الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحركات الاسلامية قوة مناهضة للامبريالية ؟ صادر عن عصبة الاممية الخامسة

سعيد العليمى

2015 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ان اخفاق الاشتراكية الديموقراطية ، والستالينية والقومية العلمانية فى ازاحة هيمنة الامبريالية قد ادى لظهور حركات الاسلام الراديكالى فى البلدان العربية ، وآسيا الوسطى وحول العالم . لقد نهضت الاسلاموية على حساب القوى القومية العلمانية المهزومة .
لقد كانت الاسلاموية ولعدة عقود قوة مناهضة للسوفييت . وقد تصرفت فى الثمانينات كأداة للولايات المتحدة فى افغانستان ، وباكستان ، وماورائهما . ولكن استيلاء الاسلامويين على السلطة فى ايران ، ووصول القوات المسلحة للولايات المتحدة الامريكية الى السعودية ، واثر العولمة وفوق كل شئ القمع الاسرائيلى للفلسطينيين ، كل ذلك اعاد تكييف الاسلاموية وجعلها قوة معادية للامريكيين ، قوة تبنت خطابا راديكاليا " معاديا للامبريالية "واتخذ حتى فى بلدان معينة طريق النضال ضد الولايات المتحدة والقوى الامبريالية .
حينما تقوم حركات اسلامية مثل حماس بعمل ضد الامبرياليين وقوى الاحتلال الاسرائيلى ، فعلى الطبقة العاملة ان تقوم معهم بعمل متفق عليه وتدافع عنهم ضد القمع . فى الغرب ، احتشدت المنظمات الاسلامية والمجموعات بمن فيهم الاسلامويين فى الحركات الجماهيرية ضد " الحرب على الارهاب " الذى قادته الولايات المتحدة . هنا ايضا على الطبقة العاملة ان تسعى من اجل عمل مشترك مع هذه الحركات ضد الحرب الامبريالية والنزعة العنصرية .، مدافعة عن حق الشعب المسلم فى ممارسة معتقده الدينى بدون مضايقات وتخويف . ويتعين علينا ان نرفض بصفة خاصة الأيديولوجيا " الاستشراقية " للرهاب الاسلامى التى يروجها حاليا الرجعيون المتطرفون واليمين المسيحى فى الولايات المتحدة وماوراءها ، وهى ان الاسلام بشكل متأصل هو اشد رجعية من ديانات العالم الاخرى وانه يجب ان يقصى من المجتمع " المتحضر " فى حرب صليبية اليوم الاخير .
ولكن فى كل الازمنة وفى كل البلدان ، فإن الشرط المسبق للعمل المشترك مع الحركات الاسلامية هو الا تقبل منظمات الطبقة العاملة اى قيد على حرية حركتها ، وعلى تحريضها ودعايتها – بما فيها الدعاية ضد السياسات الرجعية للاسلامويين .
ان الاستراتيجية الكلية للاسلامويين رجعية من الناحية الاجتماعية . العداء لحقوق المرأة ولكل الحريات الديموقراطية والعلمانية تجعل منهم عدوا لتحرر الفقراء ، والمستغلين والمضطهدين ، رغم ديماجويتهم الاجتماعية . ان محاولات فرض الشريعة تقوض حريات الشعب ، حقهم فى التصويت ، وفى الاجتماع والتنظيم وحقهم فى ان يمارسوا الدين الذى يرغبوه او الا يمارسوا دينا على الاطلاق . حينما يشجب الاسلامويون شرور الراسمالية الغربية الحديثة ، فانهم لايفعلون ذلك من منظور تقدمى للتطور الاجتماعى والحرية الشخصية ، ولكن من منظور رجال الدين الرجعى والطبقات المالكة ومعها ملاك الارض القدامى . وهدفهم تحقيق مجتمع مشبع بالاستغلال والقهر . وحتى مساندتهم للعمل الخيرى للفقراء يتحقق بثمن باهظ – سيطرة دينية على العلاقات الاجتماعية والحياة الخاصة . اومواقفهم من منظمات الطبقة العاملة – الاحزاب ، النقابات ، الجمعيات – موقف المعارضة المطلقة ، وصولا حتى لاستخدام فرق الاعدام ضدنا . ونحن نساند الدفاع الذاتى للعمال ضد الرجعية الاسلامية والاطاحة بالنظم الاسلامية واستبدالها بحكومات العمال والفلاحين .
ان جاذبية النزعة الاسلامية الاشد بالنسبة للشباب الراديكالى فى الشرق الاوسط والشباب الافريقى والاسيوى فى اوروبا ، هو خطابها المعادى للامبريالية ولشجبها القوى العلمانية للمساومة مع الامبريالية والصهيونية . ولكن فى التحليل الاخير فحتى هذا غش . بمعارضة طرائق الطبقة العاملة فى الصراع الطبقى ، فإن الاسلامويين يحاولون ان يعوقوا القوة الوحيدة التى يمكن ان تطيح برأس المال العولمى بدلا من ذلك غالبا مايلجأون الى الارهاب غير المميز ضد السكان المدنيين . وهذا يساعد الامبرياليين بتقديم ذريعة لممارسة القمع الوحشى ، واذ لاينظمون الجماهير ، فانهم يدفعونهم الى الاعتماد على منظمات حرب عصابات نخبوية تحقق خلاصهم ، بدلا من ان يعتمدوا على قواهم الذاتية وتنظيمهم الديموقراطى . ولكن الادانة الثورية للارهاب الاسلاموى لايجمعها جامع بنفاق " الاخلاق المتحضرة " لإرهابيي الدولة مثل بوش ، وبلير ، وبوتين .ف"الارهاب " بالنسبة لهم هو كل عنف يستخدمه الشعب يعادى مصالحهم . ومقارنة بافعال الولايات المتحدة فى العراق ، او روسيا فى الشيشان ، او اسرائيل فى جنين ، يكون اسامة بن لادن جانبهم هاويا بائسا .
حيثما يكون الاسلاميون او الاصوليون فى السلطة – فى السعودية، ايران ، باكستان- فانهم يتصرفون كوكلاء للطبقة الراسمالية ويساومون الامبريالية . الاستراتيجية الوحيدة التى يمكن ان تؤمن الحرية تقوم على العمل المستقل للطبقة العاملة ، العمل الذى يروج الحقوق الديموقراطية والتحرر الاجتماعى للعمال ، والنساء ، والفلاحين الفقراء والشباب ، والذى يوحد النضال ضد الامبريالية مع النضال للاطاحة بالطبقة الراسمالية القومية ونظامها ، سواء كان بعثيا ، عسكريا ام اسلاميا .
المصدر : HTTP://WWW.FIFTHINTERNATIONAL.ORG/CONTENT/ISLAMISM-%E2%80%93%-ANTI-IMPERIALIST-FORCE
منشور من ادمين الصفحة فى 1 – 11- 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال هدية
محمد البدري ( 2015 / 8 / 10 - 01:20 )
شكرا لهذا المقال الذي اهديه الي الكاتب علاء الصفار في هذا الموقع لعله يدرك مدي بؤس افكاره

اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة