الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة ناجية من داعش

ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)

2015 / 8 / 11
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


ناجية من داعش: هربت بعد ثمانية أشهر، اختبأت في خزانات الماء لأنجو منهم:
دهوك-ماري اسكندر عيسى
ثمانية أشهر مختطفة وأسيرة لدى داعش، هوّن عليها أن طفليها معها، وكذلك أختين لها. بينما بقية أهلها لا تعرف شيء عنهم. وزوجها لم تتأكد إن كان حياً أو ميتاً، رغم اعتقادها باستشهاده، كحال كل من رفض إعلان إسلامه.
هكذا بدأت الناجية الحديث عن رحلة عذابها، تضيف:" لم ولن يهدأ لي بال حتى أطمأن على بقية أهلي وإخوتي وقريباتي، وأتأكد من مصير زوجي الذي كان يوصيني بطفلينا وهم يقتادوه ".
للناجية "35 سنة" طفلين صبي وبنت رافقاها برحلة اختطافها. كانت تعيش مع زوجها وأهل زوجها حين اقتحم داعش قريتها كوجو وأخذها مع ستة نساء من البيت في 15 -8-2014 .
بادئ الأمر أخذوا نساء القرية جميعهن إلى مدرسة كوجو ومنها إلى معهد سولاخ. تتابع:" في معهد سولاخ فرزونا. أرسلوا حوالي سبعين فتاة إلى الموصل، أما أنا فأخذوني مع المتزوجات إلى تلعفر مع أختين لي، واثنتين من بنات عمي، وأخوات زوجي".
تتذكر بألم ، فتقول:"كنت لأربعة أشهر مع أكثر من تسع نساء في تلعفر نعيش في بيت ، نرعي الغنم ونخدم الدواعش حتى اعتدنا الامر. لكن في الاربعة أشهر الاخيرة عشت على أعصابي فقد كنت أختبئ منهم بخزانات الماء مع طفليّ حين تخبرني إحدى العجائز بأن مجموعة منهم قادمين".
بدايةً استثنى الدواعش المتزوجات من توزيعهن على مقاتلي داعش، واكتفوا بوضعهن للخدمة على اعتبار أن الزواج بمتزوجات حرام. لكن بعد حوالي أربعة أشهر، بعد أن أصبحت الفتيات تهرب منهم، صاروا يقومون بحملات مداهمة للبحث عن هاربات، وانتقاء الجميلات من المتزوجات.
تتابع :" نجوت منهم في المرة الأولى بالصدفة، حيث اختبأت وراء الشجر بعيداً عن البيت الذي أسكن به. لم ينتبهوا لغيابي. لكن آلمني أنهم أخذوا أختاً لي متزوجة ومعها طفلها إلى الموصل حيث زوجوها لمقاتل مع داعش. صرت ارتعد خوفاً كلما أتوا، كنت أخاف أن يكتشفوا مكان اختبائي أنا وطفليّ، واتنفس الصعداء حين يذهبون".
استمر الوضع والقلق لأربعة أشهر، حتى قرر الدواعش الافراج عن وجبة من العجائز والمتزوجات بتاريخ 7-4-2015، وإرسالهم من تلعفر إلى كركوك واربيل ومنها إلى ديارهم.
تتابع الناجية :"صعدنا السيارة، واعتقدت أنني نجوت، وأن رحلة عذابي انتهت، لولا أن داعشي رآني. قال لي حرفياً:أنت جميلة لا يجب أن تعودي، وأمرني بالنزول من السيارة. نزلت بخوف أجرّ طفليّ ورائي، استغليت انشغاله بالتفتيش بين النساء، وهربت دون أن اعرف إلى أين اتجه".
مشت هي وطفليها ليومين بدون ماء ولا طعام، شربوا من المياه الموجودة في الأرض لسد رمق العطش وليستطيعوا متابعة المشي.
بعد يومين رأت رجلاً فتوسلت له ليساعدها. رافقهم باتجاه الجبل حتى وصلا لبناء غير مكتمل "هيكل". طلب منها الانتظار، ذهب وعاد بالطعام والشراب لهم. وفي المساء تابعوا المشي حتى مركز للبيشمركة في سنوني (قريبة من سنجار). باتوا في المركز، وفي الصباح نقلوها مع طفليها إلى مركز للبيشمركة في الدهوك بتاريخ 9-4- 2015.
لم تكن تحمل موبايلا ، ولا تحفظ أي رقم من أرقام أقربائها. لكن أحد رجال البيشمركة كان قريبها تعرّف عليها، واتصل بمعارفها. بعد ساعة أتى أخاها وأختها واصطحباها إلى أحد المخيمات حيث ماتزال تعيش حتى اليوم.
نجت أخت لها كانت معها. وماتزال أختاً أخرى مع طفلها، وابنة عم وقريبات لها أسيرات بيد داعش بالموصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: انقسام الجمهوريون وأمل تبعثه الجبهة الشعبية الجديدة


.. هل تتجه فرنسا نحو المجهول بعد قرار ماكرون حل البرلمان وإجراء




.. حزب الله.. كيف أصبح العدو الأكثر شراسة لإسرائيل منذ عام 1973


.. ترامب ينتقد زيلينسكي ويصفه -بأفضل رجل مبيعات-| #أميركا_اليوم




.. تصادم قطارين في الهند يودي بالعشرات