الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!

عادل احمد

2015 / 8 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان الجماهير في العراق جربت خلال نصف قرن حكومات مختلفة ومتنوعة سياسيا، ابتداء من القوميين العرب والقوميين البعثيين الفاشيين والاسلاميين السنيين والشيعيين الفاسدين والقوميين الكرد وحكام البنتاغون المحتلين... وعانت الجماهير تحت سلطة هذه الحكومات اشد الأوضاع بؤسا وماساوية ولم ترى النور والسعادة والاستقرار قطعا كبقية شعوب العالم. ولم ترى اي تطور في الحضارة والثقافة الانسانية كما وصلت اليه اكثرية شعوب العالم المتحضر، لم تعش غير الحروب والقتال والتهجير والاعتقالات والسجون وسلغ الأجساد تحت التعذيب وتدمير الشخصية والكرامة الانسانية بأستمرار.
ان العمال والكادحين في العراق عاشوا مع السلطة البعثية القومية الفاشية وتضرروا كثيرا تحت القمع الوحشي والحروب المجنونة والسلطة الاستبدادية المطلقة. جربوا هذه الحكومة ولم يحصلوا على اي شيء الا الدمار والحرمان. وقد ولت هذه الحكومة من قبل امريكا وجاءت القوة المحتلة الامريكية وزرعت الفتنة والتفرقة والكراهية من البداية بتشكيل مجلسها للحكم سيئ الصيت والذي لم يكن شيئا سوى تهيئة الارضية المناسبة لانفجار المجتمع وانزلاقه في حروب طائفية وقومية، وبعد فشله في العراق سحب الأحتلال جنوده من وترك العراق للوحوش اللذين خلفهم وصراعاتهم من اجل تدمير اكثر وأعادة العراق الى ما قبل الحضارة.
بعد رحيل المحتلين الامريكان جاء الدور الايراني وسيطرته من خلال مليشيات الاحزاب الشيعية وتمرير سياساته في العراق. ولم تجلب لا ايران ولا احزابها الحليفة اي شيء جديد غير الحقد الطائفي والاقتتال، من اجل جر المجتمع نحو مستنقع الطائفية والاقتتال وأدخلت صراعاها الى كل بيوت الجماهير في العراق رغم ارادتهم. ان هذ الحكومة الشيعية خلقت معها الاحزاب الداعشية، وجلبت داعش الوحش الذي هاجم بأشد القساوة وزرع الخوف في نفوس الجماهير بما لا يقاس، واستطاع ان بتحكم بعدة محافظات في العراق والتي صنفت بالمحافظات "السنية".. وأعلن خلافة القتل والسلب وسبي النساء والذبح.. ان الحكومة العراقية بأحزابها وتياراتها "الشيعية والسنية" استطاعت ان ترجع العراق مئات السنيين الى الوراء، واستطاعت ان تقضي على كل ماله صلة بالحضارة وهدمت المعالم الحضارية في العراق. وقامت بأحياء تقاليد ما قبل مئات السنيين من الحروب الطائفية بين "السنة والشيعة".
وفوق كل هذا اصبحت البطالة مليونية والغلاء فاحش والفساد لا نظير له في اي مكان من العالم، اضافة الى فساد المؤسسات الادارية والخدمية، وأنعدام الأمن والأمان والخدمات من الماء والكهرباء.. لا مستقبل للأجيال القادمة.. وحاضر الشباب اليوم اما الانخراط في الميليشيات او الأنضمام لجيش العاطلين والتضور جوعا. ان حياة الجماهير العمالية والكادحة اصبحت لا تطاق ولا تحتمل ووصلت الى درجة الغليان الاجتماعي. وان التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية اليومية في مدن ومحافظات العراق هي تمرين للنهوض الشامل لعدم قبول الوضعية الحالية ومحاولة تغيرها.
ان الشعب العراقي وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة جربوا كل انواع الحكومات البرجوازية ولم يحصلوا على اي شيء غير الحرمان والمأساة. وحان الوقت ان يجربوا شيئا اخر مختلف كليا ومغاير تماما مع ما عايشوه حتى الان وهي الحكومة الفعلية لارادة الجماهير نفسها. وهي ليست حكومة تنزل من اعلى وتفرض نفسها بقوة ميليشياتها وعصاباتها على الجماهير، بل حكومة منبثقة من الارادة الفعلية للجماهير وهي تشكيل كيان يبدأ من الاسفل من قوة الجماهير نفسها في مكان معيشتها وعملها، وان تتجه الى الاعلى بالأعتماد على القوة السفلية الفعلية وهي الجماهير نفسها. ان تشكيل هيئات منتخبة مباشرة من الجماهير في مكان تواجدها بدون تدخل الاحزاب او اي سلطة من فوق هي ما يسمى ب"المجالس". وان مجالس محلات السكن او مجالس مكان العمل في المعامل والشركات والدوائر والسوق.. يجب ان تنبثق من الجماهير نفسها وان تنتخب الجماهير هيئاتها بنفسها مباشرة في الاجتماع العام في مكان تواجدها، ويتم استبدالها متى ما تريد الجماهير اعادة انتخاب اي هيئة سابقة. ان الجماهير في العراق تحتاج الى هذا النوع من الحكومة اكثر في اي وقت اخر! لانه اصلا لا توجد حكومة عدا عصابات السرقة والقتل تسلطوا باسم الحكومة. وان تشكيل حكومات المجالس لا يحتاج الى موافقة الاحزاب او دول المنطقة او الغرب ، ولا يتم تحت اشراف اي من هيئات هذه الدول، بل يتم عن طريق درجة استعداد الجماهير وقوتها الثورية لتشكيلها. نستطيع تشكيل كيان هذه الحكومة اي حكومة المجالس متى ما وسعنا رقعة المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية. ومتى ما استطعنا ان نثبت التوهم بالحكومات الحالية ومقدرتها على تحسين الظروف الحالية. ان الوقوف بوجه هذه الحكومة واحزابها الطائفية بتظاهرات جماهيرية واسعة في كل المدن والمحافظات قد تجلب الارادة المليونية الى الساحة وتقوي الشعور بالارادة الفعلية الانسانية من اجل التدخل في مصير حياتها. وان جلب هذه الارادة قد تخلق الوضع الثوري وتقضي على الاوهام وعدم المبالات السياسية. وفي ظل هذه الاوضاع من السهل تشكيل كيان الحكومية الفعلية وهي حكومة المجالس ما يحقق ارادتنا الفعلية المباشرة.
من اجل الوصول الى غايتنا في تشكيل كيان حكومة جديدة يحمي مصالحنا نحن العمال والكادحين وهي حكومة المجالس، علينا ان ننزل الى الساحة وان نوسع احتجاجاتنا وتظاهراتنا في كل مكان، وان نفرض بقوتنا الجماهيرية كل مطاليبنا، ومن خلاله بالأمكان الشروع بنوع اخر من الحكومة ونوع اخر من السلطة ونوع اخر من معالم الحضارة في تقرير مصيرنا بأنفسنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل


.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز




.. برلمان فنلندا يقر اتفاقية للتعاون الدفاعي مع أمريكا


.. المدعي العام يطلب فتح تحقيق جنائي مع بن غفير بتهمة التحريض ع




.. في تصرف غريب.. هانتر بايدن يحضر اجتماعات والده مع المسؤولين