الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عناق شافي

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2015 / 8 / 10
الادب والفن


كم من العشق يسكن بين جوانحي لأولئك براعم الإنسان .. أنامل الرضيع المجهرية ونظراته الهائمة التي تجول في الأرجاء دون أن تدري الهدف .. ابنة شقيقتي الرضيعة لها من ذلك العشق النصيب الأكبر .. في صياحها الذي يؤرق من لم يعهده النوم من قرن من الزمان أحملها بين يدي ثم أضع رأسها الصغير ووجنتيها الموردة تجاه ضلعي الأيسر فتهدأ وتستكين وكأنها تسترق دقات قلبي فتعي – على حداثتها – معنى نغماته .. شفرة من شفرات الحب .. عناق يلين الحجر المتكلس ويسكت عجيج البحار ..
في ظروف غير مماثلة .. حينما تتفاقم الأزمات من حولي وتخور قواي أعتدت ألا أتحدث مع أحد عن همومي .. حتى الأقربين يعجزوا عن تفسير تلك الملامح الصلبة التي لاتخلو من التجاعيد التوضيحية لكنها أكثر غموضاً فهي لا تروي ما يجول في الأعماق .. تكتفي بالسكوت الهادئ الذي يخفي شيئاً من الاحتمال المؤلم .. تسألني والدتي عما يدور في داخل أحشائي المضطربة فتجد ذاك السكون الذي يخفي أعاصير أقسى من الزوبعة المستبيحة لما تواجه من أشياء مُخلفة ركام يطول الوقت أن يُمحى أثره .. انزوي بين آلامي تاركاً للدموع فرصة لتأخذ مساحة لا أمنحها أياها أمام أي كائن من كان فهي شديدة الخصوصية لي .. ثم أشتاق لحضن دون كلم .. حضن واحد ليس بأكثر كيما تهدأ لواعجي .. لكن كيف وأنا قد أغلقت الأبواب كي أتألم وحدي في هدوء ؟!! في تلك اللحظات الخاصة والبائسة تمتد يدي أمام الكوة شاخصة إلى لآلئ الظلام الليلية أطلب ما اترفع عن طلبه من الآب الحقيقي .. أجد علامات أنامله تاركه أثارها حول عنقي وبين ضلوعي ... صوت يرتجف من مراحمه التي لاتزول " حبيبي .. لك سلام " ... فأغفو بين يديه باسم الثغر مطمئناً ...
كم من البشر لا يهفو فؤادهم الأليم إلى عناق دافئ !! .. كم من أحداث التاريخ كانت لتتغير إذا عانق المتحاربون إنسانيتهم المجروحة !! .. كم من الجروح لتندمل جراء عناق شافي !! لنكتفي من كلمات الحب المصطنعة فقط أقترب من المتألمين وضع آذانهم عند القلب المحب وسيقوم هو بالمهمة بقدر ما يحمله من صدق الحب الشافي .... فقط عانق دون سخف الكلمات الملونة .. فهنا العناق وحده يكفي ....
لكن - على سبيل المزاح - أنا أتحاشا كثيراً وعن عمد التحدث وجهاً لوجه مع من أعشق لأن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عما أخفيه تجاهها فأخشى أن أعبر عنه بصدق في صورة عناق يلخص تلك المشاعر فينتهي الأمر بصفعة لا تخلو من ألم موجع للكرامة ... هنا فقط أكتفي ببعض الكلمات التي بين طياتها تحمل صدق العناق ..
العناق من أجمل صور الحب أن لم تتمتع به متع أنت به غيرك الأكثر تألماً فهو شافي ....












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي