الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرجعية الانتهازية غايتها التخدير وركوب الموج وليس التغيير.

احمد محمد الدراجي

2015 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي المفارقات والغرائب التي أفرزتها عملية احتلال العراق ، وكثيرة هي التداعيات والإرهاصات التي أنتجتها ديمقراطيته الدموية، التي جعلت العراق ساحة لتصفية الحسابات وعقد الصفقات وإجراء المساومات بين القوى الداخلية والخارجية المتصارعة فيما بينها على المناصب والمكاسب ، كان لا يزال يدفع ثمنها الوطن وضياع والمواطن ، ولعل من المفارقات العجيبة هو التحول المفاجئ وغير مسبوق من منهج الصمت والسكوت والانعزال وعدم التدخل في السياسة الذي كانت تتبناه مرجعية السيستاني قبل الاحتلال إلى منهج الحركية والفاعلية، حتى صارت هي من تتحكم وتقرر وتعزل وتنصب بالتنسيق والتعاون والتوافق مع إرادة المحتل وتوجهاته في خطوة خطط لها الاحتلال وجعل منها القطب الذي تدور حوله رحى العملية السياسية والمحور الأوحد الذي ينبغي الرجوع اليه وتنفيذ قراراته، فصارت صمام أمان العملية السياسية والتحول الديمقراطي المزعوم!!!، بعد أن أمنت وشرعنت ودعمت الاحتلال وما رشح عنه من قبح ظلام وهلاك ودستور فاشل مدمر خطه بريمر وشرَّعه السيستاني ، وحكومات بدءاً من حكومة بريمر، والمجلس الانتقالي، وصولا إلى الحكومات التي أنتجتها العمليات الانتخابية المضحكة التي اعترف الجميع بتزويرها وتسييسها وتحكم الطائفية فيها والتي كان للسيستاني الدور الرئيسي في صناعتها من خلال إصداره الفتاوى التي أمر فيها بانتخاب الفاسدين، بل انه دافع عنها وأجهض التظاهرات التي كادت ان تعصف به لولا فتواه التي حرمتها.
واستمر السيستاني الحامي والراعي للعملية السياسية الفاشلة المدمرة وساستها الذين ادخلوا البلاد والعباد في محرقة الطائفية ومستنقع الفساد وتعاملوا معه وفق المنهج الفرعوني القائم على استعباد الشعوب والاستخفاف بها، وإتباع سياسة "جوع كلبك يتبعك"، الأمر الذي أسس حواضن وأرضية خصبة لداعش، ومما زاد في الطين بلة سارعت المرجعية الى إصدار فتوى الجهاد الكفائي التي صارت غطاءا شرعيا للمليشيات والعصابات لممارسة الجرائم بحق العراقيين الأبرياء، وفي موازاة هذا عملت هي وأمها إيران المحتل الأكبر والأشرس والأخطر على قمع أي صوت يتعارض مع مصالحها وأجنداتها.
هذا هو منهج مرجعية السيستاني وهذا هو موجز عن تخبطها وتدخلاتها الفاشلة التي ساقت العراق وشعبه من سيء إلى أسوأ، فما نسمعه اليوم من ترويج وتزويق للمرجعية على أن إرادتها هي التي حققت الإصلاحات التي دعا إليها العبادي والتي مازالت طور التنظير فضلا عن كونها لا تمثل حلا حقيقا جذريا، فذلك الترويج ما هو الا سرقة لجهود المتظاهرين ومصادرة لمطالبهم وهو ذاته الذي خدع الشعب العراقي طيلة هذه الفترة وجعله يصدق بكذبة الديمقراطية وشماعة المذهب وغيرها، فاليوم الشعب هو من انتفض وتظاهر، وأما مرجعية السيستاني كانت تغرق في سباتها و تتنعم في سردابها والشعب يعاني من الجوع والحرمان والقتل والتهجير والخطف والسب والنهب على يد دواعش السياسة والفساد، ودواعش التكفير ودواعش المليشيات التي أنجبتها فتاواها ورؤيتها وحكوماتها الطائفية، فأين كانت عن معاناة الشعب، وأين كانت عن مطالبه ولماذا لم تبادر هي قبل التظاهرات، ولماذا لم تطلب من الشعب التظاهر، ولماذا ...، فهل الشعب يحرك المرجعية أم المرجعية هي من تحرك الشعب؟!!!!.
ان هذه المرجعية ثبت بالدليل القاطع إنها ليست مع الشعب ولا في صالحه أبدا،بل هي أدركت حينما هب الشعب للتغيير من خلال مظاهراته انها سوف تُترك من قبل الشعب على قارعة الطريق وان سمعتها صارت في الحضيض من خلال الشعارات التي أطلقها المتظاهرون ضدها ومنها (قشمرتنه المرجعية وانتخبنا السرسرية) مما أدى بها إلى ركوب موجة المظاهرات والإسراع في إطلاق توجيهات للعبادي بإجراء ما سمتها بالإصلاحات لكي تعطي صورة للناس على أنها هي من دفعت العبادي لإجراء هذه الإصلاحات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - .....
احمد العراقي ( 2015 / 8 / 12 - 17:58 )
مواقف وطنية ومشرفة للمرجع العراقي #السيد الصرخي بروح ابوية من اجل ابناء بلده وحقن دمائهم وارواحهم

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة