الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


31/7/2015 بداية الامل

علي قادر

2015 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ماشهدته المنطقة العربية من تظاهرات مناوءة للسلطات الحاكمة في الخمس سنوات الماضية وماخلفته من تداعيات على المنطقة بأسرها ، خلفت لنا نحن أبناء المعمورة المزيد من الويلات والقتل والتهجير والجوع والفساد وبزوغ طبقات حاكمة فاسدة وما الى آخره من سلبيات وتقرحات في مجتمعاتنا ، بطبيعة الحال إختلفت عناوين وأوصاف هذه التظاهرات فمنهم من يسميها ربيعاً، ومنهم من يسميها خريفاً عربياً، ومنهم من يطلق عليها ثورة هوجاء الغاية منها الإطاحة بالإنظمة السياسية في الدول من غير تخطيط مسبق ولاإستراتيجية معروفة المعالم .
مصر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ، ونستطيع أن نزج معهم العراق على إعتبار هو صاحب أول تجربة ثورية على نظام الحكم في سنة 1991 كما يحلوا للبعض تسميتها ، كل هذه الدول مرت بمخاضات عسيرة قبل ولادة سلطات حاكمة فمنها من ولدت أخواني متعصب ، ومنها من ولدت راديكالي سواء كان (راديكالي سياسي أو إسلامي )، ومنهم من ولد سارق ومخادع وكذاب وهذا ما أمست عليه الدولة العراقية ، لايكتفي السراق في بلدي في سرقاتهم الشنيعة ، بل إن أغلبهم يؤطرها بأطر الدين ، فعند سؤال أحدهم من أين لك هذا يقول من دون إستحياء ولاخجل هذا مارزقني ربي ، نعم بهذه السهولة تتم السرقة في بلدي المنكوب من قبل أعتى لصوص وهم الطبقة الحاكمة وعلى مستويات عليا .
خرجت تظاهرات عديدة بعد عام 2003 لكنها وبمجملها يمكن إعتبارها غير وطنية لانها تخص فئة من الناس أو طائفة من الطوائف أو حزب داخل الطائفة يطالبون بمطالب تخص طبقة معينة دون غيرها ، لكن مايميز التظاهرات الأخيرة عن مثيلاتها إنها تعتبر تظاهرات عفوية دون ترتيب مسبق أو تخطيط معلن ، مجموعة من الشباب المتحرر الرافض للظلم خرجوا لكي يقولوا كلمتهم التي طالما حبسوها في صـدورهم و قد حان الوقت ليبيحوها دونما تردد ، إختلفت المطاليب وإختلفت الرؤى لكن مايجمع هؤلاء المتظاهرين حب العراق ، وهذا مارأيناه في ساحات التظاهر العلم العراقي فقط يرفرف دون غيره من الأعلام والرايات ، فأخذت راية الله أكبر ترفرف في عدة محافظات عراقية منتفضة حيث أصبحت الثيمة الرئيسة للمتظاهرين المطالبين بالإصلاحات وكشف الفاسدين ، المدنيون في العراق أمام فرصة تأريخية طال إنتظارها فعليهم ومن خلال هذه التظاهرات أن يبرهنوا للعالم بإن المدنية هي الحل ولابديل عنها بعد إن جرب الناس السياسي الإسلامي والذي بدوره ثبت فشله الذريع بقيادة هذا البلد العريق وكما ردد المتظاهرين (بإسم الدين باكونة الحرامية) ، وقد تم تأييد المدنيين وخطواتهم المرجع الأعلى السيد علي السيستاني حيث قال بأنه لايريد الحكم الإسلامي في العراق بل الحكم المدني ، وهذه هي إشارة وشرارة أخرى لإنطلاق الأوفياء من المدنيين للمطالبة بالحقوق المشروعة ، فألف تحية لكل من خرج أو هيأ أو ساعد على إنجاز هذه التظاهرات العفوية الصادقة والتي نادت بمضمونها كما قال الحسين إبن علي "عليهما السلام "(إنما خرجت لطلب الإصلاح) .

اذا زجت السياسة بالاسلام ، خربت السياسة وخرب الاسلام
الشيخ احمد الوائلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في