الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقاعة ساحة التحرير أم فقاعة سعدي يوسف

رحمن خضير عباس

2015 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الشاعر سعدي يوسف ،على صفحنه في الفيس بك ،عن مظاهرات الجمعة ووصفها بالفقاعة . ولم يكتف بذالك ،بل استمربرسم تصوراته عن التظاهر في بغداد والمدن الأخرى . ورأى بانها كانت محدودة العدد ، وإنها محصورة في بغداد ولم تمتد الى المدن الأخرى . وان المظاهرات – اياها- قد حولت الشعب الى قشمر ! . وقبل ان استمر في الحديث الى القاريء لالسعدي ، لأن نرجسيته جعلته لايقرأ لغيره . تقفز اسئلة استلها من منشوره . لو كانت المظاهرات اكثر عددا مما تصوره الشاعر، هل تتجاوز مفهوم الفقاعة ؟ كذالك ينطبق ذات السؤال حول امتداداتها الى المدن الأخرى ، بمعنى هل ستحرك ثورية الشاعر لو امتدت الى المدن الأخرى ؟، ولم تبق محصورة في بغداد كما يعتقد ويتوهم .
يُفترض ان سعدي يعرف ان المظاهرات قد بدأت بالبصرة وامتدت الى بغداد ، ثم تسربت الى المدن الأخرى ،وانها لم تدبر بليل وانما انطلقت من خلال هجيرة ال55 فوق الصفر بدون كهرباء . كما أنها كانت استجابة للبؤس والحرمان والظلم ، الذي يعانيه العراقيون ، ونتيجة للفساد الكبير الذي وصل الى حد اللعنة ، والى الفشل من حكومة تقاسمت الكعكة بين أحزاب وعصائب وطوائف وملل ، بحيث ان الحكومة استنزفت على سلامة رؤوسها وعلى ملذاتهم واهوائهم كل خزائن ارض السواد وما يجود به نفطها الأسود . ولو كان سعدي يوسف يحمل فكرا تحليليا لما شتم الناس واتهم جهدهم بالفقاعة ، وكأنه يستعير عبارة المالكي عن مظاهرات المناطق الغربية ! الذي لم يدركه الشاعر المتنعم باعطيات دافعي الضرائب البريطانيين ومنهم عدد لاباس به من ( الكي) او اللوطيين ، هو أنّ الشباب الذي خرج في المدن العراقية الصغيرة والكبيرة متظاهرا يؤكد ان السيل قد بلغ الزبى ،وانه ليس فقاعة ، وانه لم ينتظر مؤامرة كتابة البيان للمتظاهرين ، لأن الحاجة هي التي كتبت البيان وليس ( العميل المزدوج) على حد تعبيرالشاعر الثوري والمتفرد في ارتياد كل بارات اوربا .كما أنّ حديثه في منشوره يتطابق ومنطق المالكي ، كما يتشابه مع فذلكة إبراهيم الجعفري "والحق إنّ اي انتقاض أو إنتفاض .."، بل أنه تبرع لأن يكون ناطقا رسميا باسم المنطقة الخضراء .وسجل لنفسه ( شرف) إهانة مشاعر الجماهير العراقية المهدورة الحقوق .
لقد اكتشف سعدي يوسف بان هذه المظاهرات ، قد حولت الشعب الى (قشمر) ... وهذا يعني ان عدم التظاهر ضد حكومة الفساد ، والسكوت عما يجري هو الذكاء بعينه ، اي ان الشعب الخانع هو الشعب( اللوتي )وهو عكس القشمر التي اشار اليها الشاعر .
ليس هناك قطيعة حقيقية بين شاعر وبين تأريخه ، اكثر من القطيعة بين سعدي وبين إنجازاته الشعرية. فهو يمارس الآن لعبة الإنتحار وتدمير منجزه الإبداعي . لقد أصبح عبئا على نفسه من خلال عملية استنزافية ، يتداخل فيها الخرف والشغف بالذات ، والقفزات المترنحة الفارغة التي تثير الإستغراب ، حتى يبقى في بؤرة الصورة . لقد غادره شيطان شعره الجميل مستبدلا اياه بشيطان المكيدة والتعالي والشك بالآخرين ، وافتعال الأزمات ، والقدح والذم .
لقد اساء سعدي يوسف ، وبلغة سوقية داعرة الى شخصية الناشط والصحفي والشاعر أحمد عبد الحسين ونعته بوصف سوقي مبتذل . وقد كتب الشاعر أحمد عبد الحسين في صفحته نص ما كتبه سعدي يوسف. معلقا عليه بالشكل الآتي: "مازلت ارى أن أترفع عن الصغار والصغائر ضروري لإجتياز هذه المرحلة الخطيرة"
وهنا سجل فضيلة إهمال الشتيمة ، لخطورة المرحلة . وبيّن الرجل موقفه المسؤول ونضجه ووطنيته وتركك سعدي عاريا أمام حقده . ولاشك ان احمد عبد الحسين الذي اتهم بالعمالة المزدوجة ، قد وضع نفسه في خطر كبير وهو يواجه عصابات الفساد ومافيا الأحزاب ،التي تجعله صيدا سهلا لكواتمها ، وهو لايمتلك غير قلمه وصدره العاري . وبدلا من ان نثمن مواقفهو دوره ،وتفخر به وبغيره من شبابنا ، فان سعدي يشتمه بنعوت سوقية وبمصطلحات ابت-ال أبناء الشوارع ،ولايمارسلها الا القاع الإجتماعي .الذي اتحرج عن ذكره.
لقد مات الشاعر الكبير سعدي يوسف ، والذي يكتب ويلعن ويشتم الناس هو ظله البائس . هذا الظل الهائم في المتع والمنتجعات، وعواصم اللذة . إنه لايمتّ بأية صلة لشاعرنا سعدي الذي كان يمثل الروح العراقية المتشظية في المنافي ،حيث كانت قصائد يتصاعد منها الألم والأمل ، وتفوح برائحة الحنين ..لقد انتهى سعدي يوسف الذي تعرفونه ، وهذا الرجل مجرد وهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خسارة
علي عدنان ( 2015 / 8 / 9 - 08:03 )
موت شاعر كانت له صولات في انتاج وعي كبير وجميل لمثقفي وفقراء شعبنا هي خسارة لاتعوض بتاتا!!! وقبله ودع الحياة شاعر اخر كان همه في توالي عمره متابعة المراهقات والجري ورائهن!!! واقصد به عبد الر زاق عبد الواحد الذي كتب يوما قصيده هزت وجدان شباب الستينات حول محاولة اغتيال شهيد الامة العراقية عبد الكريم قاسم من قبل مجرمي مافيا البعث والتي تبدا ب((اقطع يدي---) وكانت بحق عنفوان الشاعر واخلاقه انذاك ----هي دنيا تريك معادن الناس خلال مسيرتهم وتوالي اعمارهم!!! شكرا لكاتب الموضوع على جمال صياغته وموضوعيته


2 - حقا .. ليس كل ما يلمع ذهبا ؟
س . السندي ( 2015 / 8 / 10 - 06:43 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي رحمن وتعليقي ؟

1: حقا شيء يؤسف له أن ينعت إنسان كشاعرنا الكبير سعدي يوسف بني قومه وجلدته بمثل هذا الكلام ، خاصة ومعظمهم لا ذنب لهم لما يجري حولهم ولا حتى في أيام صدام ؟

2:مصيبة الكثيرون أنهم بارعون في تشخيص العلة والداء ولكنهم سيؤن جدا في وصف الدواء

3: كما قال الاخ علي عدنان الناس معادن ، ولا أحد يحزر ديدنها وجوهرها غير التجارب وألمحن ؟

4: وأخيرا ...؟
آه يالعراقي كم حظ أسود حتى لقبت بأرض السواد ، وأنت بالحقيقة أصل الخير والخيل والجواد ، سلام ؟

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر