الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدفاع عن الشرف قانون يهدد المجتمع

مهى البصري

2015 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


جرائم الشرف من اخطر الجرائم التي تواجهها النساء في المجتمع العراقي بالخصوص و المجتمع العربي وفي بعض المجتمعات الاخرى بشكل عام لان هذه الجرائم تتم برعاية قانونية لاسباب اجتماعية او دينية او مناطقية او قبلية. جرائم الشرف هي الطريقة التي يسلكها الرجل لاستعادة الشرف المهدور لذلك فهي تُرتكب و تُبرر قانونيا من خلال التعاطف مع مرتكبها و اعتباره الضحية و تحويل الضحية (المرأة) المجنى عليها الى جانية و معتدية بأعتبار ان المرأة اقترفت ما يزعزع مكانة الرجل في المجتمع و يلحق به العار.
تُقترف جرائم الشرف في الكثير من مناطق العالم إلا ان نقطة الخلاف هنا هي نظرة القانون لتلك الجريمة . في القانون العراقي لا تُعتَبر جريمة الشرف جريمة قتل عمد و لا يخضع الجاني الى عقوبة القتل العمد بل يُخَفف الحكم و تتحول الجريمة الى جنحة لان مرتكبها يكون خاضعا لعاطفته التي افقدته ارادته في ضبط تصرفاته فيرتكب جريمة القتل( جريمة الشرف) دون عمد او قد يكون الجاني تحت وقع سورة الغضب التي تفقده التحكم في تصرفاته فيقتل عند رؤيته زوجته او احد محارمه في وضع جنسي و يُنتزع حق الضحية ( المرأة) في الدفاع الشرعي عن النفس . على الرغم من ان الكثير من جرائم الشرف تُرتكب بعد تخطيط و بكامل الوعي مع ذلك يمنح القاتل العذر المخفف تحت حجة جريمة غسل العار. اضافة إلى ذلك فقد امتدت الاسباب للتحجج في قتل النساء الى اسباب اجتماعية و دينية ظالمة مثلا اعتبار خلع الحجاب وضع مخل يستحق القتل لأصلاحه.. اي علاقة حب لأي من محارم الرجل تعتبر وضع مخل يستحق القتل لأصلاحه.. الزواج الشرعي من غير علم الرجل لاحدى محارمه وضع مخل من وجهة نظره يستحق القتل لاصلاحه...الخ.
من ناحية اخرى، ان القانون لا يمنح اي عذر مخفف للمرأة في حال رؤيتها زوجها في وضع جنسي مع امرأة اخرى و عند دخولها في سورة الغضب ذاتها فتُعتَبر جريمتها جريمة قتل عمد مع سبق الاصرار. و حتى حقها في الدفاع الشرعي عن نفسها في حال مهاجمة الرجل لها لقتلها يسقط .
المفارقة المضحكة جدا هنا، القانون هو ذاته الذي لا يعتد بشهادة المرأة الواحدة في قانون الجنايات بأعتبارها ناقصة عقل تنسى فيطلب امرأة اخرى تذكر الاولى و ان عاطفتها تغلبها او تخاف مثلا .. لا اعرف كيف للمرأة التي يعتبرها القانون و المجتمع ضحية العاطفة الزائدة التي ادت لنقصان عقلها لا يمنحها القانون عذر جريمة الشرف بينما يعذر الرجل ذو العقل الكامل الذي المفروض لا تتحكم به عواطفه عندما تتغلب عليه تلك العواطف ذاتها التي تنتاب المرأة فتؤدي به لارتكاب جريمة قتل لأقرب الناس له مثل اخته او ابنته او او زوجته او حتى والدته و بدم بارد. مع العلم جرائم الشرف لا ترتكبها النساء الا بنسب قليلة رغم ظلم الرجل و خيانته التي لا يخجل منها بل يعتبرها مغامرات تعزز رجولته.
في الحقيقة، انا لا أؤيد قطعا العذر المخفف للرجل او للمرأة فجريمة الشرف هي جريمة لا يمكن التماس العذر لها و إلا ادى ذلك لشيوعها و تشجيعها و جعلها جريمة مباحة.
هناك ظلم كبير جدا يقع على المرأة خصوصا الظلم القانوني الذي هو الجانب الذي يمثل المساواة بين البشر لكن للاسف فالقانون العراقي خاضع للخلطة الدينية و الاجتماعية و القبلية فأصبح يساهم في جعل المرأة درجة ثانية في المجتمع لذلك المفروض المطالبة بقانون علماني عادل ينظر للمرأة على انسان كامل كالرجل تماما و ان يتم تعديل المادة 409 من قانون العقوبات و جعل جريمة الشرف جريمة قتل عمد مع سبق الاصرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية