الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدامة التحرك الشعبي وتعظيمه ضمانةُ انتصاره

ابراهيم الحريري

2015 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إدامة التحرك الشعبي وتعظيمه ضمانةُ انتصاره

------------------
عشيّة تظاهرات امس الجمعة , و انا احذّر من محاولات تخريب و اجهاض التحرك الشعبي و انبّه الى ضرورة التحسب لها , اكّدت ان احسن سبيل لذلك هو توسيع الحراك الشعبي و تطويره و االحفاظ على طابعه السلمي و عدم الأنجرار وراء الأستفزازات , و هذا ماحصل , و كان العامل الأول في شل اي محاولة للتخريب .

العامل الثاني كان موقف المرجعية الواضح , الحاسم ,في استجابتها لمطالب الحراك الشعبي , و لقد كان للحراك من الأتساع و عدالة المطالب , ما استدعى من المرجعية , و هي على تماس بنبض الشارع و صوته المرتفع , ان تحدد هذا الموقف الواضح الذي استقبل من قبل مئات آلاف المحتجين , بالترحيب , ما اضطر من كانو ا يخطّطون لتخريب الحراك الشعبي الى اعادة النظر بحساباتهم , و المسارعة الى تبني موقف المرجعية , بل المزايدة على القوى التي وقفت مع الناس منذ البداية , و احترمت ارادتهم و كانت السبّاقة الى تبني مطالب الناس , و تقديم التضحيات بسبب امانتها لمطالب الشعب و دفاعها عنها , ما جر عليها التضييق و التشهير و عرض ناشطيها للأضطهاد و الأعتقال , و اغتيال بعضهم
و هؤلاء الذبن يتظاهرون , الآن , بتبني مطالب المحتجين , يتناسون انهم و ممثليهم في السلطة , كانو وراء ما تعرض له البلد و الشعب من كوارث و من بينها انهيار الخدمات , بينما كانوا وممثلو,هم في قمة السلطة و دوائرها يكدسون المال الحرام من قوت الشعب , و على حساب معاناته و بؤسه و شقائه .
و ها هم اليوم يحذرون , بلا حياء , من "تسييس " حركات الأحتجاج , اي بعبارة اوضح , من كشف سوءاتهم , و منع الناس من استخلاص الأستنتاج المناسب من كل ما حصل لهم خلال السنوات الماضية , و هو ان نظام المحاصصة الطائفية الأثنية , و هم كانوا اعمدته , هو الذي مكّن للمفسدين من التحكم في البلاد و العباد .
ان احسن ترجمة لموقفهم هو انهم يريدون ان يقولو ا للناس : نحن معكم , لكن يا معودين ! استروا علينا ! الله موصي بالستر !
لكن هيهات ! فها هي اصوات مئات الوف المحتجين , تطالب بالحساب و العقاب , و لا صوت اعلى من صوت الشعب عندما يهدر عاليا ...

العامل الثالث المهم , هو الآخر , هو الموقف المسؤول لقوى الأمن , التي حمت المحتجين و احترمت حقهم الدستوري في التظاهر بعكس ما كان يجري ايام الحكومة السابقة , و بتحريض من راسها , الأستفزازي . السيد نوري المالكي ,
الآن و بينما تبذل الوعود , و بعضها صادق , فان بامكان من يعمل حقا على تحقيق مطالب المتظاهرين ان يعتمد على الفرصة النادرة التي يوفرها الحراك الشعبي المتعاظم , و على تبنّي المرجعية الرشيدة لمطالبهم .

اما الذين يراهنون على امتصاص الغضب الشعبي و لجمه , ببذل الوعود , بدلا من التحرك الجدي من اجل تحقيقها , فان بامكانهم التأكد . ان الحصان الجامح انطلق , و لم يعد بالأمكان لجمه , و انه في حراكه يمكن ان يكتسح في طريفه , كل شيئ , كل شيئ ...

في النهاية فان الضمانة الأساس لتحقيق مطالب المحتجين و قطع الطريق على محاولات تخريب الحراك و اجهاضه , تظل تكمن في ادامة الحراك الشعبي و تعظيمه و تنظيمه , و في ذلك , لا في تضييع الوقت و " اضاعة الفرص بانتظارالفرص " , بانتظار تحقيق الوعود , حتى لو كان بعضها صادقا ,
ان في ذلك , في يقظة الشعب و تمسكه بمطالبه , ضمانة انتصاره.
ابراهيم الحريري
هاملتون – كندا
9 / 8 /2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية