الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهرات ومحاولات المنافقين والإنتهازيين

صادق المولائي

2015 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


التظاهرات ومحاولات المنافقين والإنتهازيين

بقلم/ صادق المولائي

يشهد العراق اليوم حراكاً جماهيرياً شعبياً واسعاً تجسدَ بمظاهرات تُندد بالمسؤولين جميعهم ممن سارعوا لركوب القطار الأمريكي، الذي انطلق بعد إسقاط نظام الطاغية صدام المقبور في 9/ نيسان/2003، رغم ان أغلبهم ظاهرا يرفضون الوجود الأمريكي كذبا ونفاقا، بينما يتلقون التوجيهات منهم ولا يخطون خطوة إلا بأمر منهم، فضلا عن علاقاتهم وإرتباطاتهم المشبوه بأنظمة دول المنطقة على حساب مصالح العراقيين ومستقبلهم، بعض منهم يرتدي عباءة الاسلام وكذلك العمامة وآخرين بأسم الحقوق القومية للأقليات.

لقد جلبوا الويلات والدمار والخراب لهذا البلد وضياع ثرواته وأمواله حتى بات العراق عاجزا عن تأمين رواتب الموظفين والعسكريين والمتقاعدين وضحايا الإرهاب، وباتت خزينة الدولة خاوية ولا احد يعرف مصير مئات المليارات من الدولارات.

في حين قدم العراقي كل ما بوسعه وتحمل الإرهاب والتفجيرات المستمرة والقتل والتشريد والتهجير والجوع والعطش، فضلا عن حرمانه من الخدمات العامة الرئيسة كالكهرباء والمياه النقية وفرص العمل والتأمين الصحي والتعليم المجاني، وكذلك الطرق والشوارع السريعة والنظيفة وفرص التطور والعمران وغيرها في حين يُعد العراق في مقدمة البلدان بالخيرات والثروات ومن أغناها قاطبة.

لقد تهاوت وسقطت أقنعة كل الساسة والمسؤولين خلال مسيرة العملية السياسية التي تلت سقوط المقبور والتي سُميت بالعهد الجديد، وأنكشف الوجه الحقيقي لكل واحد منهم وتبينوا انهم قطعان من الذئاب والضباع والقوارض، نهشوا العراق من كل حد وصوب وأنكبوا عليه فتكاً ونهباً وسرقة وباعوا المحافظات العراقية مقابل بقائهم في السلطة وتأمر كل كتلة منهم من جهة مع دول الجوار وأمريكا.

ولكن الغريب في الأمر والعجيب ان كل الكيانات المشاركة في العملية السياسية وفي مقدمتهم قادة الكتل والوزراء وأعضاء البرلمان، وكذلك منظمات المجتمع المدني والتي تبينت انها دكاكين لتلك الكيانات، والقنوات الفضائية التي تتلقى الدعم المادي منهم، وآخرين عُرفوا بعبادتهم المطلقة للقائد المُفدى او قائد المرحلة او رجل الضرورة او من المؤمنين بفكرة صمام الأمان على الصعيد السياسي او المذهبي او القومي بالنسبة للأقليات وغيرهم، فضلا عن أشخاص ثبت تورطهم بعمليات فساد وسرقات وتزوير، نراهم يستنكرون حالات الفساد الإداري والمالي المستشري في البلاد عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكأنهم غير معنيين بالفساد ولم يكونوا قط سببا لتلك الظاهرة، والأغرب في كل ذلك نجد بعضا منهم أمتطوا على الفور صهوة التظاهرات الإحتجاجية التي إنطلقت ضد سراق المال العام واللصوص والمفسدين وأصحاب المشاريع الوهمية وصفقات المواد الفاسدة والإيفادات المفتوحة والسفريات الإستجمامية والمرضية او لأداء فريضة الحج والعمرة مع العائلة والحاشية التي فتكت بالبلاد وأهلكت العباد وضيعت الأموال العامة والخيرات والثروات.

انها محاولة أخرى من السراق لسرقة جهود الغيارى والشرعية من أصحابها الحقيقيين وهموم ومشكلات المعدومين والفقراء وتضحياتهم لهذا الوطن، ومحاولة لركوب قارب الإصلاح والتغيير لإنقاذ أنفسهم والتهرب من الحساب الذي ينتظرهم بسبب الفساد والسرقة والعمالة، وكذلك خيانة الأمانة والتسبب بتهجير الموطنين من منازلهم ومدنهم وفقدان اموالهم وممتلكاتهم فضلا عن تسبب بقتل الأبرياء، ناهيك عن حرمان العراق وشعبه من حق العيش الطبيعي والحياة إسوة ببقية البلدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر