الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمه الاوكراينيه و تحليل غريب

عبد المطلب العلمي

2015 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




بتاريخ التاسع من آب تم نشر مقال حول اوكرايينا عنوانه(ازمه اوكرايينا ستنتهي بزوالها كدوله) على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=479674

بعد اطلاعي على المقال وجدت ان مناقشه الكاتب فيما اورده ،يتطلب نصا اطول بكثير مما يمكن ايراده في تعليق او اثنين، و خصوصا مع تحديد الاداره ل 500 حرف فقط لكل تعليق. لذلك اثرت كتابه هذا المقال معلقا و متسائلا عن كثير من نقاطه.

يفرز الكاتب مرحلتين،مرحله يلتسين و مرحله بوتين.و يعتبر تنازل يلتسين لبوتين هو عمليه ازاحه لعميل.فهل بوتين يمثل طبقه اجتماعيه غير تلك التي مثلها يلتسين؟ و كذلك لم يوضح الكاتب عماله يلتسين،لمن كانت و ما هي الوثائق التي تدعمها.
تمت الاشاره الى مكاسب روسيا من تبنيها للفكره الاوراسيه ،و منها تشكيل منظمه البريكس و تقاربها مع ايران و حليفه حزب الله،معتبرا ذلك اساسا للتشكيله الحضاريه العالميه.فهل بحث روسيا عن اسواق جديده هو اساس لعلاقات حضاريه و هل (تعاونها العضوي)مع ملالي ايران و اتباعهم سيقضي على سياسه الغطرسه الامبرياليه و ستصبح سياسه امبرياليه دون غطرسه. كذلك تمت الاشاره الى الصراع بين الفكرتين الاطلسيه و الاوراسيه و تم اقحام اليهود في اطار هذا التصادم.رأس المال لا ديانه له و كما انه يوجد يهود متنفذون في الغرب، هناك مثلهم في روسيا. و لا يدفع الراسمالي قرشا واحدا ،الا اذا كان متاكدا من مردوده. لا ارى حاجه لايراد اسماء عشرات اليهود الميليارديرات الذين شغلوا مناصب حساسه و يسيطروا على قطاعات اقتصاديه مهمه في روسيا اليوم بما فيهم صديق بوتين المقرب و اهم داعم لحملاته الانتخابيه. اقول يهود و استبق احد الزملاء الذي سيستفسر عن تحري للجزء الجنوبي من الجسم ،لاقول ان تاكيدي نابع من ما تكتبه الصحافه و من اسمائهم التي لا يمكن نسبها الى اصحاب ديانه اخرى.اذن الموضوع هو صراع بين عالمين سببه الصراع الاقتصادي و لا دخل للدين في الموضوع.
ثم يتطرق الكاتب الى العلاقات الوثيقه بين اوكرانيا و روسيا و اعتماد الاقتصاد الاوكراييني على السوق الروسيه. في الواقع فلم يكن في يوم من الايام اعتماد الاقتصاد الاوكراييني على السوق الروسيه،بل و بسبب كونهما جمهوريتان من جمهوريات الاتحاد السوفياتي ،فان التداخل الاقتصادي كان موجودا و بقوه فيوجد مصانع اوكراينيه تعتمد في انتاجها على مكونات مصنوعه في روسيا او كازاخستان و العكس صحيح،و لا ارى ايضا هنا اي داع لذكر امثله فهي بالمئات.بخصوص الغاز الروسي و دفع ثمنه بسلع لا تصريف لها في السوق الاوكراييني ،فهذا كلام غير منطقي و لا يوجد ادله عليه لأن بائع و مشتري الغاز شركات خاصه و لا يعقل ان يقبل البائع بضائع لا لزوم لها بدلا من النقود. تغيير مشتري الغاز من شركه خاصه الى شركه حكوميه اوكرايينيه تم بعد ما يسمى الثوره البرتقاليه . و لاحقا تم محاكمه و سجن رئيسه الوزراء التي وقعت العقد ،لانه احتوى على نقاط مجحفه و سعر اعلى من السعر الذي كانت الشركه الخاصه تبيع به الغاز الى الحكومه الاوكراينيه.كل ما في الامر انه كان صراع بين مراكز قوى مختلفه استغل احد تلك المراكز الحكومه لضرب منافسه و بالمناسبه قولك حول دفع روسيا اجره قواعدها العسكريه مقدما ليس دقيقا،فروسيا بعد توقيع الاتفاق الحكومي اصبحت تخصم100-$- من ثمن كل الف متر مكعب كاجره للقواعد تدفع حسب كميه الغاز المستورده ،اما رسوم الترانزيت فلم تكن تدفع مقدما كما اوردت بل تخصم شهريا من فاتوره الغاز . بخصوص النظام الجمركي بين روسيا و اوكرايينا فكان قائما طوال الوقت و تدفع الجمارك و الضرائب على الاستيراد و التصدير، الى ان تم توقيع البروتكول الجمركي بين دول الاتحاد السوفياتي السابق و ما زال مفعول البروتوكول ساريا الى الان و سيلغى اوتوماتيكيا عند سريان مفعول وثيقه التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الاوروبي.
تجار الشنطه ظاهره معروفه في دول كثيره لكنها موجوده فقط في المناطق الشماليه من اوكرايينا (مع بيلوروسيا و باتجاه واحد من هناك الى اوكرايينا)و في غرب اوكرايينا و ايضا باتجاه واحد من اوكرايينا الى هناك،مع روسيا لا يوجد هكذا تجاره بل يوجد تهريب على الحدود ، المنتجات النفطيه من روسيا و الكحول من اوكرانيا.اما تهرب اصحاب العمل الروس من دفع مستحقات الضرائب الى الخزينه الروسيه فهي جريمه يعاقب عليها القانون،اي انهم استخدموا العمال دون عقود رسميه ،فيوجد معاهده بين البلدين بخصوص التقاعد و هذا شئ طبيعي حيث انهم كانوا في الاتحاد السوفياتي سويه و ليس من الغريب ان يعمل الشخص عده سنوات هنا او هناك ثم في جمهوريه اخرى.
لا ادري هل هي غلطه او فعل مقصود ادعاء الكاتب ان المواطنين الروس و الناطقين بالروسيه يشكلون20% في اوكرايينا.لو اقتصر الكاتب على صفه الناطقين بالروسيه لسكت مع ان النسبه التي اوردها اكثر بقليل من النسبه الفعليه،الناطقين بالروسيه هم جميع غير الاوكرانيين في البلاد لان الروسيه هي لغه التخاطب في الاتحاد السوفياتي السابق و لاحقا في اوكرانيا التي تسكنها عديد من القوميات الاخرى و ليس فقط الروس و كذلك تكلمهم بالروسيه لا يجعلهم مواطنين روسيين.
الثوره البرتقاليه هي ايضا صراع بين مراكز القوى داخل اوكرانيا،طبعا لا انكر ان ممولين اجانب ساهموا في العمليه طمعا في جزء من الكعكه. كانت عمليه كبيره لاعاده اقتسام الكعكه الاقتصاديه الاوكرايينيه و غير صحيح انها اتت بالميليارديه اليهود الى السلطه بل كان منهم من هو اقرب الى السلطه من اخرين ،هؤلاء الاخرين قصقصوا اجنحه من كانوا قريبين و اصبحوا هم الاقرب في اطار صراع اقتصادي قانوني و شبه قانوني و احيانا لا قانوني ،و بتغيير اماكن معطيات المعادله لا تتغير نتائجها. و انذاك لم يطرح شعار الانضام الى الاتحاد الاوروبي كما ذكرت بل كان الكلام يدور فقط حول التعاون الاقتصادي مع اوروبا.
يقول الكاتب(وقامت قطعان الفاشست من غرب أوكرانيا، المنظمين والممولين والمسلحين اميركيا، بالهجوم على مناطق شرق أوروبا حيث أكثرية السكان من الروس والناطقين باللغة الروسية، وشرعوا في الاعتداء على الناس العزل وقتلهم في الشوارع "على الهوية"، واحتلال المباني العامة و"تحريرها" من "الروس والناطقين باللغة الروسية".)
منذ متى كان سكان شرق اوروبا اكثريه روسيه؟في الواقع فخلال ايام يانوكوفتش الاخيره قام اليمينيون باحتلال الادارات الحكوميه و غيرها من المواقع الحساسه في غرب اوكرايينا و لم يلقوا ايه مواجهه من حكومه يانوكوفتش ، و بعد الانقلاب عليه و اقرار البرلمان قانون الغاء اللغه الروسيه قام سكان شرق اوكرايينا بتكرار ما فعله اليمينيون في غربها فواجهوا مقاومه عسكريه من الانقلابيين.
ليس دفاعا عن بوروشينكو او ياتسينيوك،لكن تسميتهم بالعملاء و اللصوص و المافيوز و القتله المحترفين،يقع خارج اي اطار. بوروشينكو واحد من ميليارديرات اوكرايينا له استثمارات في الصناعه و الزراعه و كان مقربا من السلطات بمختلف اتجاهاتها ما قبل البرتقاليه(البنك المركزي)البرتقاليه(وزير الخارجيه)ما بعد البرتقاليه(كتله برلمانيه)انه يدافع عن مصالحه و عن"حقه" في مص دماء الشعب و ليس قاتلا ماجورا،انه صراع على المليارات.
لا يوجد اي اعتراف ديفاكتو بالدونباس،الى اليوم لم يجلس على طاوله المفاوضات مع المتمردين اي مندوب رسمي لاوكرايينا و اتفاقيه منسك لا تعدو كونها ورقه ب 11 بندا لم يطبق منها شئ ،لن اتطرق لعدم دقتك في تفصيل بنود الاتفاق لانه لن يغير شيئا. ،انظر على من وقع على الاتفاقيه(و لا صحه لزعمك ان بوروشينكو وقعه) و قل لي اي موقع من الاعراب لهم.
بخصوص زاكرباتيا ايضا تخلط الامور تقول ان مافيات غرب اوكرايينا و بعد ان اغلقت روسيا حدودها تلقت ضربه قاضيه ،حيث كانت تمارس التهريب من و الى روسيا.اذا كانت الحدود مفتوحه فما الحاجه للتهريب؟التهريب من غرب اوكرايينا قائم منذ انشاء الاتحاد الاوروبي ،يقومون بتهريب السجائر و الكحول و المهاجرين اللاشرعيين من دول اسيا .عمليه التهريب هذه لا تلحق اي ضرر بالاقتصاد الاوكراييني و هي قائمه على قدم و ساق من سنين طويله و كبار ممثليها موجودين في السلطه على مر الحكومات.البضائع المهربه هي اصلا بضائع غير اوكرايينيه ،يتم تهريبها الى اوكرايينا من بيلوروسيا و مولدوفا بعد دفع الرشاوي للادارات الجمارك حين دخول اوكرايينا و حين الخروج منها و الكميات هائله جدا و بشاحنات حمولتها عشرات الاطنان ،فاذا احتسبنا ان ثمن علبه السجاير في بيلوروسيا ربع يورو و ثمنها في الاتحاد الاوروبي كما يقال عشره يورو. فبالامكان تخيل حجم الدخل لهؤلاء المهربين ،ذلك الدخل الذي مكنهم من ايصال نوابهم الى البرلمان و ممثليهم الى ادارات الحكم المحلي و الجمارك و البوليس الخ.الاشكال حدث هناك بعد ان قام احد المهربين و هو مسؤول كبير لدى السلطه السابقه و بمسانده ميليشيا كان يمولها و تعمل تحت اسم احد التنظيمات الفاشيه ،بمحاوله لاعاده تقسيم الحصص و تحجيم دور مهرب اخر هو عضو بالبرلمان الحالي و ممول للبوليس ،مما ادي الى صدام مسلح بين الطرفين.انا لا اقلل من خطوره ذلك ،فمن جهه ميليشيا مسلحه تخدم مهرب و من ناحيه اخرى البوليس يخدم مهربا اخرا.هذا بحد ذاته يشير الى انحلال الدوله،لكنه ليس باي حال من الاحوال جمهوريه زاكرباتيا كما حاولت تسميتها و خصوصا ان سكان ذلك الاقليم ليسوا اوكرانيين بل هم خليط من الغجر و المجر و الرومانيون و السلوفاك و البولونيون و لم تكن يوما جزئا من اوكرانيا التاريخيه بل قام ستالين بضمها الى اوكرانيا بعد الانتصار في الحرب.
لم تقع معارك فعليه غير الصدام في مدينه موكاشيفو الذي تطرقت اليه و ياروش لم يستطيع ان يفعل اي شئ هناك و جميع تصريحاته كانت فقط للاستهلاك الداخلي و الحكومه المركزيه اقالت مسؤلي المقاطعه و عينت غيرهم و عادت الامور الى مجاريها و الان سيتقاسمون حصص التهريب بدون استعمال السلاح و يجب صرف مبالغ اضافيه لشراء المسؤولين الجدد،فعدى الدفعه على كل شاحنه يجب شراء ولاء العناصر الجديده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي