الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بغداد .. ثّمة أمَل

امين يونس

2015 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


حراكٌ شعبي في بغداد ومُحافظات الوسط والجنوب ، ضد سوء الخدمات وضد الفساد . إستجاب رئيس الوزراء السيد " حيدر العبادي " ، لضغط الحراك الجماهيري ، وقّررَ إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء ، وإلحاق أفواج حماياتهم بالقوات المُسلحة ، وتقليص عدد الوزارات وحمايات المسؤولين .. ووافق مجلس الوزراء على القرار ، واُرسِلَ الى مجلس النواب ، للتصويت عليهِ .
................................
ملاحظات عامة :
* العبادي أقالَ المالكي من منصب نائب رئيس الجمهورية .. في حين ان المالكي لايزال هو الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية ، الذي ينضوي العبادي تحت لواءه . وإذا إستمرت المظاهرات وتصاعدَ زخمها في الأيام القادمة ، فمن المُحتَم ان يُطالِب المتظاهرون ، بتقديم المالكي الى المُحاكمة ، عن سوء إدارتهِ طيلة سنوات . وهُنا ، يتوجَب على العبادي ( إذا أرادَ ان يكون المُخّلِص ورمزاً للتغيير الجذري ) أن يستقيل فوراً من حزب الدعوة ، ويُعلن إنتهاء عصر المُحاصصة الطائفية والقومية ... فهل يفعلها .
* المرجعية الشيعية في النجف ، المتمثلة بالسيستاني ، أعلنتْ وقوفها مع المتظاهرين وأيدتْ العبادي في خطواته الرامية الى عزل رموز الفساد .
هنالك كما يبدو ، صراعٌ كانَ خفياً فيما مضى ويظهرُ على السطح الآن ، بين مرجعية النجف ومرجعية قُم . وتتوزع الأحزاب الشيعية عندنا ، بينَ مَنْ يُؤيِد السيستاني ومَنْ يُؤيِد الخامنئي ، بل هُنالك حركات وأحزاب شيعية وميليشيات ، خاضعة لنفوذ مراجع أخرى غير الإثنَين أعلاه ..
المُهم .. لازالَ المالكي مُحتفِظاً بتشكيلات مُسلحة تأتمر بأمره .. مُقتدى الصدر عنده سرايا وأفواج مُسلحة .. هادي العامري قائد قوات بدر .. قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحَق .. الصرخي لهُ أتباعهُ المُسلحين .. إضافةً الى العديد من الميليشيات المُسلحة الأخرى .
وسط هذه الفوضى العارمة .. لايمتلك العبادي ، ميليشيا خاصة به .. وعلى الرغم من أنه رسميا ، القائد العام للقوات المُسلحة ، إلا أنه إستلمَ منصبه ، بعد ان إنكسرَ الجيش والشرطة الإتحادية ، وتحطمَ إثرَ سقوط الموصل وصلاح الدين وغيرها .. ولم يستطع مُحاسبة المسؤولين عن هذه الكوارث .. واليوم فأن " الحشد الشعبي " هو في الواقع ، جيشٌ مُوازٍ للجيش الرسمي .. وحين يكون هنالك أكثر من تشكيل مُسلَح ، فأنهُ دلالة على ضعف الدولة ..
فإذا قررَ العبادي المضي في خطواته الجريئة ، في التخلص من المحاصصة اللعينة والفساد .. فهل ان بقايا الجيش والشرطة والميليشيات والحشد الشعبي ( وكُلها فيها الكثير من بُؤَر الفساد ) ستقف الى جانبهِ ، أم أنها ستُجابهه وتعرقِل مساعيه ؟
* قبل أي مسؤولٍ تنفيذي ، تُطالِب الجماهير بعزله ومُحاسبته .. يجب أن تُطالِب بإقالة رئيس مجلس القضاء " مدحت المحمود " ، فهو راعي الفساد والفاسدين ، وهو ومجلسه ، لم يسمحا بمعاقبة أي من الفاسدين الكبار طيلة السنوات الماضية .
* يجب إستمرار المظاهرات ، فبمجرد تأجيلها أو إنخفاض زخمها ، ستفقد تأثيرها الحالي . حانَ الوقت ، لكي تبرز " قيادات " للحراك الجماهيري في بغداد والمحافظات ، ولا سيما من الشباب غير المنتمين لأحزاب سياسية . من الضروري ، ان تكون المظاهرات مُنّظَمة أكثر وشعاراتها مُحّدَدة ومُوّحَدة .. وان ترتقي المطالب تدريجياً ، الى درجة الإصرار ، على إلغاء المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية ... أي إلغاء العملية السياسية الحالية ، وبناء أخرى وفق اُسُسٍ وطنية صحيحة ومتينة .
.............................
هل ستحدث أعمال عُنف وقلاقل ، أثر إستمرار المظاهرات الشعبية ؟ .. من المٌمكن جداً أن يحدث ذلك . لكن طيلة 12 عاماً الماضية ، كانَ هنالك عنف أعمى وقتلٌ مجاني يومي ، في طول البلاد وعرضها ، قامتْ به جيوش الإحتلال والفصائل الإرهابية والطائفية المتنوعة .. واليوم .. فأن هنالك إحتمالٌ أن تسعى مافيات الفساد الكبرى وعصاباتها الإجرامية المُسلحة ، أن تُقاوِم وأن تقف بوجه الجماهير المنتفظة ...
فإذا كانَ القتل والذبح والتشريد ، طيلة السنوات الماضية ، مجانياً وغبياً وبلا معنى ... فأن الوقوف بصلابة بوجه مافيات الفساد الكبرى المتحكمة بكل مفاصل الدولة ... يغسل كُل ذنوبنا وسلبيتنا وغباءنا في إنتخاب هذه الطبقة الفاسدة ولأكثر من مّرة ، ويرتقي بنا إلى مصاف الشعوب الحّية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توفير
د.قاسم الجلبي ( 2015 / 8 / 10 - 13:09 )
اشارت الآخبار الآخيره , ان الآصلاحات الآخيره التي قام بها العبادي وفرت للدوله 100 مليون دولار شهريا بعد الغاء وكلاء رئيس الجمهوريه الثلاث ووكلاء رؤساء رئيس الوزراء مع تخفيض حمايات النواب من عشره الآف الى الف عنصر, وكانت مناصب نواب رئيس الجمهوريه لوحدها , تكلف الميزانيه 5 ملايين دولار شهريا, اي بذخا هذا واي استهتار بحق فقراء الشعب, بهذه الوفره من المال ان تقدم حكومه العبادي ببناء العديد من المدارس والمستشفيات, وتحقيق الرفاه الآقتصادي للجميع , مع التقدير


2 - تحية يا استاذ امين يونس
كنعان شـــماس ( 2015 / 8 / 10 - 13:20 )
تحية لهذه الصراحة والتسميات التي لانفــــاق فيها . شــــخصيا ( لتجربة مــرة ) كلما اشــاهد مظاهرة يتبادر الى ذهني ســـــوال من يدفع تكاليف مستلزمات المظاهرة ؟؟؟ تحيــــــــــــــــــة


3 - خذوا العبر.!؟
حسن الكوردي ( 2015 / 8 / 10 - 19:55 )
تحياتي استاذ أمين . متى تصل هذه الشراره الى دهوك وأربيل وكركوك والسليمانية مثلما حصل في إنتفاضة عام ( 1991) عندما بدأت مِنَ الجنوب ووصلت الى الشمال . !؟ . هنا اُذَكّر من يسمون أنفسهم حكام البلد دون إستثناء أن يتذكرو التأريخ الدموي للعراق حيث إن أغلب مَن حكموا بلاد مابين النهرين من الدولة السومرية ولحد ألآن قتل وسحل فعليكم يا حكام البلد أن تأخذوا عبر من التأريخ وهذه البدايه . وشكراً


4 - الصوت الحر
رائد الحواري ( 2015 / 8 / 10 - 20:08 )
أمين يونس يتميز بصوته الصادق والذي يحاكي الواقع العراقي، فهو يمثل الكاتب الضمير الحي، نشكره على صدقة وصوته العالي بوجه الفاسدين

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع الإنسانية من داخل مستشفى كمال عدو


.. عاجل | مصدر لبناني للجزيرة: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي ا




.. ما أغلى 5 صفقات لحراس المرمى بالعالم؟


.. مصدر أمني لبناني يكشف للجزيرة أن حزب الله فقد الاتصال برئيس




.. إسرائيل تواصل محاولة اكتشاف مواقع حزب الله في الجنوب اللبنان