الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن طلائع التحرير الفلسطينية واليهودية !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 8 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قبل أسبوع تفاخرت حركة حماس بتخريج 25 ألف طفل من دورات عسكرية أسمتها طلائع التحرير، حيث نشرت وسائل الإعلام التابعة للحركة مقاطع فيديو تظهر مدى قوة والتزام الأطفال بالدورة التي تعلموا فيها فك وتركيب البنادق الرشاشة.

اليوم ذهبت للمشاركة في مسيرة للجبهة الشعبية ضمن فعاليات الاحتجاج ضد تقليصات الأنروا، والحقيقة أن المسيرة كانت حاشدة بالفعل. لكني لاحظت وجود عشرات من الأطفال يحملون الأعلام ويلبسون الزي الأحمر، وعندما سألت زميل لي عن هؤلاء قال لي: هؤلاء الفتية هم طلائع التحرير الجبهاوية !!

قلت أن هذا العمل خاطيء وليس من الحكمة عسكرة الأطفال، وبالتالي المجتمع برمته على المدى البعيد، فقالوا نعلم أنه خطأ، ولكن ماذا نفعل، إذا لم نفتتح مخيمات عسكرية لهم سيذهبون إلى حماس ! فآثرت الصمت لأن المسيرة تحركت.

كذلك ومن قبل كل هذا، ومن سنوات، كنت قد شاهدت مقاطع فيديو لأطفال من اليهود الحريديم وهم يتدربون على السلاح ويتعمشقون على الدبابات !!

ما أود قوله، هو أن عسكرة الأطفال نوع من أنواع العنف أو التحضير له من نواحي نفسية وعقلية، وهذا انتهاك صارخ وخطير لاتفاقيات حقوق الطفل التي أقرتها الأمم المتحدة، ولكن للإنصاف فإن حماس قديماً كانت تستغل تلك المخيمات من أجل ترفيه الأطفال بكرة القدم والمشي والسباحة ويظل التدريب على السلاح لفئة الشباب ما فوق 18 سنة. الأمر ببساطة هو أن حماس شاهدت الفيديوهات اليهودية فاعتقدت أن هذه الخطوة صائبة، وبالتالي عزمت على التحضير للعدو بنفس عقليته .. اليهود الحريديم بدأو بتواطؤ ودعم الدولة، وحماس قلدت اليهود، والجبهة قلدت حماس، ولا نعلم من سيقلد الجميع لاحقاً !

كان الأصح والمنطقي بالنسبة لحماس وللجبهة أن تحتفظان بالفيديوهات اليهودية وتنشرها على مواقع التوصل بهاشتاغات بكل اللغات، لكي يشاهد العالم بربرية وهمجية اليهود الحريديم وانتهاكهم البشع لحقوق الطفل، لا أن نقلدهم تقليد أعمى، فمن يضمن مستقبل الطفل ؟ من يضمن أنه هذا الطفل الذي سيصبح رجلاً في القريب العاجل، لن يصاب بلوثة عقلية تدفعه لاستخدام السلاح ضد أبرياء من نفس مجتمعه أو حتى من الآخرين " الأعداء " ؟؟! ولماذا الاعتداء على براءة الأطفال بتعليمهم استخدام أدوات القتل ؟؟! كم هو مقزز !

لا أعتقد أن المجتمع المدني الإسرائيلي قد صمت حيال تلك الممارسات اللاأخلاقية، ولكن عندما تتواطأ الدولة بدباباتها وأسلحة جيشها فإننا أمام معضلة كبرى وأكثر خطورة من ذي قبل، فهل سنقضي أعمارنا كلها ونحن نراقب هؤلاء المجانين وهم يستعدون لجولات أكثر عنفاً ودموية ؟!

ثم لماذا تبتهج القوى الصهيونية بأخبار إنهاء الوكالة لخدماتها ؟؟! ولماذا لا تدفع إسرائيل مبلغ العجز باعتبارها المسؤول الأول عن مأساة اللاجئين ؟؟! إلى متى ستظل إسرائيل تختفي خلف الإمبراطورية الإعلامية الأمريكية ؟؟! وما هو مدى انتشار كتاب الباحث والمؤرخ إيلان بابيه في إسرائيل، بعد أن تمت ترجمة الكتاب لأكثر من 18 لغة أجنبية ؟؟! وبأي حق تتقاضى إسرائيل تعويضات مالية من ألمانيا عن المحرقة ؟! ولماذا يطالب العالم تركيا بالاعتراف بجرائم التطهير التي ارتكبتها ضد الأرمن ؟؟! ويبقى السؤال: متى ستعترف الصهيونية بجرائم ذبح وتهجير الشعب الفلسطيني ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرق
رائد الحواري ( 2015 / 8 / 10 - 20:16 )
الفرق بين ما تقوم به الجبهة و-الاخون الفلسطينيون- واليهود، أن الجبهة تنظيم يعتمد على الفكر، أما الاخوان الفلسطيين واليهود فهم يعتمدون على الدين، وهذا بعتقادي فرق كبير، الأول يمكن أن تؤثر فيه بالفكر، بمعنى يمكن للاطفال أن يحصلوا على هامش جيد للتفكير، بينمها الطرفين الآخرين فهم يعبؤون كما يعبأ كيس التبن.

اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط


.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا




.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف