الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حضْرتكَ تكريتي ؟

امين يونس

2015 / 8 / 13
كتابات ساخرة


في نُكتةٍ قديمة " .. في الثمانينيات ، كانَ مواطنٌ عادي إسمه ( س ) في باصٍ مُكتَظ ، فصعدَ رجلٌ طويل القامة ، مُتجهم ، ذو شوارب على شكل 8 .. فوقفَ الى جانبهِ وداسَ على قدمهِ . تألمَ ( س ) لكنهُ لم يتحرك ، خوفاً .. وسألَ الرجُل : هل حضرتكَ تكريتي ؟ أجابهُ : كلا . إذن انتَ دليمي ؟ أجابَ الرجُل : كلا . هذا يعني ، أن حضرتكَ سامرائي أو من الشرقاط ؟ أجاب : كلا .
رفع ( س ) يدهُ وصفعَ الرجل بقوّة ودفعهُ ، قائلاً : .. كلب إبن الكلب ، مادُمتَ لستَ تكريتياً ولا دليمياً .. فلماذا كنتَ تدوس على قدمي ؟! " .
النُكتة المُضحِكة المُبكِية أعلاه ، تُظهِر مدى الرُعب ، الذي زرَعَتْهُ سُلطَة البعث ، في نفوس الناس .. بحيث أنهم ، أي الناس العاديين ، أصبحوا يرون التجاوزات التي يقوم بها أزلام النظام ولا سيما ، المُقربين من صدام وعائلته وعشيرته ... شيئاً عادياً وطبيعياً ! .
..........................
عندنا في أقليم كردستان ... وضعيةٌ مُشابهة الى حدٍ ما ... ف ( ص ) موظفٌ في دائرةٍ مُهِمة . تَعّوَد أن يأتيهِ أحدهم بين فترةٍ وأخرى ، من دون أن ينتظِر دَورهُ ، ويقول لهُ بِصلافة : أريدُ كذا وكذا . وطبعا ال " كذا والكذا " كلها خارج نطاق القانون والتعليمات .. ويُقدِم له ورقة صغيرة ، مكتوبٌ فيها إسمه وإسم الذي أرسلهُ .. وعادةً يكون الذي أرسلهُ ، قد إتصلَ مُسبَقاً وأمرَ ( ص ) أو مسؤول ص ، بتمشية أمور المُراجِع .
تكومتْ عند ( ص ) خلال السنوات الماضية ، عشرات المعاملات ، التي مّررها ، وهي غير مُستوفية لأية شروط مطلوبة ، وكُلها لذلك النوع من المُراجعين .
قبلَ أيام .. دخلَ مُواطِن على ( ص ) ، وكانَ عصبي المزاج ، ويتكلم بِغطرِسة ، وطلبَ منهُ تمشية مُعاملتهِ ، التي كانتْ تنقصها بعض الموافقات الروتينية .. لكنهُ لم يكُن يحمل ورقة صغيرة أو توصية ، ولم يتصل أحد تلفونياً . فتجرأ ( ص ) وسألهُ : هل حضرتك " تكريتي " ؟ أجاب المُراجِع : كلا . إذن انتَ " دليمي " ؟ كلا لستُ دليمياً .
فرمى ( ص ) المُعاملة في وجههِ ، قائلاً بِغضَب : أيها التافهِ .. مادُمتَ لستَ " تكريتياً " ولا " دليمياً " ، فكيف تتجرأ على تقديم مُعاملة ناقصة ؟ أخرُج ولا تَعُد إلى هُنا !.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ بعد قدوم مئات الآلاف من النازحين ، خلال السنين القليلة الماضية ، الى أقليم كردستان ، من الأنبار وصلاح الدين ، فأن التكارتة والدليم ، قد تكاثروا عندنا هُنا !! ] .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلف أم السلف
حسن الكوردي ( 2015 / 8 / 13 - 16:51 )
اهديك تحياتي استاذ أمين . ماذا نقول نِعمهَ الخَلَف أم نِعمهَ السَلف هل البارزاني أفضل من تكريتي سابقاً الجواب للقراء.!!؟؟ . هذا قدرنا نخرج من تعيس الى ألأتعس . وشكرا لك


2 - هل نقول
حسن الكوردي ( 2015 / 8 / 13 - 17:13 )
تكملة . المفروض من ( ص ) أن يسأل إبن الخايبة المراجع هل أنت بارزاني .! . أم زيباري الذي نهب وقتل وحرق عشرات القرى وضمنهم مدينة العمادية عام ( 1961 ) وهم ألأن في مناصب عليا ومنهم معالي وزير المالية وهل يمكن أن نقول عفى الله عما سلف .!! .وشكرً


3 - احذروا غضب الحليم
ابراهيم البصري ( 2015 / 8 / 13 - 21:54 )
يبدو ان مسعود البارزاني والمدلل نجيرفان بارزاني قد وزصل الغرور بهما انهما يشعران انهما يحكمان امبراطورية بارزان ، ومسعود الامبراطور وابن اخيه نجيرفان نائبه ولا بديل لهما .
لقد ظهرت انيابهما وطالت المخالب بعد وصول الاسلحة الامريكية والالمانية لامبراطورية بارزان الكردية ، واتيلاء البيشمركة على كافة اسلحة الجيش العراقي التقيلة بعد تخلي الجيش عنها اثناء الاحتلل الامريكي عام 2003 وبعد انسحاب الخونة من قادة الجيش من نينوى للسماح بدخول داعش اليها .
انهم يهددون حكومة العراق بالانسحاب من المنظومة العسكرية ان لم يعين كرديا بمنصب رئيس اركان الجيش العراقي .
لقد سيطرتم ايها العائئلة البرزانية على كل العراق فماذا تريدون بعد ، رئيس جمهورية كردي ، رئيس اركان الجيش كردي ، نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء كرد ، عدة وزارات سيادية بايديكم ، قائد القوة الجوية كردي ، الان تريدون ضم سنجار وكركوك للاقليم . نفط الاقليم تنهبونه لصالحكم .
تعالوا احتلوا البصرة والعمارة وبغداد وبقية المحافضات وضموها الى امبراطورية برزان ، حتى تكتمل احلامكم المريضة .
احذروا غضب الحليم اذا غضب .


4 - داء الجهالة
حسين المولى ( 2015 / 8 / 14 - 20:12 )
كلامي للذين لايجيدون الاالشتائم واللغةالهابطة التي تربوا عليها--أما أنت سيدي أمين فلك التحية ومزيدا من الاحترام ودمت موفقا-- (لكل داء دواء يستطاب به أما الجهالة أعييت من يداويها)

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ