الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلمونا فانتفضنا

زيد كامل الكوار

2015 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عبارة شرحت واقعا مريرا عاشه العراقيون متقلبين بين مرارات الانكسار والخذلان والجور الذي مارسته عصبة من المفسدين المنتفعين الذين استغلوا ثقة الشعب المتطلع إلى الحرية والديمقراطية والتغيير ، فتسلقوا على آماله وأحلامه وثقته لينهبوا خيرات البلد وثرواته ، وليسوموا شعبهم الذي منحهم الثقة شتى أنواع العذاب والاضطهاد الفكري والمادي حيث أردئ الخدمات كما ونوعا مع خرق بين وواضح في الجانب الأخطر والأهم في حياة الفرد الذي يمس أمنه الشخصي واستقراره المادي والنفسي ، فاستفحال الإرهاب وتمكنه من الشارع العراقي المتمثل في احتلال العصابات الإرهابية بعض المحافظات العراقية التي تمثل أكثر من ثلثي مساحة العراق ، إذا ما سلمنا بأن المحافظات الشمالية الكردية خارجة جزئيا عن سلطة الحكومة المركزية . فعاث الإرهاب في بلدنا شرقا وغربا خارقا كل مواثيق الإنسانية السماوية والأرضية ، وكل هذه الكوارث ما كان لها أن تحدث لولا تهاون الحكومة والجهات الأمنية واستهتارها بعدوها واسترخائها بعد الزيادة الكبيرة في أعداد المقاتلين وتسليحهم الأمر الذي مكن الإرهاب أن يضرب ضربته المفاجئة التي أفقدت الحكومة صوابها وتركيزه المشتتين القلقين أصلا ، حتى وصل الأمر كما يروي بعض الجنود المهزومين المنكسرين ، إلى أن أجزاء كبيرة من مدينة الموصل تم احتلالها واغتصابها من دون إطلاق رصاصة واحدة بل اكتفى الإرهابيون باستعمال مزامير السيارات ومصابيحها للإشارة من مسافات بعيدة للجنود المرابطين كي يتركوا مواقعهم ، فتم تسليم المدينة العراقية الثانية من حيث السكان بيد الإرهابيين من شذاذ الآفاق من غير قتال يذكر وكأنها قد بيعت بأبخس ثمن لعصابات داعش المجرمة ، ومن المؤسف أن الحكومة العراقية التي تتحمل ذلك الخرق الأمني بصورة كاملة ، لم تلتفت إلى نتائج جريمة تخاذلها وإهمالها متجاهلة النتائج الوخيمة التي تمثلت في تهجير ملايين المواطنين العراقيين الذي كانوا آمنين مستقرين في مدنهم وقراهم ، الأمر الذي اضطرهم إلى النزوح داخل البلد هربا من العمليات الإجرامية الداعشية من التهجير والاغتيال واغتصاب المساكن ، وسبي الحرائر واغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة في مشهد آذى الإنسانية جميعها منتهكا كل القيم السماوية والإنسانية . وما كان كل هذا ليكون لو كانت الحكومة العراقية قد حصنت مدنها ماديا بقوات عسكرية أمنية ذات انتماء وطني لا حزبي أو طائفي ، وبقيادات مهنية ذات خبرات أكاديمية وميدانية لا مليشيات مدموجة في الجيش لا تفقه من العلوم العسكرية أبسط أولياتها وأبجدياتها ، ناهيك عن ولائها لأحزابها ومكوناتها الطائفية بعيدا عن المواطنة الصحيحة والإخلاص للوطن . ويرافق كل هذا وذاك الإهمال المتعمد لتلك المحافظات وإقصائها وتهميشها ومنعها من المشاركة في حماية وقيادة محافظاتها التي ساءت فيها الخدمات حالها حال جميع محافظات العراق المظلومة البائسة ، بحيث أصبح ما يزيد على ثلث الشعب العراقي يشعر بالمظلومية والحيف من هذه المعاملة الجائرة لدورتين انتخابيتين بل لاثني عشر عاما بالتمام والكمال سحقت ودمرت ما تبقى في العراق من بنية تحتية متهالكة أصلا ، فظهرت على ساحة الكوارث التي لا يسكت عنها كارثة سبايكر ثم كارثة سجن بادوش وكارثة سبي الآيزيديات وملايين النازحين المهجرين الذين كافأتهم الحكومة بعد أن فشلت في تأمين الحماية لهم في دورهم ومدنهم فأوكلت مسألة متابعة إسكانهم وتأمين المعونات الطارئة والعاجلة إلى الفاسدين الذين أثروا على حساب معاناة المنكوبين . كل هذا ولم نصل بعد إلى ذروة الحدث الدرامي المأساوي حين ارتفعت درجات الحرارة إلى معدلات عالية لم نشهدها في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي إذ تخطت الحرارة حاجز الخمسين درجة ما سخن أجواء الاحتجاج في الشارع العراقي الذي واجه موجة الحر المرعبة بلا سلاح ، إذا شهدت منظومة الكهرباء الوطنية انهيارا وتدنيا في ساعات تجهيز الكهرباء في ذلك الحر الخانق ، ما فجر الشرارة الأولى للتظاهرات في البصرة السباقة دائما في الانتفاض على الظلم ، ثم كانت الثورة الشعبية العارمة التي ستستمر حتى تحقق أهدافها في محاسبة وتأديب الطبقة السياسية العراقية كي تحترم شعبها ولا تكذب عليه أو تسرقه مستقبلا وتكون عبرة للحكومات التي ستأتي بعدها ، ولن يفيدهم الندم كما قال الشاعر :
ندم البغاة و لات ساعة مندم ** والبغي مرتع مبتغيه وخيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في