الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تظاهرات 2012 وتظاهرات 2015

عدنان صالح

2015 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ما الفرق بين التظاهرات التي انطلقت في نهاية 2012 والتظاهرات الجارية منذ مطلع آب 2015؟
دامت الاحتجاجات التي انطلقت من المحافظات الستة بمطالب أشعلتها مذكرة قبض على رافع العيساوي. تلخصت المطالب بإنصاف العراقيين السنة وإطلاق المعتقلات من النساء والمعتقلين الذين القي القبض عليهم ببلاغات المخبر السري إضافة إلى مطالب أخرى أظن أن اغلبها موضوعي. لكن حقاً ما هو الفرق بين هذه وتلك لكي يستجاب إلى الأخيرة بهذه السرعة على الأقل إعلاميا وان لم تنفذ حتى الآن ولكن الوعود مطمئنة إلى حد ما. هل هو نوري المالكي؟ ام هل أن مصدرها جاء من جمهور الأحزاب الحاكمة. قد (ينط) أحدهم ويقول إن التظاهرات اشترك فيها كل العراقيين. الجواب هو لا، لم يشترك فيها كل العراقيين، فهي انطلقت من المحافظات الجنوبية وزحفت نحو بغداد بدافع تغيير الواقع الخدمي وبالتحديد الكهرباء والتي أشعلتها تصريحات قاسم الفهداوي وزير الكهرباء القادم من الانبار.
كان الحراك الذي يمور في المحافظات الغربية يجابه بالقتل والتسفيه والقذف بالتهم الجاهزة من ارهاب وعمالة لدول وغيرها، بل أن الغارات التي مارستها قوات الحكومة على المتظاهرين آنذاك أخذت شكل الروتين المقبول لدى الأوساط الحاكمة من سياسيين وبرلمانيين . حتى أصبحت هذه الاعتصامات في النهاية وقبل سقوط الموصل مضرب المثل في أنها تأوي الإرهابيين وغيرهم من أعداء (العملية السياسية) حسب ما كان يطيب للمالكي تسمية ادارة الدولة. فضلا عن استلاب حق المواطن العراقي من التعبير عن رأيه بذريعة حفظ (هيبة الدولة) المصطلح الذي ردده نوري المالكي كثيراً ولا اعتقد انه يعني شيئاً آخر سوى ممارسة اجهزة الامن الحكومية اي اجراء من شأنه قطع دابر اي احتجاج على سوء ادارة البلد.
قبل انهيار الموصل وسقوطها دخلت مجاميع من تنظيم داعش الارهابي مدينة سامراء في يوم 5/6/2014 ولم يكن الغريب في الامر دخولها وتهاوي دفاعات الحكومة اكثر من غرابة توقف هذه المجاميع عند جامع الرزاق النقطة الدالة لساحة اعتصام سامراء. عند ذاك وعلى اثر انسحاب داعش -الأكثر غرابة- استقدمت قوة من بغداد واقدمت على حرق ساحة الاعتصام!
طالبت الجماهير المعتصمة في المحافظات الغربية من جمهور المحافظات الجنوبية الانضمام اليها للتغيير بلا استجابة بل كان هناك بعض التندر على هذه الدعوات باعتبار انها تخطط لجر رجل الشارع الجنوبي الى خسارة الحكم!
حقاً، ما الفرق بين التاريخين؟ ولماذا هناك تأييد من جماهير المحافظات المحتلة والتي لو لم تكن محتلة لانضمت بدون تردد لهذه المظاهرات واعتقد ان ما حرر منها سينظم اذا ما سنحت له الفرصة وطالت مدة الاحتجاج وسوفت الحكومة في تنفيذ المطالب. في حين كانت تجابه دعوات الانضمام الى الحراك السلمي الذي طالما بقي سلمياً على مدى محاولات المالكي شيطنته منذ اول تعليق عليه حين اطلق عليه صفة الفقاعة وانتهاءاً بمجزرة الحويجة وديالى التي سيحاسب عليها يوماً بكل تأكيد.
هذا تساؤل يمكن ان يؤخذ في الحسبان (عند لبس الحذيان)(*)
(*) مقتبس من مثل عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة