الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكام العراق .... وملكياتهم

جاسم محمد كاظم

2015 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


حكام العراق .... وملكياتهم
العراق منتوج جديد ظهر للواجهة بعد الحرب العالمية الأولى نظرا لاكتشاف النفط الهائل في المناطق التي تقع داخل حدوده.
ولان العراق الحديث يختلف جذريا عن العراق القديم الذي تذكرة كتب التاريخ تكوينا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لكننا هنا سنشير إلى حاكمين حكما العراق في فترة الحكم الإسلامي ..
أولهم أمير العدالة علي بن أبي طالب حيث حكم إمبراطورية هائلة مترامية الأطراف وكان خراج العراق وحدة يكفي عيش أكثر أمصار هذه الدولة ..
لم يتملك علي من حطام الدنيا وتشير أكثر الروايات أن بعض سكان الكوفة لم يعرفوه بشخصه لأنة كان يلبس ثياب مرفوعة ولم يجري بظن من لم يعرفه بان هذا أمير المؤمنين ..
لم يتفرد أمير العدالة على غيرة بالعطاء من بيت المال وبقيت حصته تساوي حصة أفقر الخلق ورحل عن الدنيا وهو يسكن في صريفة بعد أن رفضت الأبية السكن داخل قصر الأمارة .
ولم يختلف الحجاج بن يوسف الثقفي في الملكية عن أمير العادلة وان اختلف التاريخ كثيرا في أمر أمير ثقيف فوصفوه بالجزار والقاتل والسفاح
لأنهم لم يميزوا حقبة الصراع السياسي الشديد التي ظهر فيها ونظرية البقاء للأقوى .
ورغم قسوة الحجاج إلا أنة كان عفيف النفس كما تذكر كتب التاريخ لم يغتصب امرأة وكان يقتل كل من يتحرش بالنساء أثناء فتح المدن وهو يقول .. لا تتحرشوا بالنساء فانا العفيف ... الغيور ...
ويذكر البعض من المؤرخين بأنة في عهد الحجاج تم أنشاء اسالات للماء عبر خزانات كبيرة ونقل الماء لبعض البيوت عن طريق أنابيب من الخشب .
ورغم امتداد نفوذ الحجاج إلى خراسان إلى أن الحجاج لم يتملك شيئا ورحل عن الملك وترك وراءه مصحفا وسيفا و100 درهم فقط في وكان وارد خراج الكوفة فقط 2000000 مليوني دينار سنويا .
ظهر العراق كدولة بعد الحرب العالمية الأولى وعرف التاريخ فيصل بن الحسين كأول ملك له .
تقول كتب التاريخ بان الأسرة الهاشمية لم تتملك شيئا وكانت تعيش على إيرادات الراتب الشهري ولم يختلف الملك عن البقية شيئا ..
وهذا خلاف الواقع لان هذه الأسرة كانت تعيش على هبات الشركات الاحتكارية القابضة على نفط العراق والكوبونات الخاصة المودعة في بنوك الغرب وكانت المملكة العراقية مملكة فساد النخبة من السياسيين وكبار الضباط والوزراء والبرلمانيين في حكم فساد اداري ومالي يقول فيها الشاعر ملا عبود الكرخي احد أشعاره في ذم البرلمان .
برلمان أهل المحابس والمدس .
عكب ماجانوا يدورون الفلس
هسة هم يرتشي وهم يختلس
ولو نكص من راتبه سنت انعقج
كيم الركاع من ديره عفج
...
أتشوف واحدهم معمم بالوقار
وبالأصل تاريخة كله عار
أبصرف ثلث سنين مليونير صار
أيريد عالوادم يعبر جلج
كيم الركاع من ديره عفج .

وكانت اغلب الأراضي العراقية الصالحة للزراعة مملوكة لكبار الإقطاعيين ممن يؤدون الضريبة لهذه المملكة وكان أكثر من 1000000 مليون عراقي عبيد تحت نير الإقطاعي الظالم .
تملكت العائلة المالكة القصور الفخمة قصري الرحاب والزهور .الإذاعات الخاصة .
السيارات الفارهة آخر موديل كهبات من الشركات الاحتكارية .الرحلات والسفر لأرقى المتنزهات العالمية والفنادق والمطاعم الفاخرة والدراسة لأبنائها في أرقى الكليات العالمية حصرا وبالمقابل لتكون عميلا مطيعا للشركات الاحتكارية لنهب الثروة العراقية ومحمية بقوات أبو ناجي وأفواجه ..
قامت الجمهورية العراقية في مصادفة رائعة للتاريخ بنفس زمن قيام الثورة الفرنسية في الرابع عشر من تموز الظافر .
وأول أعمال الزعيم الخالد كان تأميم الملكيات لهذه العائلة القذرة وإرجاعها لوزارة المالية حصرا .
وعفت نفس الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم أن يسكن في بيوت الظالمين والسارقين فلم يسكن في قصر بل سكن في فندق وكان ينام على الأرض ويأكل من طعام احد أخواته في ( سرفطاس ) كما يحب للعراقيين أن يسمونه رغم أنة أول حاكم عراقي لهذه الارض .
وبقي راتب الزعيم يتساوى في مفرداتة مع رواتب الأطباء والمهندسين والمدرسين والمعلمين ممن بلغوا 25 سنة في الخدمة .
لم يتملك الزعيم بيتا ولم يسرق من مالية العراق شيئا أبدا وان كانت أعمالة المجيدة توزيع الأرض على الفلاحين بقانون الإصلاح الزراعي وتوزيع القطع السكنية على المتسولين ممن هربوا من نير الإقطاع جنوب مدينة بغداد وظهور مدينة الثورة والشعلة إلى الوجود وبناء العراق المؤسساتي الجمهوري الحديث .
رحل الزعيم ولم يتملك شيئا من عراق حرره من المستعمر والسارق .

ورغم هوس قتلة وانقلابيي شباط بالحكم إلا أنهم لم يتملكوا شيئا وبقيت ملكية عبد السلام عارف بسيطة للغاية رغم سكنه في القصر الجمهوري وكان راتبه الشهري لا يتعدى 225 دينار ولم يتملك المخصصات الخاصة .
وأكمل عبد السلام قوانين الإصلاح الزراعي وتجريد الإقطاعي الحقير من كل شي وأمم أكثر الشركات لصالح قطاع الدولة ..
ورحل ولم يتملك شيئا في الداخل والخارج وخلفه أخوة في سدة الحكم ورغم كل الإشاعات حول فساد رئيس وزرائه طاهر يحيى وتسميتة بابي فرهود إلا أن طاهر ظهر لم يملك شيئا سوى راتبه الذي قطعة انقلابيي تموز .
ظهر العراق البعثي في عام 1968 كدولة جديدة اشتراكية الطابع استطاعت من النهوض والازدهار وبناء دولة قوية بعد تأميم النفط وطرد الشركات الاحتكارية في 1972 ليظهر وجه آخر للعراق كدولة قوية أرادت إلغاء الفقر تماما والبدء بنظام صناعي شامل لتوفير كل الاحتياجات .
ظهر التعليم الإلزامي المجاني والخدمات الصحية وأصبح العراق مجانيا بكل شي وانعدم التسول في العراق والفقر في هذه الدولة تماما لاول مرة في العراق وكان النظام المالي والصرف مرهونا بتوقيع برئيس الجمهورية حصرا كما تذكر كتب المذكرات خوفا على تبديد المال وضياعه .
تجربة لم يكتب لها النجاح بعد انقلاب البعث على البكر الذي رحل عن الدنيا ولم يتملك سوى راتبه الشهري وبيتا في صلاح الدين وسيارة مارسيدس موديل 1975.
بدء الفساد يدب في الدولة العراقية بعد عام 1980 وانطلاق الحرب العراقية الإيرانية عبر رشاوي السلطة لكبار الضباط وتوزيع القطع السكنية حصرا لأفراد الجيش وتوزيع السيارات الحديثة والرواتب العالية وعسكرة المجتمع العراقي وظهور جهاز الحزب كمليشيا زيتونية تجوب الشوارع .
ألا أن هذا كان يسير ضمن ضوابط دستورية وقوانين مالية مركزية صارمة جدا فلم يستطع احد من المسئولين حق الصرف الذي بقي حصرا برئيس الدولة .
وانتهى حكم البعث الثاني وظهر أن كل الحكام وكبار المسئولين لم يتمكلوا شيئا أبدا وان قصور صدام الرئاسية ملك لوزارة المالية ولم تظهر أرصدة مهربة لعائلة الرئيس إلى الخارج ولم تتملك هذه الأسرة بيوت وفلل في مناطق لندن وتكون لها أرصدة في بنوك دبي .
لكن الكارثة التي حلت بالعراق بعد 2003 كانت اكبر من يصدقها عقل ولو أن التاريخ عاد إلى الوراء وبعث حكامه السابقين من رقادهم ليروا حجم الكارثة لفضلوا الرجوع إلى التراب وعدم مشاهدة ما حل بأرض سومر وأكد من دمار في عهد اللصوص والحرامية بعد أن دمر كل شي وهرب إلى الخارج أكثر من 400 مليار دولار من نفط البصرة وأصبح للبعض من تولوا ا سدة الحكم يتملك شوارعا في لندن وعمارات في باريس وشقق في نيويورك وشرم الشيخ وأرصدة هائلة تتعدى ميزانية دولا مثل سوريا والأردن وتايلند .
وأصبح للبعض أموالا هائلة يستطيع بها تأسيس دولة مثل لبنان والصرف على كل سكانها .
ورغم أن العراقيين طردوا الفقر بعد ثورة الزعيم وكان العمل متاحا في بقاع العراق أصبح العراقي اليوم يعيش تحت خط الفقر ويبحث عن عمل فلم يجده وربما لو أن هذا النظام سار إلى الأمام لمدة 10 سنوات أخرى ربما لن يجد العراقيين شيئا يأكلوه وماتوا جوعا وسوف يصل مستوى البطالة إلى رقم يقول 100%.


//////////////////////////////
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟