube.com/watch?v=vt-C6R9Ro5g








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع يستحق المناقشة
ميس اومازيغ ( 2015 / 8 / 9 - 17:17 )
عزيزي رايك(عدم المقاطعة)لا يقول به سوى الممارس للسياسة وهذا ليس له من وجود خارج الأحزاب المعترف بها على الساحة الوطنية فهل يوجد حقا حزبا يمكن الركون اليه لتحقيق مطال الشعب المغربي؟اعتقد ان الجواب يكمن في برامج كل الأحزاب والتي تشنف اسماعنا بمضامينها وهي كما تعلم لا تختلف من حزب لأخر حتى ان الحاج الشيوعي تحالف مع الأخواني اللاوطني في الحكومة كما ان محند العنصر اخبرنا اخيرا ان حزبه وحزب هؤلاء الأخوان قد فازا بكثير من المقاعد(الا تتذكر مستملحة رجل القواة المساعدة الذي اجاب عن سؤال عن اجره بالقول انه والقائد يتقاضيا10000 درهم؟الا ترى ان تصريح العنصر هو اعلان صريح عن استعداد حزبه للتحالف ثانية مع المذكورين؟ثم وهذا هو الأهم ماذا ستقول عن ضرب الأحزاب الفائزة ببرامجها عرض الحائط بمجرد الأستماع الى برنامج الملك في اول جمعة لأفتتاح البرلمان؟ اليس هذا نصبا على المواطنيين ؟انها انتخابات لأختيار موظفي حكومة الظل والذين يحسنون الى جانب التهريج مراقبة كل صاحب راي مخالف بامكانه تهديد مصالح القصر وخدامه والمصيبة انها انتخابات تصرف عليها ثروة الشعب وتتم تزكية صاحب الشكارة لضرورة حماية مصالحه
...يتبع


2 - تابع
ميس اومازيغ ( 2015 / 8 / 9 - 17:31 )
الا ترى كيف ان رئيس الحكومة لا يكف عن الزعم بان حكومته هي التي حققت استقرار المغرب؟فما كانت نسبة حزب الرجل في الأنتخابات السابقة؟انها لا تساوي عدد حضور مهرجان موازين اليس كذلك؟ اليس اذا كلام مهرجيين؟ الم تلاحظ ما كانه وقع المقاطعة للأنتخابات السابقة؟ الم تلاحظ كيف اغرقت حكومة الأخوان وممارسي الدعارة السياسية من الحلفاء بلدنا في الديون الخارجية؟ الم يخطر ببالك انك قد تموت وانت مدين لهذا الخارج؟لذا اعتقد ان مقاطعة الأنتخابات القادمة سوف تعجل بتحقيق مطلب الدستور الديموقراطي وتفعيل النص القانوني على الوزير والغفير ونكون بذلك قد قمنا بثورة هادئة سلمية .ان المغرب قد تغير ومعظم نخبتنا ما تزال تعيش خارج الزمن

اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه