الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي والمسؤولية التاريخية

عباس ساجت الغزي

2015 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


العبادي والمسؤولية التاريخية
بعد ان كان يحلم بمنصب نائب رئيس البرلمان, ساقت الاقدار والظروف السياسية المعقدة الدكتور حيدر العبادي لرئاسة هرم السلطة التنفيذية وتكليفه بمنصب رئاسة الوزراء بالترشيح عن التحالف الوطني.
تعقيدات الامور السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد, بعد حقبة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, اثقلت خطوات الرجل في المضي قدماً بطريق الاصلاح, فقد كان ثوب العراق الجميل ممزقاً من جميع الاطراف, بفعل الصرعات المريرة لنهش خيرات ذلك الجسد الطاهر.
الدعوات تتعالى للإصلاح بعد مرور عام من تسلم العبادي, والامور تسير في منعطف الاخفاقات الخطير, المرجعية الرشيدة صمام الامان للشعب العراقي شعرت بخطورة الوضع في البلاد ومضي الوقت دون ايجاد حلول حقيقية للازمات المتراكمة, فتوالت خطب الجمعة المسددة بتوجيهات المرجعية التي تؤكد على ضرورة تحسين الاداء.
اخرها الدعوة الصريحة للعبادي بضرورة الضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين, واجراء اصلاحات سريعة لإنقاذ ما يمكن انقاذه, خرج الشعب بكل طوائفه وقومياته, بمختلف شرائحه وفئاته العمرية, لتأييد مطلب المرجعية والتأكيد على ضرورة اجراء الاصلاح والقضاء على الفاسدين بمحاسبتهم واقالتهم من المناصب التي استغلت للمنافع الشخصية بعيداً عن هموم الوطن ومصلحة المواطن.
بعد تلك الدعوة, اصبح العبادي امام الامر الواقع بضرورة العمل الجدي, بعد التوكل على الله ودعوة المرجعية ونصرة الشعب الثائر الناقم على سوء الادارة للملفات التي تتعلق بحياة المواطن وفي مقدمتها, ملف الكهرباء, والخدمات, والفساد الاداري والمالي, وتبديد ثروات العراق, وقدم العبادي حزمة اولية من الاصلاحات المهمة التي لاقت تأييد الشارع الغاضب, والتصويت والتصفيق بالأجماع من قبل اعضاء مجلس النواب, وفي مقدمتها: الغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء, وتقديم الفاسدين الى القضاء لنيل الجزاء العادل على اقعالهم التي اضرت كثيراً بالشعب العراقي.
العبادي يعاني كثيراً نتيجة التعرض لضغوطات شديدة من قبل الشركاء السياسيين واصحاب المناصب الذين شملتهم الحزمة الاولى من الاصلاحات, ويخشى من بعضهم القيام باستخدام القوة في محاولة للإفلات من الحساب والتقصير, وفعلاً هنالك تسريبات في الشارع العراقي المراقب عن كثب لمجريات الاحداث, تفيد بان احد الفصائل المسلحة يهدد بالتدخل في حالة محاكمة المالكي ووضعه خلف القضبان.
بل وهنالك احاديث تدور عن تدخل اقليمي في حالة محاسبة السياسيين الكبار المرتبطين بمصالح مشتركة مع دول الجوار, وعلى اقل تقدير ستقوم تلك الدول بالتحرك لتحرير اولئك السياسيين وتهريبهم خارج البلاد, ومع كل تلك التحديات يبقى العبادي بين نار غضب الشارع ودعوة المرجعية المؤيدة, وبين ضغط الاحزاب والكتل السياسية التي ينتمي اليها من شملهم التغيير والمحاسبة بالتقصير.
المواطن يترقب النتائج ويراهن على قدرة العبادي على تخطي المرحلة الصعبة, والمرجعية تلزم بالإصلاحات, ويبقى الاختيار في الصمود او الرضوخ للحقيقة الحزبية التي اتت بالعبادي للمنصب امراً عسيراً مرهون بتطورات الاحداث على الساحة العراقية.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر