الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 3

خالد حسن يوسف

2015 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ومع اعتقال اللواء جامع علي قورشيل في مارس 1970 تقلد اللواء محمد عينانشي جوليد منصب الرجل الثاني في المجلس الأعلى للثورة بحكم التسلسل القيادي في اطار المجموعة الانقلابية, كما أن تعيينه في المنصب مثل حالة توازن جغرافي إقليمي في أوساط المجلس لاسيما وأن كل من اللوائين جامع علي قورشيل و محمد عينانشي جوليد, أنحدرا من شرق وغرب شمال الصومال اللذان خضعا للاستعمار البريطاني (سلطنة الورسنجلي,المحميات,المستعمرة أراضي قبيلة الذولباهنتي) ودمج الإقليمين في عام 1920, وقد عمل كلاهما معا في مدينة هرجيسا بعد عام 1960 كقائدين لشرطة والجيش وكانا قد سجنا من قبل المجموعة الانقلابية ال 16 في عام 1961.

وذكر مصدر صومالي مطلع أن اللواء محمد سياد بري واللواء جامع علي قورشيل خلال التنسيق والإعداد للانقلاب وتحديد نسبة الضباظ المشاركين في الانقلاب, كان الجنرال سياد قد أندهش من أسماء القائمة الضباط التي كان قد قدمها اللواء قورشيل كأعضاء امقترحين من جانبه للمشاركة, وحدث أن سأله أين هم رجال قبيلتك من الورسنجلي Warsengeli ؟

إلى أن الأخير تمسك بالقائمة التي كان قدمها وبمعزل عن ضم أي ضابط من أبناء قبيلته, وقد أكدت السيرة الذاتية الاجتماعية للجنرال قورشيل أنه لم يكن يمنح أية أهمية للحمية القبلية والعديد من أبناء قبيلته قد أكدوا أنه لم يكن يعير أي اهتمام لمطالبهم التي كان يتقدم بها بعضهم لمساعدتهم وعدم العمل بالمحسوبية من قبله في سبيل خدمتهم.

وقد كُلف الضابط عبدي ذيبو والذي تقلد درجة اللواء فيما بعد بالاشراف على عملية القبض على اللواء قورشيل والمنحدر من قبيلة ذولباهنتي Dulbahnte القاطنة في مديرية عيرجابو Ceeriigabo التابعة لمحافظة توجظير Togdheer أنذاك, ومن ثم أودع في سجن لمعسكر للجيش في عام 1972 بمديرية واجد Waajed في محافظة بكول Bakool بتزامن مع اعتقال 22 شخصية عامة صومالية كما روى الضابط السابق عبدالرزاق عقلي أحمد في حوار سابق له مع برنامج حفظ الذاكرة لقناة القرن التلفزيونية,.

وفيما بعد عين وزيرا لداخلية جامع محمد غالب المنحدر من قبيلة عيداجلي Ciidagale ذو صلة العضوية بقبيلة الورسنجلي ولاسيما عشيرة باهوجيسلبي Bah-ogayslabe والتي جمعها الحلف الاجتماعي مع عشيرة ـ Jibriil Siciid والتي أنحدر منها اللواء قورشيل, وإن كانت هناك حسابات سياسية أخرى قد وقفت وراء تعيين جامع محمد غالب في المنصب الذي كان قد تقلده الجنرال قورشيل خلال فترة قصيرة.

وفي اطار صراعات المجموعة الانقلابية, أتجه النظام نحو معاقبة المواطنيين المنتمين لقبيلة الجنرال قورشيل, إذ تم التشديد على عدم استيعاب الأطر المثقفة المنحدرة من قبيلة الورسنجلي في مؤسسات الدولة الصومالية وذلك على خلفية معاقبتهم بفعل الصلة القبلية التي جمعتهم مع الجنرال قورشيل.

تم رفض تعيين الكثيريين منهم في دوائر العمل المختلفة واستبعد شباب من القبيلة قدموا من شمال الصومال ومدينة عدن والمطالبين بالعمل في الدوائر الرسمية وصولا إلى عام 1972, والذين قيل لهم " أنتم الثورة ليست راضية عنكم رغم امكانيتكم" وهو ما أدى إلى لجوء الشاب محمد الحاج علي والقادم من مدينة عدن, والذي أكد أن الظروف دفعته لمقابلة عضو قيادة المجلس الأعلى للثورة أحمد سليمان عبدالله, لتوسط له لتعيينه في جهاز الشرطة وطارحا عليه معاناته هو وأمثاله من أبناء القبيلة, وهو ما أفضى إلى تعيينه كملازم ثاني وعلى خلفية عمله في جهاز شرطة مدينة عدن اليمنية فيما مضى.

إلى أن الرئيس محمد سياد بري رغم تلك الحيثيات فقد عين الملازم ثاني محمد فارح شوذي كحارس شخصي له (ياور) رغم أنه منحدر من قبيلة الورسنجلي والذي كان من اطار المجموعة القادمة من مدينة عدن, وطالب الأخير في عام 1982 الرئيس سياد بإعفائه من عمله في البلد وبذلك تم تعيينه كملحق عسكري لصومال في السفارة الصومالية بتونس, رغم تمسك الرئيس سياد في استمراره بالعمل على الصعيد الداخلي.

ورغم أن المجلس كان قد أعلن ميثاقه والمتضمن برنامجه السياسي إلى أن ذلك لم يكن يعني أن المجموعة العسكرية كانت تمثلك برنامج سياسي واضح المعالم بقدر ما كان الأمر يمثل بمحاولة لكسب الرأي العام الصومالي والخارجي, خاصة وأن الميثاق شكل بحالة تقليد للخطاب سياسي لنظام المدني في مرحلة الديمقراطية, مجموعة ضباط لم يكن يجمعهم أي فكر مشترك أو امثلاكهم لخبرة سياسية بعد استثناء جنرالاتهم, فكانت إضافتهم الوحيدة للمسار السياسي والذي كانوا أنقلبوا عليه, ممثلا في إلغاء جميع الأحزاب.

وكانت النتيجة أن جاء برنامجهم السياسي كتالي (1)

1- إقامة حياة اجتماعية تقوم على أساس تكافوء الفرص للعمل والعدالة الاجتماعية.

2- اعداد برنامج للتنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في البلاد يكفل لها تقدماً سريعاً.

3- محو الأمية وبعث التراث القومي للشعب الصومالي.

4- اتخاذ الإجراءات المناسبة والتي تتوافق مع كتابة اللغة الصومالية.

5- تصفية جميع أنواع الفساد والفوضى , والحقد في جميع صوره.

6- إلغاء جميع الأحزاب.

7- إجراءا اتنخابات حرة نزيهة ليس فيها تحيز في الوقت المناسب.

ثانياً - الأهداف الخارجية:

1- تأييد التضامن العالمي وحركات التحرير الوطنية.

2- المقاومة والنضال ضد جميع أشكال الاستعمار.

3- النضال من أجل الحفاظ على الوحدة والقومية الصومالية.

4- الإعتراف بمبادئ السلام القائمة بين جميع الشعوب.

5- الإستمرار في المحافظة على سياسة عدم الانحياز.

6- احترام جميع الإتفاقيات الدولية التي أبرمتها الجمهورية الصومالية.

وحدث أن وقع الانقلاب الفاشل لرائد السابق هاشم العطا ورفاقه في السودان على نظام الرئيس جعفر محمد النميري في 19 يوليو 1971, وبذلك أتجه الرئيس النميري ونظامه نحو اصدار الأحكام ال 26 والقاضية بحماية نظامه ومعاقبة خصومه السياسيين, فاتجه عسكر الصومال نحو اقتباس تلك اللوائح وبذلك صدرت المادة ال 54 والتي قضت بإعدام كل من يقوم بالانقلاب على النظام الصومالي ولاسيما من اعضائه في المجلس الأعلى للثورة.

الهوامش:

1- تاريخ الصومال في العصر الحديث (1486 - 1969), الدكتور شوقي عطا الله الجمل, المسح الشامل لجمهورية الصومال الديمقراطية - دراسة معهد البحوث والدراسات الافريقية - , نشر في 1982.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو