الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يصبح الشيعي مواطنا؟

علي فردان

2005 / 10 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الإجراءات الحكومية
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يُعلن الملك عبدالله أن "جميع المواطنين من شيعة وسنة متساوون أمام القانون دون تمييز في جميع الدوائر الحكومية والخاصة". يُصبح الشيعي مواطناً عندما تتخذ الحكومة "إجراءات صارمة تُعاقب علناً" من يتعرض للمذهب الشيعي ويكفر المواطنين الشيعة ويحرض على العنف والكراهية ضدّهم.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما تقوم الحكومة السعودية بالتخلص الفوري "والعلني" من كل الفتاوى التي تكفّر الشيعة وتنال منهم وتدعو لقتلهم، وتتخلص من جميع الكتب الدراسية وغيرها المتواجدة في المكتبات والدوائر الحكومية التي تنال من المذهب الشيعي، وتُعاقب من يؤلف كتاباً يُحرّض على الفتنة الداخلية ويطعن في ولاء الشيعة لوطنهم.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما تقوم الحكومة السعودية "علناً" بمعاقبة من تثبت عليه تهمة التمييز ضد الشيعة في أي منشأة سواءً كانت حكومية أو أهلية، وأن تقوم بتطبيق مبدأ المساواة في التوظيف في جميع منشآتها، سواءً العسكرية أو الدبلوماسية أو على المستوى المحلي من وظائف وزارية وبلدية وتعليمية.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يستطيع الشيعي أن يدخل أن منشأة حكومية أو خاصة واثقاً من أنه سينال معاملة كريمة يتساوى فيها الجميع لا يكون فيها تمييز في وظيفة أو موقع إلاّ استناداً إلى مؤهلاته العلمية وخبراته في مجال العمل. يُصبح الشيعي مواطناً عندما تقوم الحكومة بالتخلص من فقرة في قانون التجنيس التي تطلب ذكر "المذهب" ليتم استكمال إجراءات التجنيس.

الحريات الدينية
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يستطيع الشيعي ممارسة شعائره الدينية دون خوف أو قلق، دون أن تتعرض له المؤسسات الدينية الحكومية "مثل هيئة الأمر بالمعروف" أو المؤسسات الرسمية مثل "الشؤون البلدية والقروية" أو المؤسسات أمنية مثل "الشرطة والمباحث" فيستطيع بناء مسجد أو حسينية في أي منطقة يعيش فيها، سواءً جدة أو الرياض أو بريدة أو عنيزة أو حائل أو تبوك أو أبها أو حفر الباطن الخ الخ.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يدخل أي مسجد في أي مدينة في مناطق المملكة المختلفة ويصلّي استناداً لمذهبه دون أن يتلفت يميناً وشمالاً خائفاً أن يتعرض للإهانة أو السجن والتنكيل أو الطرد والشتم في أفضل الأحوال دون أن يُعاقب فاعل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية. يُصبح الشيعي مواطناً عندما لا يحتاج الكثير من الشيعة للتظاهر بأنهم من "أهل السنة" حتى لا يتم التمييز ضدّهم، كما يحدث في أحيان كثيرة، خاصة للشيعة من منطقة الأحساء والمدينة المنورة ومناطق أخرى مثل جدة وجنوب المملكة.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما ينال جزءاً ولو يسيراً من خيرات أرضه، من نفط وماء، فينعكس ذلك على مستوى حياته "البائسة" التي أثقلها الفقر والبطالة، فيرى الخدمات الأساسية في مدينته، ويرى المؤسسات الحكومية من فروع وزارات خدمية ومؤسسات تعليمية من مدارس حديثة وجامعات ومستشفيات في مدينته دون الحاجة للسفر للخارج أو للعاصمة أو لمدن أخرى بها كل الخدمات فقط لأن أغلب قاطنيها ليسوا من الشيعة.

التمثيل السياسي والإعلامي
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يرى أن المسؤولين الحكوميين في مدينته أو منطقته، المسؤولين المدنيين أو العسكريين هم من أبناء المنطقة، كرؤساء البلديات والشرطة وفروع الوزارات ومدراء مدارس البنين والبنات وأعضاء المجلس البلدي (الأخبار طفحت أخيراً وهي أن الحكومة قامت بتعيين 5 أعضاء سنة، ورئيس سنّي في مقابل الخمسة الشيعة المنتخبون في المجلس البلدي لمنقطة القطيف). يُصبح الشيعي مواطناً عندما يرى مدينته ترفل في الخير مليئة بالمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، عندما يستطيع أن يستمع لإذاعة شيعية ومشاهدة قناة فضائية شيعية تبث من مدينته، عندما يرى صحيفة محلية تصدر من مدينته تتحدث عن همومها، عندما يرى الكتاب الشيعي العلمي والديني في كل مكان لا أن يتم التعامل معه على أنه أكثر فتكاً من المدفع والمخدِّرات فيتم منع دخول الكتب وسجن حامليها.
يُصبح الشيعd مواطناً عندما تفرغ السجون من المواطنين الشيعة تم تعذيبهم لسنوات طوال فقط لأنهم شيعة دون أن تثبت إدانتهم بأي جريمة ولم تتم محاكمتهم لا علناً ولا في الخفاء؛ يصبح الشيعي مواطناً عندما تختفي السجون السياسية ويُعاقب من سجن وعذب مواطناً وأن تكون العقوبات استناداً لدستور مكتوب "وفي العلن" لردع كل من يفكر في انتهاك حقوق المواطن الشيعي، فقط لأنه أصبح "شبهة" فقط لأنه شيعي.
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يستطيع الشيعي السفر إلى أي بلاد، لا أن يتم إيقاف جواز سفره ومنعه من السفر دون سبب ودون أمر "قضائي رسمي" ودون محاكمة. يُصبح الشيعي مواطناً عندما لا يوجد في وطنه كلمة "ممنوع من السفر" أو "راجع الجهات الأمنية" أو "مطلوب للتحقيق" من أي جهة حكومية إلاّ استناداً لأمر مكتوب وبأمر قضائي وتحت مراقبة حقوقية تتواجد فيها الجهات الإعلامية ومحامين للدفاع ومحاكمة علنية.

الإنسان هو المواطن
يُصبح الشيعي مواطناً عندما يُمسي إنساناً تُحترم فيه حقوقه كبني البشر في بلاد العالم الحر، فينام مطمئناً قرير العين ينظر للوطن بروح ملئها الفخر والتباهي مستعداً للتضحية بالغالي والنفيس دفاعاً عنه، فيرى وطنه امتداداً لنفسه، عندها فقط يصبح الشيعي مواطناً.
عندما تكون كرامة الإنسان الشيعي محفوظة، وحياته ليست في خطر دائم، ولا يخاف على ماله وأرضه وعِرضه، عندما يستطيع أن ينتخب المسؤولين بحرية، عندما يرى تداول السلطة بالطرق السلمية، عندما يفتخر المواطن بانتمائه لأرض، لا استناداً لمذهبه، عندها يستطيع الشيعي أن يكون مواطناً.
إلى ذلك الحين، هذا الوطن الذي يتحدث عنه الكثير، ما هو في نظر الشيعي إلاّ بلاد غربة، أو كوكب آخر ليس الوطن، يرى نفسه فيه "كمخلوق آت من مجرّة بعيدة"، فالشيعي لم يرى وطنه بعد، وكما قيل في الأمثال: لا وطن بلا حرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه