الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربو الغرقان

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2015 / 8 / 12
الادب والفن


ما أن دخل الجناح المخصص له في الفندق حتى استلقى على السرير الوثير الضخم. أجال نظره في أرجاء المكان، تماثيل لحيوانات أليفة وصور لمناظر طبيعية وصورة تشكيلية لفتاة شقراء. كأنها هي، نفس الوجه، النادلة التي رأى في بار الفندق، تذكر شعرها الذهبي والنهدين الطالعين وعجيزتها المكورة واللفتة الرشيقة. آه .. تمنى لو كان نادلاً صغيراً في هذا الفندق أو فراشاً أو أي عمل يجعله يبقى بقرب هذه الشقراء وينعم بدفء الجسد الناعم. كره وظيفته للحظة، فهذه القيود تستلزم رزانة منه أمام الآخرين ... فهو ممثل هام، ممثل لوفد.
فتح حقيبته وأخرج منها رزمة أوراقاً، ثم قرأ جملة تقول:
(( في المداولات، يمنع استعمال كلمة العدو الصهيوني، أو مفردات تجريح قد تغيظ الحكومة الإسرائيلية في المحادثات. يرجى استعمال الطرف الآخر أو إسرائيل )). وضع الأوراق جانباً واتجه إلى الحانة المخصصة للجناح، المشروبات التي أمامه ليست بحاجة إلى خمار، فهو يخدم نفسه بنفسه. جلس على كرسي، عالي القوائم ورفع زراً كهربائياً إلى جانبه، فأخذت الأضواء الملونة تتراقص أمامه لتضعه في مزاج الشرب والتهتك. قرر أن يتمتع هذه الليلة واحتار من أي مشروب يبدأ، لكنه شرع بدون اختيار، يكرع الكأس ويتبعه بآخر حتى شعر بدوخة في رأسه، توقف لحظة، فقد أصبحت صورة الشقراء أمامه والنادلة ذات الجسد الغض ملحاحة في خياله. تمنى لو كان بقربه ليزيل الشك مرة وللأبد بأنه فحل وبأنه ليس بارداً جنسياً كما تتهمه زوجته. فقد رددت ذلك مراراً حتى غدا يشعر بأنه مخصي.
في الصباح استيقظ على صوت الهاتف، يأمره بأن يستعد للاجتماع، فنهض متمهلاً، لأن كرع الكؤوس أثقل حركته. وبعد أن دخل الحمام الأنيق واستسلم للماء الرقراق، كان عليه أن يختار ربطة عنق تليق بمسؤول هام. المزركشة، الحمراء، الخضراء، لا .. لا الأكثر جاذبية والأكثر أناقة، البيضاء، ثم أن اللون الأبيض علامة واضحة للسلام ونقاء العلاقة.
عندما هبط إلى بهو الفندق مع أقرانه متجهاً إلى مائدة المحادثات مع الطرف الآخر، شاهد النادلة الشقراء وهي تنحني إلى طاولة أحد الزبائن وتضع كأس البيرة أمامه فرأى الساقين الطويلتين والبشرة البيضاء الناصعة، وما أن التفتت إلى الوراء حتى شاهدته ينظر إليها، فأبتسمت وتابعت طريقها، لكنه أرتبك قليلاً متصنعاً أنه ينقل الحقيبة، التي كتب في أسفلها ( صنعت في أمريكا من جلود فاخرة )، إلى اليد الأخرى مما أدى إلى اهتزاز ما داخل الحقيبة، فسمع خشخشة أوراق بداخلها، أوراقأ نسي أن يراجعها في الليلة الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??