الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيك أخطيتك

طاهر مسلم البكاء

2015 / 8 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مثل شعبي عراقي يصور الحال عندما يحمى الوطيس فتبلغ الفوضى أشدها ولايعد يمييز بين العدو والصديق ،وهذا مايحصل اليوم في مدن العراق بعد ان تنادى المناديون الى التخلص من الفساد والفاسدون ولكن اصبحت كل جهة تشحذ سكاكينها وتجود الطعن لتبرز وكأنها ليست في عداد الفاسدين ،بل انها في عداد المحاربين للفساد .
وهكذا وجدنا محافظ المدينة الفلانية يقيل مدراء الدوائر بتسرع وبلا دراسة أو روية بادئا ًبالشخصيات المستقلة كونها الحلقات الأضعف حيث لاتوجد أحزاب تحميها ،وكلما زاد البطش شعر في قرارة نفسه أنه باقي ولن يفقد مركزه بتأثير الأعصار الذي يجتاح العراق اليوم ،ولكن من هو أعلى منه كأن يكون رئيس الوزراء أوغيره ينظر اليه من بعيد نظرة الصياد الى الفريسة معطيه المهلة الكافية لينهي بطشه بمن هم دونه في السلم الوظيفي ومن ثم ينقض عليه انقضاض الباشق على فريسته وهكذا نجد العجب يجري بسرعة غريبة ،آكل ومأكول .
الأقالة الفوضوية :
هل ان الأقالة لأجل الأقالة وبدون دراسة لسلبيات وايجابيات الأدارة المقصودة هو اسلوب صحيح في الأصلاح أم أنه تخريب جديد والمجئ بعناصر اسوء من العناصر المقالة ،الم تحدد التعليمات والضوابط ان تكون الأقالة بناء على المنطق ودراسة لعمل الدائرة او لسلبيات بارزة وواضحة في أدائها ،كما ان ملئ الشاغر له ضوابط ايضا ً حيث يصارالى طلب مرشحين يصوت مجلس المحافظة لأختيار أفضلهم وهذا مالم يحصل في عالم الآكل والمأكول اليوم في العراق .
هل الذي يجري يضمن معاقبة الفاسدين :
لايتضح في خضم هذه الفوضى الأعصارية انها ستشمل عناصر الفساد وتقضي على ركائزه كون كل مايجري اليوم هو انفعالي لايجري على دراسة وتشخيص دقيق وبالتالي سيتخفى الكثير من عناصر الفساد دون ان ينالهم الأعصار الذي سيشمل اناس عملوا بجد واجتهاد واسسوا بنيان يجب أخذه بنظر الأعتبار .
من يحدد لنا كيف نتخلص من الطائفية البغيضة التي زرعت بعناية لتخريب البلاد ،كيف لنا ان نعيد النظر بقانون الأنتخابات الذي لم يجلب لنا سوى العناصر الضعيفة والفاسدة ومن يضمن اعادة النظر في الكثير من المؤسسات التي ولدت الفساد، كالبرلمان الذي اصبح عبئا ً ثقيلا ًعلى كاهل البلاد ومثل الصيغة التي تشكل مجلس القضاء الأعلى مثلا ً وكيف لنا ان نحصل على تشكيلة وزارية من التكنوقراط بعيدة عن أذرع الأحزاب والمحاصصة البغيضة .
هل يتمكن رئيس الوزراء الذي يبرز اليوم بمظهر المصلح،من تغيير الأمور وأخذ سفينة العراق الى برالأمان والأستقرار ،رغم انه ليس من السهل التخلص من تبعات وظلال شخصيات حزبه الذي قادت الفترة السابقة منذ 2003 ولحد الآن ،اضافة الى تأثير الأحزاب وخاصة التي تمتد جذورها في أروقة البرلمان .
اما قادة التظاهرات فعليهم ان يضعوا منهاج لعمل الحكومة يتم مراقبته من قبلهم ويحدد فترة زمنية للتنفيذ، فطول الوقت قد يؤدي الى تمييع مطالب التظاهرات كما حصل للتظاهرات التي طالبت بالغاء تقاعد البرلمان ،عندما اوهموا القائمين بها بان مطالبهم قد نفذت وان تقاعد البرلمانيين قد تم الغاءه ولكن تبين بعد ذلك انه وهم ومحاولة ناجحة لأمتصاص غضبة الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة