الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروعية التغيير والاصلاحات السياسية في حكومة العبادي

عمار سعدون البدري

2015 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية




في حقيقة الامر , تُمثّل مطالب التغيير المشروعة التي عبرت عنها التظاهرات الاحتجاجية التي تجتاح العراق منذ الشهر الماضي مظهراً من مظاهر الاضطرابات التي عاشها الشعب العراقي واختمرت على مدى سنوات، حيث لم يعد ممكناً تحمّل الوضع الراهن. الامر الذي يجعل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبأدي امام خيار: إما أن يقود عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي من أعلى الهرم، أو يرى ذلك يحدث في الشارع العراقي من أسفل الهرم.

حتى وقتنا هذا، كانت ردود فعل وزراء الحكومة وروؤساء الكتل السياسية واعضاء مجلس النواب على الأحتجاجات الشعبية في ساحة التحرير ومحافظات العراق مخيبة للآمال تماماً.وعلى الرغم من ان العديد منهم قد تورط بالفساد ونهب المال العام واستغلال النفوذ السياسي ,الا ان المتابع للاحداث يرى ان الجميع يؤيد هذه التظاهرات الشعبية ويدعوا الى محاربة الفساد والاقتصاص منهم في مسرحية كوميدية هزيلة في محاولة للضحك على ذقون ابناء الشعب العراقي بكل اطيافه , ابطال هذه المسرحية هم من بعض السياسيين الذين جاءت بهم المحاصصة الطائفية والولاء الحزبي على حساب الولاء الوطني الى المناصب الحكومية .

العراق ومنذ عملية التغيير الديمقراطي عام 2003 وحتى الان يعاني من نخبة سياسية متخندقة. فقد خلق النظام السياسي الجديد في العراق هذه الطبقة من المجتمع بهدف دعم حكمها، وصنع قادة الكتل السياسية أنظمة ريعية، واشتروا الولاء عبر تقديم الخدمات. هذه النخب المتحجرة، التي لاتريد التخلي عن حياتها التي تعج بالامتيازات، سوف تقاوم كل الإصلاحات السياسية والاقتصادية من أسفل الهرم، وتعارض أيضاً القادة الوطنيين بمجرد تفكيرهم بالقيام بإصلاحات. وقد تلجأ هذه النخب السياسية بحكم خبرتها التي اكتسبتها طوال هذه السنين الى القيام بتغييرات تجميلية في النظام السياسي وتقديم العطايا والصدقات في خطوة لامتصاص نقمة الشعب عليهم للبقاء في مناصبهم التي احتكروها.


ان محاولة تغييرالوزراء وترشيق الحكومة وفضح قضايا المفسدين لن يكون كافيا للاسهام في تسريع وتيرة الإصلاحات, وفي نفس الوقت ليس كافيا لايقاف شرارات الاحتجاجات الشعبية, وعلى الرغم من ان الشعب العراقي لم يعودوا يثقون في قدرات حكوماتهم على تقديم إدارة أفضل للأمور السياسية والاقتصادية. الا ان حكومة العبادي مازالت تمتلك فرصة قوية مدعومة من قبل المرجعية الدينية والدعم الشعبي والاعلامي للبدء بعمليات إصلاح سياسي حقيقية ومستدامة بصورة تدريجية، لأن هذه الاصلاحات لايمكن ان تحدث بين عشية وضحاها، ولاينبغي إنجاز الأمور بوسائل تقود الى التصادم بين الشعب والنظام ربما تخدم اعداء العراق من الارهابيين الذين يحاولون النيل من اللحمة الوطنية.

بناءا على ذلك يتعين على حكومة العبادي المدعوم من قبل الشعب والمرجعية الدينية ، البدء في إقامة برلمان أكثر قوة من خلال إدخال تعديلات على القوانين الانتخابية بما يجعل الانتخابات أكثر نزاهة والبرلمان أكثر تمثيلاً. والعمل على ترشيق الحكومة والغاء جميع مناصب النواب في جميع الوظائف الحكومية, وترسيخ استقلالية القضاء من اجل محاسبة المفسدين، الابتعاد عن المحاصصة في تولي المناصب الحكومية ومجالس المحافظات, ومحاربة المفسدين بعد تطبيق "من اين لك هذا" واحالتهم الى القضاء العادل , ترسيخ ثقافة المواطنة والتعايش السلمي والتسامح , واخيرا العمل على ايجاد سياسات وبرامج اقتصادية تساهم في رفع المستوى المعاشي والصحي والتعليمي للمواطن .

الاصلاحات السياسية وتحسين الواقع الاقتصادي والخدمي ستبقى مطالب مشروع تنادي به الجماهير في ساحات الاحتجاجات في عموم محافظات العراق,وعلى حكومة العبادي الاسراع في تنفيذها وايجاد الحلول الناجعة لها للخروج من الازمة التي قد تعصف بالحكومة والبلاد بعيدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة