الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تبرئة إسرائيل وبريطانيا من المسؤولية ؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أعتقد أن التظاهر أمام مقرات الأنروا التي تعلن العجز المالي هو عنوان خطأ، فالأصل أن يتم التظاهر أمام القنصليات والممثليات وسفارات الدول المانحة لمطالبتها بالوفاء بتعهداتها الأخلاقية والقانونية تجاه ملف اللاجئين، ذلك أن دول العالم التي خرجت منتصرة في الحرب الكونية الثانية، هي التي أنشأت إسرائيل ومنحتهم أرض فلسطين بمثابة اعتراف بنضالات اليهود ضد النازية والفاشية الهتلرية. لكن الحركة الصهيونية التي غنمت فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت تروج في دعايتها أن فلسطين أرض " بلا شعب " وأنها من حق اليهود لأنهم شعب بلا أرض. هذه الخرافة تبخرت على أرض الواقع، فمع إعلان قيام دولة إسرائيل قامت العصابات الصهيونية المسلحة والمدعومة من قبل بريطانيا بذبح وتدمير وتهجير 530 قرية ومدينة في فلسطين، وتسببت بتهجير نحو 750 ألف فلسطيني إلى غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان، أو ما يعرف بالمناطق الخمس لعمليات الأنروا.

تأسست الأنروا عام 1949 من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين في مناطق إقامتهم، بدلاً من الإصرار على إعادتهم إلى بلادهم الأصلية، ومع مرور الزمن شنت الصهيونية هجوماً على الأنروا بهدف إنهاء خدماتها المقدمة للاجئين، ما يعني الشروع الفوري بعملية توطين اللاجئين في أماكن الإقامة، وهو المشروع الذي تم طرحه عام 1955 بهدف جعل أرض فلسطين ملكاً صافياً للحركة الصهيونية بلا نزاع مع السكان الأصلانيين.
إن المنطق والعقل والقانون الدولي يؤكد على أن المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن مأساة اللجوء والتشرد لخمسة ملايين إنسان في مناطق الأنروا تتحملها إسرائيل أولاً وبريطانيا ثانياً وأمريكا ثالثاً، فإسرائيل هي سارقة الأرض ومغتصبتها بخرافة أرض الأجداد التي لم يوجد دليل آركيولوجي واحد على وجودها، ومثلما تدفع ألمانيا تعويضات سنوية تقدر بثلاثة مليارات دولار إلى ضحايا المعتقلات النازية من اليهود وحدهم ( المعتقلات كانت تضج باليهود والغجر والشيوعيين والعلمانيين )، وكما يطالب العالم تركيا بتحمل مسؤولية المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن، فإن المنطقي أن تتحمل إسرائيل ( وليس الأنروا ) مسؤولية إغاثة اللاجئين لحين البت في مشكلتهم من خلال عودتهم إلى بلادهم ثم تعويضهم عن الممتلكات وسنوات التشرد والعذاب.

إذن لتتوجه المسيرات الغاضبة في بداية العام الدراسي إلى سفارات بريطانيا وكذلك إلى المعابر الحدودية مع الأرض المحتلة. هذه هي العناوين الأصيلة للتظاهر والمطالبة بالحقوق، أما الذهاب إلى مقرات الأنروا فهو لا يفسر بأكثر من استمرار لحالة التسول الرثة.
عند موعد بداية دوام الطلاب الرسمي في الأول من سبتمبر، يفترض أن يتم تنظيم اللاجئين والطلاب في مسيرات شعارها " مسيرات حق العودة " وشعار " أعيدونا إلى بلادنا ". كذلك – وللتأكيد - مطلوب تنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات بريطانيا في جميع أنحاء العالم بصفتها الدولة المسؤولة عن إصدار وعد بلفور الذي منحت بموجبه أرض فلسطين للحركة الصهيونية ( وليس لليهود فالكثير من يهود العالم ما زال لا يعترف بإسرائيل ويرفضون الهجرة إليها )، وليكن الموعد الرسمي لافتتاح العام الدراسي هو بداية انتفاضة اللاجئين في المناطق الخمس للتأكيد على حق العودة.

#إسرائيل_هي_العنوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم