الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستقوم القيامة فى اغسطس

رائد حسين

2015 / 8 / 11
الادب والفن


فى رابعة
أشربُ قهوتى فى تمام الواحدة صباحاً ,
لا أصلى التهجد مع الناس ,
أدخن بكثافة ,أفكرُ بكم العبث المحيط وبالموت , أنتظر اتصالاً واحداً أخيراً من كائنٍ أحترقُ شوقاً لسماع نبرتهِ الحزينة حدَّ الإختناق, قبل أن أفارق العالم الغير مفهوم ,أنتظرُ دون جدوى .
أحب الصلاة وحدى ,
أرى الله فى سجودى أحياناً ,أخاطبه كأنى طفله العاق ,أسألهُ أن يرحم صديقاً قُتل منذو أيام ..
أُحب الحياة , والموت يُطلُ برأسه من خلف الخيام ,
القهقهة لا تنتهى ..
ومعلباتُ الأمل تُوزعُ مع معلبات الطعام ,وما زلتُ لا أشتهى شيأً سوى التبغ واليأس وصوت الكائن الذى لم يأتِ أبداَ ..
يمضى النهار غريباً كغربة قلبى فى أرضٍ أقرب لأرض المحشر ,
غسلت الشمسُ شعرها فى جهنم ونشرتهُ على وجهى ,يمر الناس بالماء البارد ينثرونه على المارة ,الماء يُبهج الناس ,كان سيبهجنى لو نُثر على قلبى
_ سيفعلها الرسول غداً .
تغرب الشمسُ من المغرب
وعلى المنصة يُعدد أحدهم ويَعد بحور الجنة ونعيمها ونصر الله القريب .
_ لا أريد حور الجنة أريد صوتك ,فلن تغفرى لى خيانتك مع حورية ..
على الجبهة الأخرى يعدد أحدهم ويعد ُ :
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم .
طوبى لمن قتلهم وقتلوه.. . إضرب فى المليان أنا أعرف القرآن والسنة والشيعة وكل الممل والاديان .
لم ترفعوا المصاحف على فوهات البنادق ولم أخرج ضد على !
ولكنى مستعدٌ للتحكيم ,
هل ينصفُ المصحف أحدنا ؟
_ربما من يستطيع المراوغة .
مات صديقٌ ثانٍ .
كالفراش نتساقط فى فوهة البركان ,
ليتنى لم أعرفهُ,ليتهُ تركنى وشأنى ولم يحاول أن يطرق باب قلبى .
ليتهُ مرَّ كالغرباء .
وقفتُ فوق دمه المحاط بالحجارة لأودعهُ بالصمت المُدهش ,أودعهُ بالقلب المندهش
وأنتظر صوت كائنى الذى يمنحنى إذناً بالبكاء
_ لعلهُ مات هو آلآخر .
بحثتُ عن وجهه فى صور الشهداء .
جثثٌ مشوهة بالنار ,وأخرى متفجرة بالرصاص,قرأت الوجوه كلها رغم المعاناة ,ولم أعثر على وجهِى,
فرحتُ وتوجعت ,
فرحتُ لأنه عاش وتوجعت لأنى أحتاج صوتهُ لأبكى بين نبراتهِ فمازلتُ أُكابر رغماً عنى ,كما أرتجفُ فى حضرتهِ كدمعةٍ حيرى,رغماً عنى .
ليت القيامة تقوم .
ولينادى المنادى : فركش . لن يعجب الفيلم النقاد .
باقى من الزمن نصف يوم .
يا اغسطس الجحيم كم أحبك وكم أكرهك ,ستقوم القيامة فى أغسطس , لتكون جهنم أشد تأججاً .
_ أحتاج صوتك, احتاجك كالوهم ..
أشرقت شمس الغد من الشرق
وكنت أنتظرها فى الغرب .
_ الظالمون هم بناةُ العالم ,القاتلون هم عظماء التاريخ
ونحن جميعاً مجرد حصوات عثرة فى طريق أحد الظالمين نحو حلمهِ ,دُهسنا ليحقق ما يريد وليصفق له الساديون والفاشلون . كان هذا آخر ما كُتبتهُ قبل أن أموت.
كرهتُ الحياة التى تدهسنا دون شعور ,وكرهتُ الكائن الذى خذلنى
كرهتُ من معى ومن ضدى .. أهداف من معى وأهداف من ضدى ..
كرهتُ أن أكون ما انا عليه . جريحٌ سيظلُ ينزف حتى ينتهى الدم ويُنهيهِ الزمن . جندى فى معركة لا خُطة لها ولا معالم .
الكراهيةُ تنفخ فى عروقى روحاً جديدة .. روحاً من الشيطان ,تسرى فى أصغر وعاء دموى برأسى وجسدى فأنتفض .
قد يحيا الميتُ ليثأر ,أو ليُعيد الإختيار من جديد ,
قررت أن أشرب القهوة فى الواحدة ظهراً .
أفكرُ بالعبث المحيط واتجاهل الموت , لا أنتظرُ إتصالاً من أحد ,لا يهمنى متى سأفارق هذا العالم المفضوح , أصلى وحدى أحياناً ,
ومازالت القهقهةُ لا تنتهى
والتبغ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس