الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنروا من مؤسسة دولية إلى مؤسسة عربية !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2015 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الأخبار السيئة التي تنهال على الفلسطينيين مؤكد أنها ليست مصادفة، فأمامنا فساد السلطتين ( غزة ورام الله ) وأخبار انقطاع الكهرباء وسرقة السولار، وأمامنا أخبر بيع المنح الدراسية للطلبة على مدار السنوات، ولم تخل رزمة الأخبار من أسوأ حملة قمع يتعرض لها الأسرى في السجون الإسرائيلية، هذا خلاف الحصار وإغلاق معبر رفح الذي يمثل كارثة إنسانية لسكان غزة بجريرة سيطرة حماس على المعبر. كل هذا في أقل من شهر بما في ذلك الجريمة المروعة لإحراق المستوطنين الهمج لعائلة دوابشة، ولكن الأزمة التي تعصف بوكالة الغوث وأخبار تصفية خدماتها ما يعني الشروع الفعلي في توطين اللاجئين في مكان إقامتهم غطت على جميع الأخبار، ذلك أن مشاريع التوطين طرحت على مدار عقود بداية من العام 1955 الذي سقط بتظاهرات ضخمة سقط فيها شهداء وجرحى، والحقيقة أن المطلوب إذن هو أكثر من ثورة لكي يتسنى لنا الإطاحة بكل الهياكل البالية والفاسدة بدءا من سلطة أوسلو وليس انتهاء بسلطة حماس، ثم إعادة بناء المشروع الوطني ضمن آفاق ورؤى عصرية تلائم التغيرات الحادثة في هذا الكون المعولم.
نحن شعب تعداده زهاء 11 مليون نسمة موزعين في الضفة وغزة والشتات العربي والعالمي، ولا شك أن الشعب لا يخلو من كفاءات قادرة على النهوض بالمشروع الوطني، ولكني هنا في هذا المقال قد أخص سكان قطاع غزة لأني أعلم بحقيقة الأوضاع أكثر من أي منطقة أخرى. الضفة مثلا تعاني من المستوطنين ومصادرة الأراضي وهو أمر لا تعاني منه غزة، وهذا يحتم علينا تفعيل الطاقات الشعبية والشبابية في جميع المناطق بشكل يمثل سنفونية متناغمة، ولكن يبقى موضوع توطين اللاجئين كارثة تشكل قاسماً وطنياً مشتركاً لجميع الفلسطينيين في شتى بقاع الأرض.

يجدر التنويه إلى أن إسرائيل تمتلك خبراء استراتيجيين ومراكز أبحاث ودراسات وبالتالي فإن سياستها مبنية على أسس علمية وليست هوجائية كما هو الحال لدينا. من المتوقع مثلا أن تقوم إسرائيل بافتعال حرب على غزة لإجهاض ثورة اللاجئين وحق العودة.
لكن ما مدى وعي اللاجئين في المخيمات في المناطق الخمس بخطورة ما تقوم به وكالة الغوث بقيادة المفوض العام بيير كرينبول ؟؟! وهل خطوات التقليص واحتمال تأجيل المدارس جديدة ؟! كلا بالقطع، فالوكالة تشد الرحال منذ أنهت خدمة حليب الأطفال في طابور الصباح للطلبة، والوكالة تشد الرحال منذ أغلقت مراكز التغذية بدعوى مساعدة الفقراء، والوكالة تشد الرحال منذ تم إغلاق قسم التوليد في عياداتها .. في الحقيقة أن ما قامت به الوكالة مؤخراً لا يعدو عن كونه حلقة في مسلسل طويل جدا، فما الذي سيحدث الآن ؟؟!
مع إعلان السعودية عن استعدادها بالتبرع ب 35 مليون دولار من قيمة العجز البالغ 101 مليون دولار، يكون الباب قد فتح على مصراعيه لتبرع دول خليجية أخرى بباقي المبلغ، ولكن ما الأهداف الكامنة من وراء ذلك التبرع من الدول العربية ؟؟!
لقد تم تأسيس الأنروا عام 1949 من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين، أو بمعنى أصح، توطينهم في أماكن إقامتهم، إذ ما الداعي لبناء 700 مدرسة إذا كان اللاجئون سيعودون يوماً إلى بلادهم ؟!

الخطة واضحة، وهي تحويل قضية اللاجئين من قضية أممية دولية إلى قضية محلية عربية، وهي ضربة قاصمة لقضيتهم، فقد رفض اللاجئون كافة مشاريع التوطين منذ العام 1955 وحتى اليوم.
ثمة فوارق مهمة وخطيرة بين دفع الدول العربية لميزانية الأنروا وبين تمويل دول العالم لها، ليصبح المطلوب ليس تمويل العجز بل في كيفية تمويل هذا العجز !
المطلوب ثورة عارمة ضد سياسة المفوض العام كرينبول الذي جاء بصلاحيات هتلرية في إعلان العجز ومنح نفسه صلاحيات استثنائية مثل منح الموظفين إجازة إجبارية بدون راتب.

على التنظيمات الوطنية والإسلامية وكافة اللجان الشعبية بالمخيمات صياغة المنشورات التي توضح خيوط المؤامرة والرد عليها بمسيرات سلمية تطالب الدول المانحة بسد العجز، أو العمل على إعادة اللاجئين إلى بلادهم وفق القرار الأممي 194 وبذلك ينتهي دور المؤسسة الدولية التي يخطط لها أن تصبح مؤسسة عربية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عروبة متوهمة+منظمات مجرمة+شعب تنبل
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 8 / 13 - 13:44 )

بلاد العرب أوطاني

صدقت كاتبا:(ما الداعي لبناء 700 مدرسة إذا كان اللاجئون سيعودون يوماً إلى بلادهم ؟)
الهدف كان تعليم الأجيال الجديدة وتحويلها إلى طاقات متفوقة تحتاجها بلاد عربية كثيرة تعاني من قلة السكان مع غنى فاحش في الموارد

بدلا أن تستقدم السعودية والكويت وقطر وغيرها عمالة وخبرات أجنبية من آسيا كان عليها استيعاب اللاجئين وتوطينهم وفي هذا كسب للطرفين

أنانية الملوك والأمراء من ناحية مع ارتزاق وتعصب حثالة فلسطينية من عرفات وحبش حتى مشعل حالتا دون هذا الحل المثالي بكل المقاييس. أمة يقودها مجرمون!
تريدني أن أصدق ان العودة كانت قابلة للتحقيق عمليا واقعا؟ من رابع المستحيلات بما نعرفه وعرفوه جميعا عن قدرة وثبات اسرائيل

ما معنى أمة عربية واحدة إذن؟ كذب وهراء من سياسيين مجرمين
لم تكن العروبة في الواقع إلا حروبا وخرابا باسمها

استمرار اللاجئين في مدن مكتملة البناء مع اكتظاظها والتغابي بالاصرار على تسميتها بالمخيمات_ولا خيام فيها_ يكشف استهبال أهلها الذين استحلوا العيش على حساب المعونات فصارت القضية (سبوبة) للحنجوريين من كل عصابات الاجرام التي نسميها منظمات عربية واسلامية


2 - أخي عبد الله نعم التحرك يبدأ من عندنا!
أفنان القاسم ( 2015 / 8 / 13 - 16:42 )
سيتحرك العالم بعد تحركنا، وعلينا أن نتحرك، وعلينا أن نربط تحركنا باتجاه الأونروا بتحرك أعم باتجاه حل مسألة اللاجئين، وحل المسألة الفلسطينية، الظرف مناسب جدًا جدًا جدًا... المهم دبنامية البداية والباقي سيلحق بعضه...


3 - إلى محمد بن عبدالله
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 8 / 13 - 21:29 )
أين وردت كلمة - العروبة - في المقال ؟؟؟ أم أنك تستغل اسمك المستعار لكي تخترع بطولة زائفة ؟ على الأقل أنا أكتب باسمي وقد تخطيت كل الخطوط الحمراء والزرقاء والصفراء في نقد سلطة حماس وسلطة فتح كما طالبت علناً بحل جميع التنظيمات الفاشلة .. لكن هذا شيء وقضية توطين اللاجئين شيء آخر .. لا أحد من اللاجئين يوافق على التوطين .. يا عزيزي مشاريع التوطين تطرح منذ 1955 وكلها سقطت وتهاوت لأن الشعب يحلم بالعودة وهذا حقه .. أما كون إسرائيل مغرورة بقوتها ولن تنفذ حق العودة فهذا لن يدوم .. عموما أعتبر أن الإسرائيلي شلومو ساند الذي كتب ( اختراع الشعب اليهودي / كيف لم أعد يهودياً / اختراع أرض إسرائيل ) إنسان منطقي خال من الحقد أكثر منك.
شكرا للمرور والتعليق وتقبل تحياتي


4 - العزيز أفنان
عبدالله أبو شرخ ( 2015 / 8 / 13 - 21:34 )
شعبنا في غزة والضفة مثقل بهموم كبيرة جدا .. حصار 8 سنوات وإن شئت الدقة 22 عاما أي منذ اتفاق أوسلو .. وثلاثة حروب وانتفاضتين كبيرتين .. كل هذا لم يمر مر الكرام بل كانت له انعكاساته الخطيرة على سيكولوجيا المجتمع. عموما ما زال موظفو الأنروا هم الجسم الأكثر قوة وتنظيماً، وغزة تشهد فعاليات شبه يومية نحو مقرات الأنروا لكن هذا لا يكفي .. يجب القيام بمسيرات للمطالبة بحل قضية اللاجئين وحل القضية الفلسطينية فعلاً .. أنا معك


5 - أين وردت كلمة - العروبة - في المقال ؟
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 8 / 14 - 00:22 )
كتبت محملا العرب وخاصة أصحاب الأراضي الواسعة والخيرات اللامتناهية جزءا كبيرا من المسئولية فاذ بك ترد: أين كلمة العروبة في مقالي ! يا سيدي أتحجر على ما أراه وأكتب؟
أنا أرى أن وهم العروبة كان من أسباب المشكلة فلماذا تريد منعي من الافصاح؟
ثم تحول ردك يا عزيزي إلى تهجم شخصي فترفض اسمي القلمي بحجة أن سبق لك أن هاجمت الجميع. طب ما لي بك إن كنت هاجمت هذا أم ذاك؟ أنا لي ظروفي التي تختلف عن ظروفك يا أخي !
يجوز أنك أكثر مني شجاعة أو تهورا أو ما شئت. ما دخل هذا بوجهة نظري
وكتحية وشكر تفضلت بنعتي بالحقود! شكرا يا سيدي مقبولة منك !

كتبت لأوضح نقاط إن أقنعتك أنت أو القراء فأهلا وسهلا و إن كان العكس فلا عذر لك في التهجم الشخصي وإلا فأين الحوار والتمدن؟

تظن أن هناك أمل في العودة وأن فرصة الجيل الحالي أفضل من آبائه أو أن الوقت أكثر مناسبة للعودة رأيك هذا هو رأي الكثيرين منذ 1948
حقك يا سيدي..وحقي أن أقول وأتمنى أن أكون مخطئا أن ما كان يمكن قبل 48 ثم قبل 67 ثم قبل كامب ديفيد وقبل 11 سبتمبر لم يعد ممكنا اليوم

حلم العودة لا يحق لي حرمانك منه فحاول وكافح وخليها على الله !

تحية مني وشكر ردا على تحياتك

اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية: اندلاع حريق كبير شمالي #الجولان عقب س


.. هل يمكن تَكرار سيناريو عملية -النصيرات- لاستعادة الرهائن الإ




.. #السودان.. قوات الدعم السريع تكشف التفاصيل الكاملة لأحداث -و


.. طفل فلسطيني من مجزرة مخيم النصيرات: شفنا الموت بأعيننا




.. وقفة تضامنية في جاكرتا استنكارا لاستمرار الحرب الإسرائيلية ع